كلينتون تستفيد من ترامب لإنقاذ حملتها
وفق مصادر الحزب الديمقراطي، فإن المناظرة التلفزيونية الأولى بين المتنافسين الديمقراطيين في السباق إلى البيت الأبيض، لن تجرى قبل أكتوبر المقبل.هذا «التمهل» يعود في جانب منه إلى أن بورصة المرشحين الديمقراطيين لم تكتمل بعد، في حين تتزايد التكهنات عن قرب تغيير نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن موقفه وإعلان ترشحه.
البعض يقول إن الأمر مرهون بما يجري في حملة هيلاري كلينتون، وعما إذا كان مسار شعبيتها سيستمر في التراجع، ما قد يعجّل بحسم بايدن موقفه، كي لا تخلو الساحة لمنافسها الأكثر يسارية والمثير للجدل السيناتور بيرني ساندرز، وتعريض الحزب لخسارة السباق أمام الجمهوريين.ورغم حفاظها على تفوقها في استطلاعات الرأي أمام كل منافسيها الجمهوريين والديمقراطيين معاً، فإن تضرر صورتها من جراء قضية بريدها الإلكتروني حين كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية، لايزال يقرع جرس الإنذار في أوساط الحزب الديمقراطي، الذي تخشى قاعدته المعتدلة من تنامي موقع ساندرز الذي حشد في مهرجان انتخابي واحد أكثر من 100 ألف شخص.ولا تكمن مشكلة الديمقراطيين في كيفية حصد أصوات أبناء المدن أو أصوات المهاجرين أو حتى الأميركيين الأفارقة. فالحزب لايزال قادراً على استمالتهم، وخصوصاً أن غالبية المرشحين يرفعون شعارات تدافع عن أكثر البرامج الاجتماعية إثارة للجدل، كقضية إصلاح نظام الطبابة أو الإجهاض أو الدفاع عن حقوق المثليين، أو زيادة الحد الأدنى للأجور، أو زيادة الضرائب على الأغنياء.لكن اتهام كلينتون بأنها تميل في خياراتها الاجتماعية إلى تجمع «وول ستريت» وجماعة «هوليوود»، قد يفقدها مصداقية ادعائها تمثيل مصالح الفئات الوسطى والأكثر فقراً. على أي حال، هذا ما يقوم «ساندرز» بالترويج له واستغلاله في مواجهة كلينتون.بيد أن النقطة التي تسعى كلينتون إلى استثمارها تقوم على تطوير استراتيجية الاستفادة من الهجمات التي تُشنّ عليها من المرشحين الجمهوريين، ما قد يحولها إلى المنافس الأكثر جدارة في أعين الجمهور الديمقراطي وكذلك في أوساط المستقلين.فهي باشرت سياسة هجومية لاذعة تجاه أكثر خصومها شهرة، أمثال دونالد ترامب وجيب بوش وسكوت والكر، بينما تولى الجمهوريون الجزء الآخر من المهمة. فالمتاعب التي بدأ يسببها ترامب للحزب الجمهوري فرضت على قياداته التساؤل عن كيفية إدارة معركة ناجحة على «جبهتين»؟فإذا تمكن ترامب القادم من مدينة نيويورك من تحييد قاعدة واسعة من الجمهوريين، خصوصاً أبناء المدن، فقد يكون من الصعب تجاوز كلينتون التي تحظى بشعبية واضحة في تلك الأوساط. ومع ازدياد الخوف من احتمال استمرار ترامب في ترشحه حتى وإن لم يفز بترشيح الجمهوريين، فالانقسام عندها يصبح احتمالاً كبيراً بين قاعدة الحزب المدنية التي تتحلق حول طروحاته والقاعدة الريفية في الولايات الزراعية المحافظة.هذا ما تراهن عليه كلينتون، وخصوصاً أن سهام النقد التي تستهدفها والرئيس باراك أوباما من مختلف المرشحين الجمهوريين، بدت في نهاية المطاف دعاية غير مدفوعة من خصومها، ما قد يسهل عليها حسم بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي إلى الرئاسة من دون منازع حقيقي.