لم تمر أيام كثيرة على لقاء مازن الجراح الغريب، الذي طلب فيه من المعارضين أن يبلعوا العافية، وأكد وجود ضرب المتهمين في المباحث بما يخالف مواد صريحة من الدستور الكويتي تنص على براءة المتهم حتى تثبت الإدانة، وعلى حظر التعذيب بكل أشكاله، ليخرج وزير الدولة محمد العبدالله لينافسه مذكراً إيانا بتاريخه في التصريحات الغريبة مثل "غداء العائلة" وغيرها من خلال مَنّه على الشعب الكويتي بماء مدعوم، متناسياً مليارات تضيع سنوياً بفساد مستشرٍ وتضخمات مليونية بحسابات البعض، ومشاريع متأخرة ورعاية طبية سيئة، ورياضة قتيلة، فأغلق العين عن كل هذه الأمور وعن الأسماء التي وراءها ليضع عينه على الماء المدعوم.

Ad

لا أعلم كيف تختار الحكومة من يتحدث باسمها، ولا كيف تؤهل الأسرة أبناءها لقيادة البلد، لكن من الواضح جلياً أننا "ابتلشنا" بالكثير من القيادات التي لا تراعي أصول الحديث، ولا تراعي نظام الدولة القائم على أن الشعب هو مصدر السلطات جميعا، وليس مجموعة من الرعايا التي تنتظر قطرة ماء الحكومة لتصنع منها قهوة مُرة تنسينا مرارة الوضع الذي نعيشه مع قيادات لا تعرف كيف تقود، ولا تؤمن أنها موجودة أساساً خدمة للشعب لا أكثر.

المصيبة ليست في تصريح الوزير العبدالله فقط، بل في كونه الوجه الشاب الذي يحاول الجميع أن يؤهله كما يبدو لمناصب أكبر، فنحن نعاني أزمة إدارة، والكل يحاول أن يعالج الأخطاء بأخطاء أكبر منها، ولا أحد يريد أن يلتفت حقاً إلى الخلل، وأن يشير إليه بكل وضوح وصراحة، لكننا نفضل أن يتم خداعنا واللعب بمشاعرنا لا أكثر لنستطيع أن نعيش حتى الغد ونضع رؤوسنا على الوسادة ببعض الاطمئنان.

 أتمنى من القيادات، وعلى رأسها الوزير العبدالله، أن تذكر لنا ما خطة الدولة مع هبوط أسعار النفط إلى هذا المستوى؟ وما الذي سيعوض هذا الهبوط؟ وهل سيتم تقليل التكاليف أم سيتم إيجاد مصادر دخل بديلة للنفط؟ وما هي؟ وكيف سيتم البدء بها؟ لأن الأمر يفوق بأهميته رفض الحكومة لأي انتقاد بسبب ماء مدعوم! فارحمونا من تصريحاتكم يرحمكم الله.