أيقظني... ولكن بهدوء!
![يوسف عوض العازمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1465597344280824900/1465597355000/1280x960.jpg)
الفكرة العامة للكتاب قد تكون نادرة، فقراء هذه الأيام تعودوا على كتب متخصصة بتنمية الذات، وأكثرها يعرض أفكاراً قد لا يلم بها الكثير، وحتى أبين أكثر، فإن أغلب كتب تنمية الذات هي في الحقيقة مترجمة، قد تنفع في بيئتها الأصلية أكثر، غير أنني قرأت في هذا الكتاب نماذج غارقه في المحلية، مفهومة الطرح، نماذج نلتقي بها يومياً، حيث تطرح الكاتبة عدة شخصيات، من قلب المجتمع، وتزيل عنها مساحيق التزيين، وتظهرها على حقيقتها، عبر طريقة عرض سهلة الفهم، إذ تعرض الشخصية، ثم تدخل في مساراتها الداخلية، وتظهر الحسن والسيئ بها، ثم تضع الفكرة المطلوبة بطريقة لا تخلو من إبداع العرض، والحبكة الكتابية. الشئ الجديد في هذا الكتاب، أنه يدمج عدة مفاهيم في خلطة توعوية متكاملة، فبينما يندر التركيز على ترسيخ الثوابت الشرعية في عدة كتب مماثلة، نجد الوجبات التوعوية مغلفة بغلاف شرعي، سهل الرؤية متداخلاً بذكاء في الفكرة الأساسية، وهنا الأهم، فعقيدتنا الإسلامية هي رأسمالنا. من المواضيع التي راقت لي موضوع: "كيس من هذا؟!" الذي أنقل منه هنا فقرته الأخيرة: "الكلام لا ينتهي مفعوله بمجرد أن نغلق أفواهنا، بعض الكلام يستودع في كيس، ومقدر على هذا الكيس أن يدور بين الناس، ثم يعود إلينا محملاً بالمزيد، لينسكب فوق رؤوسنا، فلننتبه إلى ما نضعه فيه من كلام، افهم جيداً أن انطباعك عن الآخرين له أصل يبدأ من داخلك، ويمتد من انطباعك عن نفسك، احذر وأنت تصف الآخرين، أو تحدثهم، ففمك في وجهك: نعم، ولكن في الواقع أنت ترسم نفسك بلسانك أمامهم، وهذا تذكير مهم". أما الغلاف الأخير للكتاب فكتبت عليه خاتمة لافتة "إنه إليك أيها الجالس على أنفاسه أنهكه التعب، أيها الرائع المغمور برائحة العتب، الحياة ليست مجرد لقب، ليست بالغضب، الحياة فرح وفضاء رحب".باختصار، الكتاب فريد، ومتعدد المواضيع ويستحق القراءة، سعدت بقراءته، واستفدت من عدة أفكار وردت به، وأتمنى التوفيق للمؤلفة التي أثرت المكتبه الكويتية بهذا الكتاب المتميز، وخالص شكري لها على إهدائها الكريم، وإلى مزيد من الإنجاز بإذن الله.