قتل اربعون شخصا بينهم طفل الجمعة في قصف صاروخي شنه النظام السوري على سوق في مدينة دوما، احد ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

Ad

وفي شمال البلاد، قتل 15 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية يعتقد انها روسية على حي شعبي تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، بحسب المرصد.

وتأتي حصيلة القتلى هذه في وقت بدأت 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية محادثات غير مسبوقة في فيينا الجمعة سعيا للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يمزق سوريا منذ العام 2011.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "قوات النظام اطلقت اكثر من 12 قذيفة صاروخية على سوق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية" ما تسبب "بمقتل اربعين شخصا بينهم طفل واصابة مئة اخربن على الاقل بجروح".

واتهم الائتلاف السوري المعارض روسيا بقصف دوما. واشار في حسابه على موقع تويتر الى "قصف سوق شعبي في دوما من طيران العدوان الروسي".

ويأتي هذا القصف غداة غارات جوية شنتها قوات النظام السوري على دوما الخميس استهدفت احداها مستشفى ميدانيا وتسببت بمقتل ثمانية اشخاص على الاقل، وفق المرصد.

وتخضع دوما في ريف دمشق منذ نحو عامين لحصار من قوات النظام، ما يتسبب بمعاناة السكان من نقص كبير في المواد الغذائية والادوية.

وقال مصور لوكالة فرانس برس الجمعة في المدينة ان القصف الجوي على احد المشافي الميدانية الخميس تسبب باصابة عدد من افراد الطاقم الطبي، ما جعل امكانية علاج الجرحى الذين اصيبوا الجمعة محدودة.

واشار الى ان القصف استهدف سوقا شعبيا قصدها السكان في وقت باكر خشية من تكرار القصف مضيفا انه عاين جثثا فوق بعضها البعض.

ويصرخ رجل في الثلاثينات من عمره بلوعة امام جثة طفل قتل جراء القصف وهو يقول "منذ ان قتل والدك في المجزرة، وامك تطلب منك الا تقصد السوق للعمل، لماذا جئت الى هنا؟ لماذا؟".

ويظهر شريط فيديو التقطه المصور في السوق بعد نقل القتلى والجرحى حالة من الفوضى العارمة. محال متضررة تبعثرت بضائعها، وطاولات وبسطات للبيع ودراجات هوائية محطمة، فيما بقع كبيرة من الدماء تغطي الارض.

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل العاصمة بالقذائف التي يطلقونها من مواقع يتحصنون فيها على اطراف دمشق.

ونشرت لجان التنسيق المحلية في سوريا شريط فيديو قالت انه تم تصويره بعد سقوط احد عشر صاروخا على الاقل على سوق في المدينة.

ويظهر الفيديو جثثا مضرجة بدمائها على الارض فيما النيران مندلعة بالقرب منها وفي محال مجاورة. كما تبدو احدى الجثث وهي تحترق. ويصرخ رجل مسن باعلى صوته "دوما تباد. اين العالم؟".

وبحسب عبد الرحمن، فان "مدينة دوما هي واحدة من المناطق السورية التي سقط فيها العدد الاكبر من القتلى منذ بدء النزاع".

وقتل 34 شخصا على الاقل بينهم 12 طفلا في غارات للنظام على المدينة في 22 اغسطس الماضي. كما قتل 117 شخصا في 16 اغسطس جراء قصف مماثل، ما استدعى تنديدا دوليا.

من جهة ثانية، افاد مدير المرصد السوري عن "مقتل 15 مدنيا على الاقل بينهم اربعة أطفال جراء غارات جوية من طائرات يعتقد انها روسية استهدفت الجمعة حي المغاير" في مدينة حلب في شمال البلاد.

ويقع الحي الشعبي في المدينة القديمة في حلب. وقال عبد الرحمن ان عدد القتلى "مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة" مشيرا الى ان 42 شخصا اخرين هم في عداد المفقودين والجرحى.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على احياء مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012.

وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف مارس 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.