تقدم لفصائل إسلامية في حلب.. معارك واشتباكات في الزبداني

نشر في 04-07-2015 | 13:44
آخر تحديث 04-07-2015 | 13:44
No Image Caption
سيطر مقاتلو المعارضة السورية ليل الجمعة السبت على مركز عسكري استراتيجي في غرب حلب، في أول تقدم نوعي لهم في هذه المنطقة منذ العام 2013.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن "سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الإسلامي، بشكل كامل الليلة الماضية على مركز البحوث العلمية الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة حلب".

ورأى أن "هذا الانجاز هو تقدم استراتيجي بارز بالنسبة إلى معركة حلب خلال السنتين الماضيتين"، مشيراً إلى أن السيطرة على المركز "تعرض للخطر حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام".

وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا في 17 مايو من الاستيلاء على حي الراشدين المتاخم لمركز البحوث، ويشن تجمع يضم جبهة النصرة وفصائل أخرى غالبيتها إسلامية منذ الخميس هجوماً عنيفاً على حي جمعية الزهراء إلى الشمال من مركز البحوث في غرب المدينة أيضاً، وبعد أن تمكنوا من السيطرة على بضع نقاط، اضطروا ليلاً إلى التراجع تحت وطأة الضربات الجوية التي ينفذها النظام.

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط توما بييريه، الأستاذ المحاضر في جامعة ادنبره، لوكالة فرانس برس أن "التقدم الذي سجل خلال الأسابيع الأخيرة في غرب حلب (...) هو التقدم الأول الحقيقي للمعارضين منذ 2013".

واندلعت المعارك في حلب في صيف 2012 عندما تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على أجزاء واسعة منها، وانقسمت المدينة سريعاً بين أحياء تحت سيطرة النظام في الغرب وأخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق، علماً أن مقاتلي المعارضة متواجدون في مناطق متعددة في ريف حلب.

ولم تتوقف المعارك في المدينة خلال السنوات الثلاث الماضية، ما حول أجزاء واسعة منها إلى دمار، لكن منذ 2013، لم تتغير خريطة المدينة كثيراً على الأرض.

ويمتد مركز البحوث العلمية على مساحة واسعة جداً ويضم مباني وهنغارات عديدة، وقد تحول بعد الحرب إلى ثكنة عسكرية لقوات النظام.

وقال بييريه "بفقدانه مركز البحوث العلمية، فقد النظام خط دفاع مهماً، ما يجعل سيطرته على الأحياء في غرب حلب أكثر هشاشة"، وبدأ الهجوم على المركز بعد ظهر الجمعة.

وبثت حركة نور الدين زنكي شريط فيديو على الانترنت بدا فيه عشرات المقاتلين المسلحين يتنقلون داخل مركز البحوث ويهتفون "الله أكبر" ويطلقون النار ابتهاجاً في الهواء، وظهرت في الصور داخل المبنى آثار دمار وركام، بينما رفع علم "الثورة السورية" في الباحة.

وقال المرصد أن الطيران الحربي قام منذ صباح اليوم السبت بقصف مكثف على مركز البحوث، ما دفع المقاتلين إلى اخلاء أجزاء منه والتجمع في الأجزاء الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) السبت عن مصدر عسكري أن "وحدات الجيش العاملة فى حلب كبدت ارهابيي داعش وجبهة النصرة خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في عمليات دقيقة ضد بوءرهم وتحركاتهم" في حلب.

في الوقت نفسه، تواصلت المعارك "بشكل عنيف جداً وجنوني"، بحسب المرصد، في محيط حي جمعية الزهراء.

وكان تجمع من الفصائل أطلق على نفسه اسم "غرفة عمليات أنصار الشريعة" يضم جبهة النصرة وفصائل غالبيتها اسلامية، بدأ هجوماً الخميس على هذا الحي الذي يضم فرع المخابرات الجوية، إحدى أبرز النقاط العسكرية للنظام في المدينة، وقال المرصد السوري أن الطيران التابع للنظام نفذ "أربعين غارة جوية على تجمعات المقاتلين في محيط المدينة" السبت.

وقُتِلَ 29 مقاتلاً من الفصائل مساء الجمعة في معارك حي جمعية الزهراء، بينما لم تعرف بعد حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام.

ومن شأن سيطرة مقاتلي المعارضة على هذا الحي أن يجنب الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة قصفاً مصدره فرع المخابرات الجوية ومحيطه، بالإضافة إلى تأمين الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية، وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللامداد من تركيا إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة، كما أن السيطرة على الحي تضع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في مرمى نيران المعارضة.

وقال بييريه "من الصعب التنبؤ إذا كان تقدم المعارضة سيستمر في حلب وإن كانت الأمور ستتطور سريعاً، يرتبط ذلك بعديد النظام على الأرض ومحفزاته، وهو ما لا نملك معلومات وافية عنه".

وتابع "حلب الغربية ساحة معركة صعبة بالنسبة إلى المعارضين، فالشوارع عريضة على جانبيها أبنية مرتفعة يمكن لقناصة النظام أن يتمركزوا فيها، كما يمكن للآليات المدرعة أن تنتقل بسهولة في المنطقة".

في محافظة ادلب (شمال غرب)، ارتفعت حصيلة القتلى من عناصر جبهة النصرة الذين سقطوا في تفجير استهدف مسجداً في مدينة اريحا مساء أمس إلى 31، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق اللإنسان.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 25 عنصراً.

ولم تشر جبهة النصرة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التفجير.

واستهدف الانفجار مسجد سالم في غرب المدينة، بينما كان عناصر النصرة يستعدون لتناول الافطار مع عدد كبير من المدنيين، بحسب ما ذكر ناشطون، في إحدى قاعات المسجد.

ورجح المرصد أن يكون التفجير ناتجاً عن "عبوة ناسفة كبيرة مزروعة داخل المسجد".

وسيطرت جبهة النصرة ومجموعة من الفصائل المقاتلة الأخرى في نهاية مايو على مدينة أريحا التي كانت أحد آخر مواقع النظام في محافظة ادلب.

back to top