في المرمى: حسن مصطفى عاد لـ «الخرخشة»

نشر في 07-09-2015
آخر تحديث 07-09-2015 | 00:01
 عبدالكريم الشمالي "بعض الشخصيات مهما كبر منصبها وعلا، لا تستطيع أن تخرج من إطار تقمص شخصية "الحصالة" التي كلما ألقيت فيها قطعة نقدية جديدة "خرخشت" وأصدرت صوتاً يدل على تجمع النقود فيها، وأحياناً كثيرة تصدر الصوت بمجرد تحريكها، وبقدر ما يكون ذلك الصوت ممتعاً لصاحب الحصالة أو محركها الذي في أغلب الأحيان يكون من الأطفال، فإنه عادة يكون مزعجاً، وغير ذي معنى للآخرين.

رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد حسن مصطفى يبدو أنه يجيد لعب دور "الحصالة"، وهو مصرّ بين الحين والآخر على أن "يخرخش" بصوت لا نفع منه ولا داعي له سوى الإزعاج الذي يعجب من حرّكه.

ما سبق كان جزءاً من مقالة كتبتها قبل ثلاث سنوات ونصف السنة تقريباً وتحديداً في 16 يناير 2012، وكانت بعنوان "خرخشة حسن مصطفى"، منتقداً فيها تدخل المذكور في الشأن المحلي، وتحديداً دعوته للقائمين على الرياضة في الكويت إبان الإيقاف الدولي الذي كانت تتعرض له آنذاك إلى تعديل القوانين الرياضية بما يتوافق والميثاق الأولمبي.

اليوم يبدو أن حصالة حسن مصطفى عادت إلى "الخرخشة" مرة أخرى، وبدافع من ذات "المحرك"، إلا أن القضية مختلفة رغم تشابه الهدف، فالسيد رئيس الاتحاد الدولي اتخذ قبل فترة قراراً "حلمنتيشياً" بحل مجلس إدارة الاتحاد الكويتي وتعيين لجنة مؤقتة لإدارة شؤونه بسبب عدم إقرار النظام الأساسي الجديد له، المعتمد من الاتحاد الدولي، الأمر الذي رفضته الهيئة العامة للشباب والرياضة ورفضت معه الاعتراف باللجنة المؤقتة، ليأتي السيد الرئيس "أبوالخرخشة" ويقوم، وبكل صفاقة، بتوجيه كتاب تحذيري إلى الهيئة يمهلها فيه إلى نهاية الأسبوع الجاري للاعتراف بقراره وتسليم الاتحاد للجنته المعينة، وإلا فسيتم رفع الأمر إلى مجلس إدارة الاتحاد الدولي لاتخاذ اللازم حيال هذا الموضوع.

قلناها في المرة السابقة، ونعيد قولها مرة أخرى: نحن لا ننتظر من سعادة الرئيس ولا غيره ممن يشابهه من الرؤساء أفضل من هذا الموقف، فنحن نعرف من يحركهم وكيفية تحريكهم وحتى التوقيت الذي يطلب منهم التحرك فيه، فهم في حقيقة الأمر لا يرأسون الاتحادات، بل يمسكون "بالحصالات" التي يستمتعون "بخرخشتها" كلما أسقطت بداخلها عملة ما لخدمة قضية ما هنا أو هناك، ولمن يريد ما عليه إلا أن يتابع قضايا الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليعرف ما يحدث في أروقة أشقائه من الاتحادات الأخرى، فهي كلها متشابهة في الأهداف وتختلف في الأسلوب والطريقة فقط.

مثل هذه التصرفات وهذه الكتب من أشخاص على شاكلة "حسن خرخشة" ليست مستغربة، ولن تكون، طالما وجدت مقابلها ضعفاً حكومياً في التعامل مع القضايا المثارة على الساحة الرياضية والمتسببين فيها وعدم اتخاذ قرار صارم يعيد إلى الدولة هيبتها ويفرض احترام القانون المحلي وليس قانون ولوائح مصطفى بو"الخرخشة" ومن على شاكلته.

بنلتي

خطوة الاتحاد الدولي بحله مجلس إدارة نظيره الكويتي، ولو أنها "ما تنبلع" إلا أنها قد تكون مفهومة، لكن غير المفهوم ولا "المبلوع" هو تشكيله لجنة من مجلس الإدارة ذاته، ولا تدل إلا على شيء واحد (طبعاً غير أن نفوذ أحمد على قرارات حسن خرخشة) هو أن أزمة اتحاد كرة اليد والطريقة التي تم بها استبعاد رئيسه ناصر صالح تعد رسالة واضحة وجلية لجماعة "عراب" التكتل وشقيقه "الزعيم" والمحسوبين عليهما، بأنهما على استعداد للتضحية بأي كان، متى ما انتهى دوره وكانت الحاجة إلى التخلي عنه للحفاظ على ما هو أهم، أو تحقيق مكتسبات أكبر في سبيل استمرار السيطرة على الوسط الرياضي واستغلاله بالشكل الأمثل لخدمة مصالحهما ومن يدور في فلكهما.

back to top