عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ من المال من الحلال أم من الحرام». رواه البخاري.

Ad

 تدبرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ملياً، وقلت محدثاً نفسي: يا سبحان الله، ما ذكره رسولنا الكريم ينطبق على واقعنا الحالي، فمن منا لم يسمع أو يقرأ عن «مسلسل» الاختلاسات والتجاوزات والرشا في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية، وبالأخص المسلسل التركي الذي لم ولن ينتهي، وهو سرقة الجمعيات التعاونية وحل مجالس إداراتها من دون حساب أو عقاب؟!

في يوم الاثنين الموافق 10/ 8/ 2015 نشرت صحيفة «القبس» الخبر التالي:

«أعلنت  مديرة إدارة شؤون صرف المزايا المالية والمشرفة العامة على مراكز الخدمة الخارجية ببرنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة «هيام الدويلة» أن البرنامج قام بتشكيل فريق عمل لحصر جميع الحالات التي جمعت بين الدراسة ودعم العمالة منذ بدء إنشاء البرنامج في 21/ 5/ 2001م حتى تاريخه لحصر الحالات التي خالفت القرارات المنظمة والشروط الواجب توافرها للجميع، بين دعم العمالة والدراسة، موضحة أن عدد الحالات التي جمعت بين الدراسة ودعم العمالة بلغ 5728 مواطناً ومواطنة، وجميعهم قاموا بتوقيع إقرار وتعهد لدى البرنامج بعدم الجميع بين صرف دعم العمالة والدراسة.

ولفتت هيام الدويلة إلى أن المادة 14 من قانون رقم 19 لسنة 2000 في شأن دعم العمالة الوطنية وتشجيعها على العمل في الجهات غير الحكومية نصت على أن «كل من يقدم بيانات غير صحيحة بقصد الحصول دون وجه حق على مزايا وردت في هذا القانون يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، وبغرامة لا تتجاوز ألف دينار، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي جميع الأحوال تقضي المحكمة برد المبالغ التي قد صرفت دون وجه حق».

معقولة 5728 مواطناً جمعوا بين الدراسة ودعم العمالة مخالفين بذلك القانون، وهم مطالبون حاليا باسترجاع الأموال التي صرفت لهم أو الدخول إلى السجن.

والشيء بالشيء يذكر بعد تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم، قامت الحكومة مشكورة بصرف مبلغ 500 دينار لكل مواطن ومواطنة لم يغادروا الكويت أثناء الاحتلال، وبعد صرف هذه المنحة تبين للحكومة أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين كانوا خارج البلاد أثناء الاحتلال قد دخلوا إلى البلاد بعد التحرير واستلموا مبلغ الـ500 دينار المخصصة أصلا للصامدين فقط!

سؤال يطرح نفسه: ما سر تهافت بعض الناس على أكل المال الحرام؟

أعتقد أن ضعف الإيمان وقلة الوازع الديني وعدم مراقبة الله في السر والعلن وراء أكلهم المال الحرام، ولكن مهما طال الزمن أو قصر فسيأتي اليوم الذي ينكشف فيه المستور وتظهر الحقيقة على الملأ سواء في الدنيا كما حصل مع الـ5728 مواطناً الذين خالفوا القانون، وصرفت لهم الأموال من دون وجه حق، أو في الآخرة، فربنا الكريم يمهل ولا يهمل... ولكن هل من مدّكر؟

* آخر المقال:

«الحساب يوم الحساب»