وإلى غدٍ مشرق عزيز

نشر في 27-10-2015
آخر تحديث 27-10-2015 | 00:05
 يوسف عبدالله العنيزي جلست مع مجموعة من الأصدقاء الأعزاء، ممن كانت زمالة العمل تجمعنا على مدى سنين من العمر، حملنا فيها عصا الترحال على أكتافنا، وتنقلنا من أقصى الدنيا إلى أقصاها خدمة لهذا الوطن الغالي، فتكونت لدينا بعض الخبرة المتراكمة من لقاءات وصداقات متعددة الاتجاهات والمشارب، أخذَنا الحديث وتشعبت أطرافه، وعادت بنا الذكرى إلى مراحل الشباب الأولى إلى تلك الفترة من الزمن التي ساد فيها المد القومي العربي، وكان لإذاعة "صوت العرب" من القاهرة مجال واسع في أذهاننا ومحرك قوي لمشاعرنا القومية، مما دفعنا إلى المشاركة في تظاهرات لا نعرف لماذا قامت؟ وما الهدف منها؟ وكان للمذيع المبدع "أحمد سعيد" دوره المميز، ولاسيما من خلال تعليقه اليومي الذي يختمه بعبارته الرائعة: "وإلى غدٍ مشرق عزيز... وإلى أمة عربية موحدة".

والآن وبعد مضي أكثر من نصف قرن من الزمان، أين تلك الأمة العربية الواحدة، ونحن نرى الطائرات العربية تدك، وبشكل يومي، مدناً عربية أخرى بينما تقوم قوات عربية بمهاجمة مراكز حدود عربية، ودول عربية تستعين بدول أجنبية لمحاربة دول عربية، بل تجاوزنا ذلك بقيام نظام عربي بغزو دولة أخرى، فعاث فيها فساداً من قتل ونهب وأسْر لأبنائها واعتداء على حرماتها، أين تلك الأمة العربية وقد غدا أبناؤها مشردين في كل أنحاء الدنيا وأصبح القتل والتدمير السمة الغالبة، وتلاشى الانتماء للأوطان، وفرض الانتماء إلى المذهب نفسه بقوة، وتم تفتيت تلك الأمة إلى قطع من الشطرنج تتلاعب بها الدول والمئات من الجماعات المسلحة بمختلف التوجهات.

فيا ترى هل هذه الأمة العربية الواحدة التي قمنا بالتظاهرات ننادي بها؟ هل هذا هو الغد المشرق الذي بشر به المذيع "أحمد سعيد" قبل أكثر من نصف قرن من الزمان؟!

كان من ضمن البرامج التي تذاع من "صوت العرب" برنامج "أكاذيب تكشفها حقائق" الذي يقدمه المذيع "محمد عروق"، وكان التصنيف أن كل ما ينشر أو يصدر من واشنطن ولندن وباريس هو أكاذيب تكشفها الحقائق التي تصدر من القاهرة ودمشق وبغداد، ولا نريد التعليق على هذا التصنيف، ولكن لا شك أن هناك الكثير من التعديلات أجريت عليه بعد دخول الفضائيات العربية الإعلامية، فعادت تلك المصطلحات إلى الحياة من جديد من خلال "جماهيرنا المناضلة" والزمرة الحاكمة، وغيرها.

في تلك الفترة، وفي مساء كل يوم جمعة كنا نحمل راديو "الترانزستور" الصغير، ونحاول تثبيت مؤشر الراديو على محطة "صوت العرب" لنستمع إلى المقال الأسبوعي للصحافي "محمد حسنين هيكل" بعنوان "بصراحة" ويصيبنا الإحباط أحياناً إن كان هناك "تشويش" يحرمنا الاستماع إلى ذلك المقال الذي ينتهي دون أن ندري عمَّ يتحدث، أو إلامَ يريد أن يصل؟

من شعارات ذلك الزمان، والذي يحتاج منا إلى التأمل والتفكير شعار "بالروح بالدم نفديك يا زعيم..." فإلى أين انتهت حياة ذلك الزعيم.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

***

سؤال بريء

لو كانت إسرائيل عربية بمعنى أنه تم تحريرها وعادت فلسطين عربية، فهل كانت ستصل إلى ما وصلت إليه الآن من تطور علمي ومستوى اقتصادي ومعيشي متقدم؟ وهل ستكون بمأمن من عواصف الربيع العربي الذي لم يجد أخضر أو يابساً ليأكله فأكل البشر؟ إنه مجرد تساؤل!

back to top