بعد أن فشل "الإخوان" في العودة إلى الحكم وإثارة الرأي العام العربي على حكام مصر، دخلت منظمات الإرهاب على الخط، فواجهها الجيش المصري بضربات موجعة لم تنهها، ولكنها أخذت منحى آخر لضرب اقتصاد مصر، فكان تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، ولأن القوى المشغولة بتدمير مصر متفاهمة فإن حرباً شعواء قد جرت وتجري لاستغلال الحدث وتقريغ كل المناطق المصرية السياحية من زوارها.  هذا بينما الضرب مستمر لفك الارتباط والتعاون بين مصر ودول مجلس التعاون، فأخذت تضخم الخلاف حول قضايا عربية أو دولية، وتعمل على خلق الأحداث والأحاديث لضرب هذه العلاقة، فمن يخططون لتقسيم الشرق الأوسط يرون في مصر عقبة أمام هذا التقسيم، وكان الإخوان المسلمون رأس الحربة في عملية التقسيم، فلما طردهم الشعب المصري والتفّت دول مجلس التعاون حول مصر حماية لها ولأنفسها من هذه المؤامرة، فتحت الأبواب لخلق الفرقة.

Ad

المحاولات مستمرة، وستأخذ أشكالاً متعددة، فضرب الطائرة الروسية قُصِد به ضرب الحليف الأكبر للجيش المصري، وتضخيم اختلافات المواقف والحوادث الفردية قصد به ضرب الحليف العربي لمصر، تمهيداً لعزلها وتحطيمها بعد أن يعلنوا فشل الحكم الجديد في تحقيق المطالب المعيشية للشعب المصري. معظم مطاراتنا العربية فيها ثغرات أمنية، فنحن شعوب تغلب عليها العاطفة والعلاقات الشخصية والعائلية والقبلية، وما يضر لو أدخلت ابن عمك أو ابن فلان إلى المطار، وقد تبينت ثغرات كثيرة في مطارنا في الكويت، فما بالك في مصر حيث المرتبات المتدنية والمعاملة الخشنة لصغار الرتب في الجهات الأمنية والعسكرية، وما تخلقه من إحباط تتغلغل عن طريقه الأطراف المحترفة للعمل الارهابي، وتُدخل ما تستطيع إدخاله إلى الطائرات، سواء من أجل تخريبها أو لتهريب من تريد تهريبه؟

احتمال تفجير الطائرة الروسية من الداخل وارد، لكن الروس وكل المراقبين السياسيين يدركون أن أمراً جللاً مثل هذا يمكن أن يحدث، والمطلوب من كل الأطراف التعاون لكشف مسببيه ومعاقبتهم بدلاً من معاقبة مصر.

هم بالطبع لا تهمهم مطالب الشعب المصري، ولا تهمهم الحريات أو الديمقراطية، لكنهم بالتأكيد لا يريدون حكماً في مصر يتصدى لمؤامراتهم وللخطط المعلنة لتقسيم الشرق الأوسط، إنهم يضغطون وبكل الوسائل لإركاع مصر، وعلى دول مجلس التعاون أن تنتبه إلى هذه المؤامرة، وتقضي عليها في مهدها.

أمامنا قضايا كثيرة وعسيرة، قد يتم الإتفاق على أسلوب معالجتها أو تباين الآراء حولها، لكن ذلك لا ينبغي أن يؤدي إلى القطيعة، فذلك جل أماني مخططي تقسيم الأمة العربية، ويجب ألا نترك لهم أي فرصة لشق الصف.