درايش : سارة اللي اهْدِمَت طوفه
إذا تكرّرت الحوادث والأخطاء والجرائم، يجوز تكرار الكلام. هنا قصيدة كتبتها قبل سنوات عن «سارة» والدة الأصدقاء عبدالله ونجف وسالم وحسين جمال، وكانت في شيخوختها وأيامها الأخيرة، والآن أُعيد نشرها بعد وفاتها وبعد الجريمة الجديدة في مسجد الإمام الصادق، وأُهدي القصيدة إلى روحها الطاهرة، وأرواح الضحايا.
وكانت هذه الأم قد هدمت في أوائل الستينيات الجدار الفاصل بين بيتها وبيت جيرانها من باب «الميانه» والحياة الأخوية المشتركة ولم تكتفِ بفتح «فريه».تذْكرين شلون كانت كل سوالفكم حنين؟تذكرين نفوسْ سَمْحه، قلوب بيضا، بيوتْ طين؟في سنين الأبيض الأسود وأيام البساطه،والفريج اللي مثل قلبج تسامىما يفرِّق...بين جيران المحبّهعيالهم حِسْبة عيالجيا سقى الله بالمحبّه الدافيه ذيج السنين.تعرفين إنّج بنيتي الحُب جِيره وعِشْره حلوهتعرفين إنّج هَدَمْتي كل حاجز للمذاهبلمّا كنتي لطُوفة الجيران (من زود الميانه)في إيديج تهْدِمين؟جاركم... ما تذْكرين؟الجار ابو عوّاد ذاك العازمي والوفا: جِيْرة عوازمإن بدا في يوم لازمصار بالفزْعه يمين.حتّى لو ما تذْكرين...«القادسيّه»... وبيتكم في «القادسيّه»في زمن طِيب وخنين.لنّج السدره الكبيره بالفريجلنّج النغْصه الكريمهالواهبه نور الطريجياللي وزّعتي المحبّه عن يسار وعن يمين.تعرفين الوقت يالأمّ الحنونه جم تغيَّر؟!وذاك أبيَضكم مع الأسود... تلوَّن؟!وأنّه أهْل الوقت – ذاك الوقت – ذابحهم حنين؟!!يا عسى عن هذا كلّه ما دريتيوما سمعْتي وما وعيتيولا عنّه تسْمعين!!