البرتغاليون يصدرون اليوم حكمهم على سنوات التقشف الأربع

نشر في 04-10-2015 | 11:51
آخر تحديث 04-10-2015 | 11:51
No Image Caption
بدأ البرتغاليون اليوم الأحد الإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية ستكون نتيجتها بمثابة حكم على أربع سنوات من التقشف وتجري المنافسة فيها بين ائتلاف وسط اليمين المنتهية ولايته والذي يتصدر استطلاعات الرأي، والمعارضة الاشتراكية.

ويبدو أن الناخبين على استعداد للتجديد للائتلاف الحكومي الذي أخرج البلاد من الهوة المالية لقاء سياسة تقشف قاسية، ولكن بدون منحه أكثرية مطلقة جديدة.

فبحسب متوسط آخر استطلاعات الرأي، فإن الائتلاف الحاكم منذ 2011 بزعامة رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلو، يحصل على 37.5% من نوايا التصويت، في مقابل 32.5% للحزب الاشتراكي الذي يرأسه انطونيو كوستا، رئيس بلدية لشبونة السابق.

ودعي أكثر من 9.6 ملايين ناخب إلى انتخاب 230 نائباً في البرلمان الذي كان الائتلاف الحكومي يمتلك فيه حتى الآن أكثرية مريحة من 132 مقعداً.

وستفتح أقلام الاقتراع من الساعة 8.00 (7,00 ت غ) إلى الساعة 19.00 (18,00 ت غ)، على أن تصدر أولى التقديرات بعد ساعة فقط على إغلاقها، بسبب فارق التوقيت مع ارخبيل اسوريس.

وفاجأ تصاعد التأييد للتحالف بين الحزب الاجتماعي-الديموقراطي "وسط يمين" والحزب الشعبي "يمين" الاشتراكيين الذين يتصدرون استطلاعات الرأي منذ خريف 2012، وهو أمر لم يكن وارداً قبل أشهر قليلة.

وقال الخبير السياسي انطونيو كوستا بينتو لوكالة فرانس برس أن "اليمين استعاد جزءاً من أصوات ناخبي الوسط وتمكن من ايصال الرسالة التي تفيد بأن عودة الاشتراكيين إلى الحكم ستقود البلاد إلى الافلاس، كما حصل في 2011".

وكان بيدرو باسوس كويلو "51 عاماً"، الوسطي الليبرالي الذي انتخب في يونيو 2011، تسلم زمام الحكم في البلاد فيما كانت على شفير التعثر في سداد مستحقاتها.

وكان سلفه الاشتراكي خوسيه سوكراتيس طلب مساعدة قيمتها 78 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.

وفي مايو 2014 تحررت البلاد من وصاية ترويكا الدائنين "الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي" من دون أن تطلب تمديد القرض، وهو ما يشكل ورقة قوية يتسلح بها باسوس كويلو.

وتلقى هذه الحجة استجابة قسم من الناخبين.

وقال المصرفي بيدرو نونس (35 عاماً) "أخشى أن يعود الحزب الاشتراكي إلى الانفاق كما حصل في السابق، وأن نعود مجدداً إلى الوضع نفسه الذي كنا فيه قبل أربع سنوات، ونضطر إلى الاستنجاد بالترويكا من جديد".

وتشهد البلاد اليوم بعد سياسة تقشف غير مسبوقة تضمنت زيادات في الضرائب واقتطاعات من الرواتب، انتعاشاً اقتصادياً ولو إنه لا يزال ضعيفاً، فيما تتراجع نسبة البطالة.

وحرص انطونيو كوستا (54 عاماً) على الابتعاد عن الإرث الثقيل التي تركه خوسيه سوكراتيس، فقدم برنامجاً اقتصادياً معتدلاً واعداً بتفادي أي اسراف في الانفاق العام.

كذلك ألقت متاعب سوكراتيس القضائية التي اسهبت وسائل الإعلام في الحديث عنها، بثقلها على حملة الحزب الاشتراكي، فبعد توقيفه على ذمة التحقيق في قضايا فساد وتبييض أموال في نوفمبر 2014، وضع في الإقامة الجبرية مطلع سبتمبر.

كذلك يفترض أن تفيد الأزمة اليونانية التي تابعها البرتغاليون عن كثب، تحالف اليمين الذي لم يتردد في تشبيه الحزب الاشتراكي البرتغالي بحزب سيريزا، وتأثر الناخبون البرتغاليون بالمشاهد التي نقلها التلفزيون وتظهر فيها صفوف الانتظار الطويلة أمام المصارف في اليونان.

لكن اليمين غير مؤكد من الفوز بتفويض واضح يمكنه من ممارسة الحكم، وفي غياب حلفاء محتملين، فإن حكومة أقلية يمينية في حال قيامها ستواجه برلماناً تهيمن عليه أغلبية يسارية ولو منقسمة.

وقد يعمد انطونيو كوستا المعروف بمهاراته التفاوضية إلى تشكيل جبهة مشتركة مع الحزب الشيوعي والكتلة اليسارية، الحزب الشقيق لسيريزا، اللذين يؤمنان بالإجمال 16 إلى 18% من الأصوات، وذلك على الرغم من الخلافات العقائدية.

وتبقى كل الخيارات مرهونة بحجم النتائج. واعتبر الخبير السياسي خوسيه انطونيو باسوس بالميرا إنه "إذا خسر الحزب الاشتراكي بفارق ضئيل، فليس من المستبعد أن يحاول تشكيل حكومة أقلية مع دعم اليسار المتطرف في البرلمان".

لكن الفائز الأكبر في هذه الانتخابات قد يكون المقاطعة التي سجلت نسبة قياسية في 2011، وذلك رغم دعوة أخيرة إلى التصويت وجهها رئيس الدولة انيبال كافاكو سيلفا معتبراً أن هذه الانتخابات "بالغة الأهمية من أجل البلاد".

وقالت النادلة ماريانا بيريرا (23 عاماً) "إذا ما أردت أن أدلي بصوتي، فسأضع ورقة بيضاء، لم أعد أبني أوهاماً على السياسة، فتصويت الناس لا وزن له على الاطلاق".

back to top