الدراما السورية... بين الحب والتاريخ والواقع

نشر في 25-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-06-2015 | 00:01
مجموعة من الأعمال الدرامية السورية انطلقت على شاشة رمضان تتميز بالتنويع في مضمونها، فهي لم تتوقف عند تصوير الواقع الأليم بسبب الأزمة في سورية وقضية النازحين السوريين فحسب، بل بقي للأعمال التاريخية وأعمال البيئة الشامية والحب مكان لمحبيها.
يسلّط «غداً نلتقي»، الضوء على معاناة النازحين السوريّين إلى لبنان التي لم تنته قصصها بعد منذ اندلاع الأزمة السورية. على غرار «سنعود بعد قليل» الذي عرض على شاشة رمضان الماضي، يجسّد المسلسل قصصاً واقعية إنسانية أليمة بعيداً عن السياسة، عبر نماذج من شعب فرّقته التوجّهات السياسيّة وجمعته الكارثة. 

في تغريدة له عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، صوّر بطل المسلسل مكسيم خليل النماذح الإنسانية في هذا العمل بالكلمات التالية: يرحلون إلى اللامكان، وأعينهم إلى ذاك المكان، حيث الماضي، حيث الحاضر، وحلم المستقبل، تاركين أرواحهم هناك، تغفو بين الأب والأمّ، وحنيّة الجدة وصباحات المدرسة وذكريات باتت مُحرقة كتلك البيوت كتلك الأزقة. يحلمون بنجاة أقلّه موتٌ من حربٍ من بحرٍ من قسوة المِهجر لتجتمع تلك الأرواح وتُحلّق حولنا متراقصةً متراقصة على أنغامِ {غدا نلتقي». 

تصارع الشخصيات واقعها  وتجتهد في تأمين حياة كريمة وفرص عمل، ومحاولة إثبات الذات، رغم الفقر الذي يعرقل مسار حياتها، إضافة إلى حكاية الحب التي تتسلّل إلى قلبَي جابر (مكسيم خليل) ووردة (كاريس بشّار).

المسلسل  من تأليف الكاتب إياد أبو الشامات، إخراج رامي حنّا، إنتاج شركة كلاكيت، يشارك في البطولة: منى واصف، عبد المنعم عمايري، عبد الهادي صبّاغ، محمد حداقي... 

 

نساء رائدات 

 

حبٌ جديد في انتظار مريم (تاج حيدر) بطلة «طوق البنات2»، إذ سيخفق قلبها لحسّان (جوان خضر) الذي يحمل لها رسالةً أخيرةً من زوجها الكولونيل فرانس (مهيار خضّور).

كذلك تعيش سعاد (روزينا لاذقاني) ابنة الزعيم أبو جابر، في ثاني أجزاء {الغربال}، قصّة حب مع نزار (معتصم النهار) وتتحول بعد زواجها منه إلى امرأة قوية ومتمردة، لكن تأثير والدتها أم جابر (أمل عرفة)، يبقى قوياً في حياتها وقراراتها.

«حرائر الشام» مسلسل تاريخي تدور أحداثه بين أحياء دمشق التراثيّة في مرحلة  تجمع بين الحقبة العثمانيّة ودخول الفرنسيّين.

 يتمحور المسلسل حول حكاية نساء رائدات كان لهنّ دور في النهضة الاجتماعيّة في سورية، بينهنّ شخصيّتان تاريخيّتان دمشقيّتان معروفتان هما نازك العابد وماري العجمي، تعرّفت عليهما بسيمة (سلاف فواخرجي)، وتمكّنت، من خلال تقرّبها منهما، أن تتحدّى ظروف حياتها، وترفض الخضوع لمعايير المجتمع التي كانت سائدة ضدّ المرأة حينها، وأن تنضمّ إلى مجتمع السيّدات الدمشقيّات المثقّفات والمتعلّمات.

فبعد وفاة زوجها، ومن خلال معرفتها وتأثّرها بالعابد والعجمي، تقرّر بسيمة مواجهة نموذج من مجتمع ذكوريّ متسلّط، يتمثّل بشقيق زوجها صبحي (أيمن زيدان) الذي حاول سلب حقوقها وقراراتها وإرادتها، فارضاً عليها الزواج منه.

تُحارب بسيمة لإيجاد عمل وتعليم بناتها والحصول على ميراثها من صبحي، مُشكّلة قصّة نجاح جديدة لامرأة شاميّة، سترويها أحداث مسلسل «الحرائر»، الذي ستتضمّن خطوطه الدراميّة أيضاً جوانب من حياة العابد والعجمي، وغيرهما من النساء الرائدات.

المسلسل من تأليف عنود الخالد، إخراج باسل الخطيب، بطولة: أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، صباح الجزائري، مصطفى الخاني، ميسون أبو أسعد، رفيق السبيعي، تولين البكري، نادين سلامة، نجاح سفكوني، وغيرهم. 

 

مشاكل اجتماعية

 

من «الكازيّة» أو محطّة الوقود، تدور أحداث الـ «سيت كوم» السوري «سيت كاز» بطولة نجم الكوميديا السوريّة أيمن رضا الذي يجسد شخصية معروف الشعبيّة الشهيرة. وانطلاقاً من كوميديا الموقف المستمدّة من الواقع، يرصد «سيت كاز» يوميّات أبطاله وقصصهم الحياتيّة  في «الكازيّة»، نقطة اللقاء في ما بينهم على المواقف الطريفة، والمشاكل التي يورّطون أنفسهم فيها، ويحاولون الخروج منها، ضمن أجواء كوميديّة واستعراضات غنائيّة شعبيّة مُحبّبة. 

«سيت كاز» من إخراج زهير قنوع، يشارك  في البطولة: أحمد الأحمد، نسرين الحكيم، معن عبد الحقّ، جمال العلي، سامية الجزائريّة، وضيوف العمل: عدنان أبو الشامات، سلافة معمار، وهبة نور، وغيرهم.

بدأت المفاجآت تظهر تباعاً في مسلسل «باب الحارة»، منذ الحلقات الأولى، وعبر شخصيات متجدّدة عادت إلى التألق، إلى جانب خطوط درامية تنشأ مع ظهور حارات وشخصيات جديدة، لتضيف تلك العناصر مجتمعةً إلى العمل مزيداً من التشويق، خصوصاً مع احتدام المكائد إثر عودة شخصية النمس (مصطفى الخاني).

 بموازاة ذلك يشهد المسلسل  اتّقاد شرارة الحب بين معتزّ ابن أبو عصام (وائل شرف)، والفتاة اليهودية سارة (كندة حنا)، حول هذه القضية يقول عبّاس النوري: «كان هذا النوع من الارتباط موجوداً في الحياة الاجتماعية الشامية في ذلك الزمن، فثمة يهوديات أعلنّ إسلامهن، أو بقينَ على ديانتهن الأصلية وتزوجن من مسلمين».

 يضيف: «اليهود في سوريا كانوا مشاركين حقيقيين في الحياة الاجتماعية، شأنهم شأن المسلمين والمسيحيين وكافة مكوّنات المجتمع، بل  ثمة حارات يهودية لا تزال قائمة في سورية، ولا ارتباط لأبنائها بالحركة الصهيونية إطلاقاً، فهم من مكوّنات الشعب السوري قبل أن يكونوا يهوداً». 

يتابع: «باب الحارة بجزئه السابع يحمل استنتاجاً مبكراً وقراءة متقدمة لموضوع الإرهاب الذي تتعرض له مجتمعاتنا اليوم، بما في ذلك ما يُعرف بـ «الفتاوى التكفيرية» وغيرها».

back to top