خطت قوات التحالف والقوات الموالية للشرعية في اليمن أمس خطوات حاسمة، وتقدمت على عدة جبهات في محافظة مأرب في ثاني أيام الهجوم الشامل الذي أطلقته بهدف التقدم في اتجاه تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيات المتمردة، في حين خسر التحالف 5 جنود سعوديين بنجران وجندي إماراتي بمأرب.

Ad

غداة تراجع الحكومة اليمنية عن الدخول في مفاوضات مع المتمردين، أحرزت القوات المشتركة للتحالف العربي والجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية تقدما ميدانياً، أمس، على عدة جبهات في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليوم الثاني من الهجوم الشامل الذي بدأته في مأرب بهدف دحر المتمردين من المحافظة الغنية بالنفط والتقدم في اتجاه العاصمة صنعاء لتحريرها من قبضة الميليشيات.

وأفادت مصادر قناة "العربية" بأن الميليشيات المتمركزة في مناطق الجفينة والفاو وذات الراء، جنوب غربي مدينة مأرب، أصبحت محاصرة بعد تمكُّن القوات المشتركة من قطع طريق الإمداد الرابط مع جبهة صرواح، غرب محافظة مأرب، وذلك بالسيطرة على تلة المصارية.

ثلاثة محاور

وأوضحت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بأن الهجوم الذي اطلق أمس الأول في مأرب، يجري على ثلاثة محاور تقع في شمال غرب هذه المنطقة الصحراوية في اتجاه صنعاء.

وتحاول القوات الموالية للحكومة التقدم انطلاقاً من العبر البلدة غير البعيدة عن الحدود مع السعودية، في اتجاه اربع مناطق تقع في شمال غرب محافظة مأرب في اتجاه صنعاء.

وأضافت المصادر أن المناطق هي قطاعا صرواح وجدعان ومفرق الجوف وحريت.

وتقع محافظة مأرب النفطية في وسط اليمن، شرق صنعاء، وتعد البوابة الأهم لاستعادة العاصمة اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

مقتل إماراتي

في غضون ذلك، أعلنت قيادة الجيش الإماراتي مقتل أحد جنودها خلال العمليات العسكرية للتحالف الذي يواجه مقاومة من المتمردين في مأرب.

وبذلك ترتفع حصيلة الجنود الإماراتيين القتلى في اليمن إلى 60 بعد أن خسرت 52 جنديا بصاروخ اطلقه الحوثيون على معسكر صافر بمأرب في الرابع من سبتمبر الحالي، وقُتل 7 جنود قبل ذلك في عمليات أخرى.

غارات مركزة

وبالتزامن مع الهجوم البري، ركز التحالف الذي تقوده السعودية غاراته على المنطقة الجنوبية من محافظة مأرب حيث يتمتع الحوثيون بوجود قوي.

واستهدفت مقاتلات التحالف ثلاثة مواقع لتجمع المتمردين ليل الأحد- الاثنين.

وذكرت مصادر أن الغارات استهدفت خصوصا محيط العين ومحيط بيحان على حدود محافظة شبوة التي استعيدت من المتمردين في يوليو الماضي.

وتابعت أن الغارات الجوية تهدف الى الاعداد لوصول قوات التحالف البرية الى هذه المناطق من أجل "تطهيرها" من كل وجود للمتمردين.

من جانب آخر، شن التحالف صباح أمس غارات جوية على معسكرات الحرس الجمهوري في جبل الصمع كما استهدف معسكر الصيانة عند المدخل الشمالي الشرقي لصنعاء.

وأفاد شهود عيان بأن معسكر جبل الصمع تعرض لخمس غارات متتالية، مما أدى إلى اشتعال النيران بداخله.

حشود وتعزيزات

في هذه الأثناء، قامت قوات التحالف والجيش الوطني بحشد قوة كبيرة في صحراء بيحان وحريب جنوب محافظة مأرب استعداداً لاقتحام مديريات بيحان وحريب وعين، حيث تتعرض مواقع الميليشيات لضربات جوية تمهيدية كثيفة من طائرات التحالف، في حين احتدمت المعارك بين المقاومة والمتمردين في تعز.

في المقابل، دفعت الميليشيات الحوثية وقوات صالح تعزيزات عسكرية ثقيلة في اتجاه مأرب عبر منطقتي خولان وفرضة نهم، بينها منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا ومدفعية ثقيلة.

أكبر خسائر

في موازاة ذلك، أعلن التحالف مقتل خمسة عسكريين سعوديين في نجران على الحدود بين اليمن والسعودية.

وهذه أكبر خسائر يعلنها التحالف منذ بدء الحملة الجوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران وقوات صالح في 26 مارس الماضي.

ففي يونيو، أعلن التحالف مقتل أربعة سعوديين وعشرات اليمنيين حين هاجمت قوات صالح عدة بلدات على الحدود مع السعودية.

وقتل ستون شخصا على الاقل معظمهم من الجنود على الحدود السعودية اليمنية منذ بداية حملة التحالف التي تهدف إلى إعادة الحكومة الشرعية.

باب المندب

في السياق، أفادت مصادر لقناة "الجزيرة" بأن المقاومة الشعبية بعدن تجري استعدادات لمواجهة وشيكة من أجل استرداد مضيق باب المندب من قبضة مسلحي الحوثي وقوات صالح.

وطالبت قيادات في المقاومة بـ"دعم مناسب من قبل التحالف للقوات الشرعية" باعتبار أن "باب المندب" يجب أن يحظى بقوة بحرية كبيرة تليق بقيمته كممر حيوي للتجارة دولية كبيرة.

تراجع السلام

في غضون ذلك، خيم التشاؤم على فرص عقد مباحثات بين الأطراف اليمنية لحل النزاع الدائر في البلاد منذ اشهر عبر التفاوض في ظل تكثيف العمليات العسكرية وتشبث كل طرف بموقفه.

وكانت الحكومة اليمنية الموجودة في العاصمة السعودية الرياض أعلنت أمس الأول رفضها المشاركة في محادثات سلام أعلنتها الأمم المتحدة وكان من المقرر أن تعقد في سلطنة عمان الأسبوع الحالي قبل أن تعترف الميليشيات المتمردة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحابها من الأراضي التي سيطروا عليها.

سفارة إيران

إلى ذلك، جدد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية حسين أمير عبداللهيان قوله إن سفير إيران في صنعاء عاد إلى البلاد عدة أيام لإجراء بعض الفحوص الطبية، وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم قالت قبل أيام ان السفير غادر صنعاء لقضاء عطلته الصيفية.

وحول ما يتردد عن مغادرة السفير مع اقتراب المعارك من صنعاء، قال عبداللهيان في تصريح لوكالة أنباء (إرنا) إن "السفير الإيراني كان موجودا خلال كل فترة العدوان السعودي على اليمن والقصف الذي تعرضت له صنعاء، ولا قرار لدى طهران بإغلاق سفارتها في العاصمة اليمنية"، مؤكدا مواصلة السفارة الإيرانية نشاطاتها العادية.

وأضاف عبداللهيان أن "طهران أبلغت السعودية ضرورةَ الحفاظ على أمن الأماكن الدبلوماسية المتعلقة بطهران في صنعاء وفقا للبروتوكولات الدبلوماسية والقنصلية".

(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يمن برس، بي بي سي)

الإمارات تنشر «قائمة الشرف»

نشرت وسائل الإعلام الإماراتية قائمة أسمتها "قائمة الشرف" ضمت أسماء 59 جندياً إماراتياً قتلوا خلال عمليات "إعادة الأمل" لإعادة الشرعية في اليمن.

وتضمنت القائمة صور وأسماء الجنود الـ59 الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية لـ"إعادة الأمل"، بينهم قرابة 52 قتلوا في حادثة استهداف الحوثيين لمعسكر صافر قبل أكثر من أسبوع في مأرب.