الحرب السياحية على مصر
ما مرت به الدول العربية خلال السنوات القليلة الماضية ما هو إلا تخطيط مدبر لانهيار هذه الدول، عبر تحريض الشعوب على الحكومات والرؤساء والثورات للإطاحة بهم، والهدف الأساسي هو إضعاف هذه الدول وإرجاعها إلى الفقر والتقسيم والتشريد والقتل، وهذا ما يسمى "الربيع العربي".وبعد سلسلة من تحركات يمكن أن نطلق على بعضها "ثورات" والبعض الآخر "نكبات"، ساد اعتقاد لدى هذه الشعوب بأنها نجحت، ولكنها الآن تحصد نتاج هذا النجاح الوهمي من عدم استقرار وانهيار اقتصادي واجتماعي وعدم أمن وأمان، بل إن الذين نجحوا هم من صرحوا قديما بنظرية الشرق الأوسط الجديد.
ولكن عندما وصل الأمر إلى جمهورية مصر العربية تمت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك دون سقوط ضحايا بأعداد هائلة، كما هي الحال في بقية الدول، وهذه حكمة الرئيس، فأجريت الانتخابات، ونجح الحزب المسيطر في تلك الفترة وحكم مصر سنة كاملة، ولكن سرعان ما استشعر المصريون الخطر القادم إليهم فتداركوا مواقفهم، وتضافرت الجهود لتوصيل الإحساس بهذا الخطر إلى الشعب، واجتمع الشعب على كلمة واحدة، وهي تغيير النظام في الدولة ومبايعة الجيش.وبعدها جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بانتخابات نزيهة، وخلال فترة بسيطة استعادت مصر عافيتها، وعاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي، وذلك بسبب السياسة الحكيمة ودعم الدول العربية لمصر، ولكن بعد هذا الاستقرار بدأت حرب جديدة على مصر تتمثل في ضرب العلاقات المتينة لمصر بالشعوب الشقيقة والصديقة من خلال افتعال مشاكل وهمية، أبرزها ضرب الاقتصاد المصري، مما ساهم في انخفاض سعر الجنيه، وسقوط الطائرة الروسية إيذان ببدء ما يسمى بالحرب السياحية على مصر، في وقت تعتبر السياحة في مصر من المصادر الأساسية للاقتصاد المصري، لذلك أرادوا أن يضربوا مصر في ما تعتمد عليه في عقر دارها، وهو اقتصادها، كي تظل دوماً بحاجة إلى الغرب، لكن هذا الأمر يستعصي عليهم مع الدعم الكبير التي تلقاه قيادة السيسي من دول مجلس التعاون. ***الكويت "البيت بيتك"وبالنسبة للجالية المصرية في الكويت فإنها تتمتع بعيشة مستقرة وعددها يفوق الـ700 ألف، ومعدل الجريمة لديها يكاد يكون "صفرا"، ولأن أقرب الشعوب إلى مصر هو الشعب الكويتي، فإن المغرضين يحاولون الآن بأي شكل من الأشكال إحداث مشاكل بين الشعبين، فنرجو من الإعلام المصري أن يتحرى الحقيقة بطريقة تناسب الحدث، ولا يصعد أي أمر من شأنه أن يضر البلدين، كما لابد من تدخل وزارة الإعلام لكي تقف هذه الفتنة البغيضة، وكل مخطئ سيأخذ جزاءه في المحاكم، والكل يعلم أن لدينا قضاءً شامخاً ونزيهاً. ونتمنى أن تبقى مصر كما عهدناها حاضنة لكل العرب وداعمة لقضايا الدول العربية، فكما كانت ولاتزال مصر "البيت بيتك" لكل العرب، فالكويت "البيت بيتك" لكل المصريين.