بسم الله الرحمن الرحيم "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِـرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". سورة البقرة الآية 114.

Ad

الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ورحم الله الشهداء، وألهم أهليهم الصبر والسلوان، وعجَّل بشفاء المصابين، ولعنة الله على من أراد السوء بالكويت وأهلها إلى يوم الدين، وخاب ظن من سعى إلى جر الكويت إلى الفتنة متصوراً أنها أرض خصبة لأهدافه الرخيصة، سائلاً المولى، عز وجل، أن يرد كيده إلى نحره بإذن الله.

ها هم أبناء الكويت يتدافعون نحو مسجد الصادق يتقدمهم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقبل الكل، غير مكترث بالخطر مجسداً صورة القائد الأب في أروع صورها، ليرسل إلى العالم رسالة بأنه ليس هناك مكان للإرهاب ولا لفكرهم في الكويت.

كثيرة هي الرسائل التي رد بها الشعب الكويتي على الإرهاب، ليخرس أفواه التكفير، فجاء الرد من كل الأطياف، شيعةً وسنةً، بدواً وحضراً، بكل عفوية تحمل معها قيم ماضي الآباء والأجداد الأصيل، مؤكدين منهج الوحدة واللحمة الوطنية.

لقد تعدت رسائل الاستنكار التي أطلقها "عيال" الكويت وسائل التواصل الاجتماعي، لتصل إلى فعل كسر الحاجز الوهمي الذي خلقه الفكر التكفيري، فجاء الرد سريعاً عبر الصلاة في مساجد الله صفاً واحداً، شيعةً وسنةً، كما هي حال الطوابير الغفيرة من المتبرعين أمام بنك الدم، فهل بعد ذلك يبقى مكان للإرهاب في الكويت؟ لا أعتقد، وسيجدون ما لا يسرهم ويفرح قلوب المؤمنين من أبناء هذا الوطن الغالي، فالرسائل كثيرة وسيرى الإرهاب الكثير منها خلال الأيام المقبلة على المستويين الشعبي والحكومي.

التعامل الرسمي كان هو الآخر على مستوى الحدث،          لاسيما في الفقرة التي شدد فيها بيان مجلس الوزراء على "اتخاذ كل ما من شأنه اجتثاث هذه الآفة وإعلان المواجهة الشاملة بلا هوادة مع هؤلاء الإرهابيين دعاة التكفير والضلال، وأنه لن يقبل أبداً تهديد أمن الكويت، وإرهاب أهلها، وتعطيل مسيرتها، وأنه لن يسمح لبذور الفتنة بأن تنمو في أرضنا الطيبة، أو بتضليل الشباب المخلصين عبر الأوهام والافتراءات، ولن يتهاون إزاء الانحرافات المهلكة والتجاوزات المدمرة تحت أي مبرر".

هذا البيان سيترجم إن شاء الله إلى برنامج عمل لمواجهة الاٍرهاب من خلال التأكيد على عبارة في غاية الأهمية بعدم السماح بنشر بذور الفتنة، والتي نأمل من مجلس الأمة ومجلس الوزراء ترجمتها إلى خطوات تنفيذية تدحر كيد هؤلاء الضالين.

الرسائل كثيرة كما قلنا، ولعل حضور مراسم التشييع وتقبل العزاء في المسجد الكبير أبلغ رد على دعاة الفتنة وأتباع البغدادي لعنهم الله.

ودمتم سالمين.