أصابت جمهور فيلم {ولاد عز} حالة من الصدمة لما يتضمنه من تجاوزات لفظية وشكلية كثيرة، خصوصاً ما جاء على لسان بطله أحمد عز في سابقة لم تشهدها أفلامه. وكان بعضها غير مبرر درامياً مثل تجول عمرو يوسف داخل منزل أشقائه بما يوحي أنه عار تماماً. صحيح أنه لم يظهر عارياً ولكن الحوار الذي جمعه بأشقائه في الفيلم يفيد بذلك.

Ad

الأكثر جرأة أن عمرو بعدما أنهى  ليلته مع إحدى فتيات الليل، دخل إلى غرفة شقيقه (أحمد عز) لينام بجوار عشيقته وهو بهذه الحالة، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهور وهو ما يمكن تلمسه من خلال تعليقاتهم أثناء عرضه أو عبر صفحة الفيلم على مواقع التواصل، حيث سألوا عن كيفية إفلات الفيلم من قبضة الرقابة والمصنفات الفنية، لا سيما أن من المفترض أنه يمر على الرقابة السنيمائية قبل عرضه لقياس مدى صلاحية مشاهدته للأعمار كافة، خصوصاً أن الفيلم يضم مشاهد صادمة وغير مسبوقة، كما جاء على لسان أحدهم.

من جانبه، دافع مؤلف  {ولاد رزق} صلاح الجهيني  عن فيلمه مقدماً تبريرات عدة إذ قال: {الألفاظ المستخدمة في الفيلم نسمعها في الشارع المصري دائماً، وقد قدمناها بشكل لا يخدش حياء المشاهدين، خصوصاً أن القصة تدور حول شباب في مناطق عشوائية، من ثم فإن طبيعة الحديث يجب أن تكون على الشكل الذي جاءت به}.

وتابع: {لا يستحق الأمر هذه الضجة الكبيرة، ويجب على منتقدي العمل إلقاء  نظرة شاملة على العمل ككل}.  

وانتقد المخرج المصري عمرو سلامة الهجوم الذي تعرض له {ولاد رزق}، بسبب بعض اللقطات والألفاظ الخارجة، وذلك عبر صفحته قائلاً: {أحيي الرقابة لأنها مررت الفيلم، ووافقت عليه من دون ملاحظات}.

وأضاف: {متى نفهم أن دور الرقابة التصنيف العمري فقط، لتنبيه المشاهد لأمور موجودة في الفيلم، خصوصاً في السينما التي تدخلها بأموالك وباختيارك الواعي وبإرادتك}.

واختتم: {ينادي الناس بالحرية ولكنهم في الحقيقة لا يريدونها، فالاختيار مسؤولية، وفي قراره نفسهم يتمنى كثيرون عدم تحملها}.

بشكل أقل حدة، انتقد الجمهور فيلم {سكر مر} للمخرج هاني خليفة، نظراً إلى طبيعة العلاقات الصادمة بين أبطاله والتغيرات التي تمر بها.

يُذكر أن الفيلم كان قد دخل في صراع مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية قبل عرضه بحجة احتوائه على ألفاظ خارجة لا يصح تداولها، وتم التوصل إلى حل قبل عرضه.

رأي النقاد

أرجع الناقد الفني محمود قاسم هذه النوعية من الأفلام إلى طبيعة الذوق العام وصنَّفها بالأفلام التجارية لسعيها إلى التَربح على حساب القيمة الفنية، مشيراً إلى أن {سكر مر} جاء أقل بكثير وبما يمكن التغاضي عنه.

 وأوضح قاسم أن أحمد عز تأثر بأزمته الأخيرة مع الفنانة زينة، ما جعله غير دقيق في اختياره هذا النوع من الأعمال.

ومن جانبه، أكَّد طارق الشناوي {أن فيلم {ولاد رزق} صنف نفسه داخل الأفلام التجارية التي تستهدف فئة معينة نظراً إلى احتوائه على إيحاءات وألفاظ خارجة، وهو ما يجعل الفنان أحمد عز يفقد جزءاً من بريقه}. وتابع: {وضعت الرقابة نفسها في موقف لا تُحسد عليه لأن {ولاد رزق} كان يجب أن يدخل تحت التصنيف العمري وهو ما لم يحدث، بينما حذفت ألفاظ كثيرة من {سكر مر} رغم أنها كانت مبررة درامياً}.

ورفض الدكتور عبد الستار فتحي، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، وصف أفلام العيد هذا العام بالإسفاف، مشيراً إلى أن من الطبيعي أن تثير الأفلام الجيدة جدلاً. وأكَّد أنه شاهد {ولاد رزق} ويراه فيلماً عادياً. وعن مشهد عمرو يوسف المثير للجدل أفاد بأن المخرج أعطى إيحاء بأنه عار من خلال إظهار نصفه العلوي فقط والعمل على عبارات أبطال العمل أمامه، وبالتالي لا يمكن أن نصفه بالمشهد المثير أو الخادش للحياء}.

أخيراً، أوضح رئيس الهيئة الرقابية، {أن الرقابة قامت بدورها بشكل نرضى عنه ولم تترك مشاهد أو ألفاظاً مثيرة هذا العام}.