لا يزال كلام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد يتفاعل داخل الحلقات السياسية اللبنانية. وآخر رد جاء أمس من وزير العدل أشرف ريفي، الذي قال: «لا أنت ولا حزبك المسلح تستطيع أن تقرر من له مكان في لبنان ومن ليس له، فلبنان هو وطننا جميعاً، فعد مواطناً لبنانياً كما جميع اللبنانيين، واعلم أن استكبار السلاح لا يرهب أحداً».

Ad

في السياق نفسه، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أمس أن «حزب الله يحاول أن يتصرّف كقوة احتلال، أو كناظم أمني كما سمّى نفسه سابقاً لمصلحة إيران، بغض النظر عن المصالح الوطنية اللبنانية»، معتبراً أنه «لدى الحزب أولوية هي المشروع الإيراني في المنطقة، والتعاطي معه هو على هذا الأساس»، ومضيفاً: «على حزب الله أن يتقين أنه لا يمكنه التصرف مع اللبنانيين على هذا الأساس إذا كان يريد من الآخرين اعتباره شريكاً بالمعنى الكامل للكلمة».

وقال فتفت إن «رد فعل الرئيس سعد الحريري على كلام السيد حسن نصر الله هو في إطار العلاقات الإيرانية- السعودية، وليس في إطار الموضوع اللبناني الداخلي، وما قاله النائب محمد رعد لا ينسجم مع مشروع سياسي داخلي مع الرد أو الرد المضاد، بل سينسجم مع مشروع سياسي داخلي لحزب الله يشمل أموراً عدة، لذلك أنا سميته كلاماً شائناً، لأنه لأول مرة يتطاول بهذا الشكل على موقع سياسي أساسي في البلد».

ورأى أن «حزب الله يسيطر على الدولة، وعلى الممرات اللبنانية عبر الجمارك في مطار بيروت ومرفأ بيروت، وما يسمى بجمعيات غير حكومية ذات المنفعة العامة التي يمررون عبرها الكثير من البضائع، والجميع يعرف أن سعر تمرير الكونتينر الواحد في جميع الأماكن 500 دولار، وهم يمررونه بأرخص الأسعار، وهذا ما يجعل الاقتصاد موازياً ويضرب الاقتصاد اللبناني ومالية الدولة، فالنهب قائم ومالية الدولة سائبة. إن حزب الله يريد ضرب الدولة كما ضربها سياسياً بتعطيل رئاسة الجمهورية، وتعطيل موقع رئاسة الحكومة، وأدى إلى تعطيل مجلس النواب».

وتوجه إلى النائب محمد رعد قائلاً: «هل كان يمكنه قول هذا الكلام لولا استقوائه بالسلاح واعتماده على تاريخه في لبنان

لاسيما 7 ايار والقمصان السود»، مضيفاً ان «المشكلة مع حزب الله أنه ينظر إلى الآخرين نظرة دنيوية يتعاطى مع اللبنانيين كأنهم من الصنف الثاني».

إلى ذلك، لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن إعدام السلطات السعودية للشيخ الشيعي نمر النمر شكّل له صدمة من ناحية شخصية، مضيفاً أنه على المستوى السياسي، «فقد حفر هذا الحادث عميقاً داخل المملكة وخارجها لبنانياً وعربياً وإقليمياً وخاصة إسلامياً».

وأضاف خلال لقاء «الأربعاء النيابي» أمس: «في ظل التحديات الخطيرة التي تشهدها المنطقة المطلوب أن نسعى جميعاً إلى ما يعزز استقرارنا الداخلي ويحصن بلدنا، مجدداً التأكيد أن هناك حاجة ملحة لتفعيل مؤسساتنا من أجل متابعة ومعالجة قضايا الناس».

وختم: «حتى لو كان رئيس الجمهورية سيحصل بعد 15 يوماً مثلاً، علينا تفعيل عمل الحكومة فكيف إذا كان هذا الاستحقاق بات اليوم في الثلاجة».