مطلق النار في تينيسي كان يعاني من الاكتئاب وفقاً لعائلته

نشر في 19-07-2015 | 12:34
آخر تحديث 19-07-2015 | 12:34
No Image Caption
أعلنت عائلة الشاب الأميركي محمد يوسف عبدالعزيز الذي قتل خمسة جنود في هجوم مسلح استهدف مركزين عسكريين في تشاتانوغا بولاية تينيسي الخميس قبل أن ترديه الشرطة، أن ابنها كان مصاباً بالاكتئاب، ودانت "العمل العنيف الشائن" الذي قام به.

وقُتِلَ أربعة من جنود مشاة البحرية الأميركية وبحار في الهجوم الذي تعتبره السلطات "عملاً إرهابياً".

وقالت عائلة عبدالعزيز في بيان أذاعه صحافي في الإذاعة الوطنية أنه "ما من كلمات قادرة على وصف صدمتنا ورعبنا وحزننا"، مؤكدة على أن "الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة المروعة لم يكن الابن الذي عرفناه وأحببناه".

وأضاف البيان "لسنوات عديدة عانى ابننا من الاكتئاب، إن حزننا يفوق الخيال لمعرفتنا بأنه عبر عن ألمه بهذا العمل العنيف الشائن".

وكان عبد العزيز (24 عاماً) أطلق النار الخميس على مركزين عسكريين في مدينة تشاتانوغا، الأول مكتب للتجنيد لقوات المارينز والثاني مركز لقوات الاحتياط.

وبعدما عبرت عن تعازيها لعائلات الضحايا، أكدت عائلة الشاب تصميمها على مواصلة التعاون مع السلطات.

ويسعى المحققون إلى معرفة دوافع الشاب في مهاجمة مركزين عسكريين في تشاتانوغا الخميس.

وطلب مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) من وكالات استخبارات أجنبية مساعدته في معرفة تحركات ونشاطات عبدالعزيز في الخارج بينما يدقق محللون في نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبدالعزيز مولود في الكويت وحصل على الجنسية الأميركية.

وقال رئيس بلدية تشاتانوغا اندي بيرك لشبكة سي ان ان الاخبارية أن "كل فرد في إداراتنا يشارك في هذا التحقيق".

إلا أن مكتب التحقيقات الفدرالي حذر من استباق نتائج التحقيق بعدما تحدث رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب مايكل ماكول عن هجوم "مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية".

وقال المسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي ايد رينولد "حالياً، لا مؤشرات لدينا إلى أن الهجوم مستوحى أو موجه من قبل أي شخص آخر غير" عبدالعزيز.

وعلى إثر الهجوم سادت أجواء من الحزن على المدينة التي تضم 168 ألف نسمة بينما دانت المنظمة الإسلامية لتشاتانوغا الكبرى العتداء وألغت الاحتفالات بعيد الفطر احتراماً لذكرى الضحايا.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع تكشفت تفاصيل عن هذا الشاب الذي ينتمي إلى عائلة من الطبقة الوسطى تعيش في إحدى ضواحي المدينة، والحائز على شهادة في الهندسة من جامعة تينيسي، وقد عُرِفَ بحماسه لفنون القتال.

ويدقق المحققون في سفر عبدالعزيز إلى الخارج وتثير اهتمامهم خصوصاً رحلة قام بها إلى الأردن العام الماضي، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات أن عبدالعزيز أمضى حوالي سبعة أشهر العام الماضي في الأردن.

ويبحث المحققون في حواسيبه وهاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد ما إذا كان تواصل مع تنظيمات متطرفة خلال فترة تواجده في الأردن أو إذا كان توجه إلى سورية.

ويبدو أن سلوك والده كان عنيفاً إذ تقدمت والدته بطلب طلاق في العام 2009 ثم تراجعت عنه لاحقاً، وقد شكت من تعرضها هي وأولادها الخمسة للضرب مراراً من قبل زوجها.

وأفادت معلومات أن والده خضع للتحقيق بشبهة ارتباطات بمجموعة إرهابية لكن تمت تبرئته في نهاية المطاف، وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت أن يوسف عبدالعزيز المولود في فلسطين خضع لرقابة أمنية لبعض الوقت بعدما تبرع بالمال لمنظمات مقربة من حركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة "ارهابية".

والمشكلة الوحيدة التي واجهها عبدالعزيز مع السلطات كانت توقيفه في أبريل بسبب قيادته السيارة بعد تناوله مشروبات كحولية.

وقد عمل الشاب عبدالعزيز في 2013  لمدة عشرة أيام في محطة بيري النووية في أوهايو شمالاً إلا أنه لم يبق في الوظيفة لأنه لم يستوف الشروط المقبولة، وفق ما ذكر ناطق باسم مجموعة الطاقة "فيرست انيرجي" المشغلة للمحطة.

وفي واشنطن طلب وزير الدفاع اشتون كارتر وضع توصيات لتعزيز أمن القوات والمدنيين في المنشآت العسكرية.

لكن حكام ولايات اركنسو وفلوريدا وانديانا ولوزيانا واوكلاهوما وتكساس وقعوا أوامر تنفيذية يمكن أن تسمح للعسكريين بحمل أسلحة نارية في مراكز التجنيد.

وقال حاكم ولاية تكساس غريغ ابوت "بعد حادث اطلاق النار الأخير في تشاتانوغا أصبح من الواضح أن عسكريينا يجب أن يتمتعوا بالقدرة على الدفاع عن أنفسهم ضد مثل هذه الهجمات على أرضنا".

من جهته، قال السناتور الجمهوري رون جونسون الذي يرئس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ أنه سيتقدم بمشروع قانون لانهاء حظر حمل الجنود أسلحة نارية في المنشآت العسكرية.

أما المرشحون الجمهوريون للسباق الرئاسي جيب بوش ودونالد ترامب وسكوت ووكر فقد دعوا إلى رفع منع العسكريين من حمل أسلحة نارية داخل مراكز التجنيد.

وقُتِلَ أربعة من مشاة البحرية الخميس بينما توفي عسكري خامس وهو بحار السبت متأثراً بجروح أصيب بها في هذا الهجوم.

وقال سلاح البحرية أن البحار راندال سميث كان خبيراً في الشؤون اللوجستية وأباً لثلاث بنات، وقد نُقِلَ مؤخراً إلى تشاتانوغا.

وقالت والدة زوجته دارلين بروكسماير لشبكة التلفزيون وين في ولاية انديانا "من الصعب فهم كيف يمكن لشخص أن يؤذي شخصاً آخر يخدم من أجله ومن أجل حريته ومن أجل سلامته".

back to top