تهدف مسابقة «توفيق الحكيم للتأليف المسرحي»، التي انطلقت في 2012، إلى إتاحة الفرصة للشباب لكتابة المسرحية، باعتبارها جنساً أدبياً عانى خلال السنوات الأخيرة من ندرة الكتّاب، وتمثل محاولة لإحياء الأدب المسرحي، وإخراجه من أزمته الخانقة التي لا تخفى مظاهرها وأسبابها وتداعياتها على المتابعين والمهتمين بالشأن الثقافي.  قال الدكتور مصطفى سليم، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية المصري، لـ{الجريدة» إن المركز يسعى من خلال نوعية تلك المسابقات، إلى القضاء على المركزية المعطلة للإنتاج الثقافي المسرحي في مصر، وتجديد المسرح العربي، وضخ مزيد من الحيوية إلى قطاع التأليف المسرحي، مشيراً إلى أنه خلال آخر دورات المسابقة التي أجريت في 2013 اتُّفق حينها على تقديم النص الفائز بإحدى فرق البيت الفني للمسرح وطباعة النصوص الفائزة، لافتا إلى أنه تقررت طباعتها قبل فبراير المقبل مع جميع المطبوعات المتأخرة. وتقدم المسابقة ثلاث جوائز مالية بقيمة ستة وأربعة وثلاثة آلاف جنيه على التوالي، ويقوم البيت الفني للمسرح بإنتاج العرض الفائز بالمركز الأول، بينما يختار النصوص الفائزة لجنة تحكيم تضم عدداً من كبار كتاب المسرح والنقاد الأدبيين والمخرجين.

Ad

 

المسرح الذهني

تستمد المسابقة اسمها من اسم الأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم (1898 - 1987) الذي لُقب برائد المسرح الذهني، حيث ألف 100 مسرحية، مثلت علامات في تاريخ كتابة المسرح العربي، وترجم معظمها إلى لغات أجنبية عدة، وكان من أبرزها مسرحيته الأشهر «أهل الكهف»، التي جسدت بداية لنشوء تيار مسرحي جديد عرف باسم المسرح الذهني، كذلك كتب «شهرزاد»، و»الأيدي الناعمة»، و»بجماليون»، و»الملك أوديب»، و»سيلمان الحكيم»، وغيرها.  ورغم الإنتاج الغزير لتوفيق الحكيم فإنه لم يكتب إلا مسرحيات قليلة يمكن تمثيلها على خشبة المسرح، ذلك أن معظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلالها عالماً من دلائل ورموز يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة ويسر، لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي. وكان {الحكيم} يدرك ذلك جيدا، فقال في إحدى لقاءاته الصحافية: {إنني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، وأجعل الممثلين أفكاراً تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة}.  وكان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية مواضيع مستمدة من التراث المصري، فاستلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء كانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية، لكن بعض النقاد اتهمه بأن له ما وصفه بميول فرعونية، خصوصاً بعد روايته الشهيرة {عودة الروح}.

فائزون

وفي الدورة الأولى التي انطلقت في 2012 فاز نص «البحث عن سعيد أبو النجا» تأليف أحمد حسن البنا، بالمركز الأول، بينما فاز بالمركز الثاني نص «الجنوبي» تأليف شاذلي فرح، وجاء المركز الثالث مناصفة بين نص «الغابة في انتظار الأسد» تأليف عيسى جمال الدين، ونص «عيون بهية» تأليف بكري عبد الحميد.  أما في الدورة الثانية التي انطلقت في 2013 فتكونت لجنة التحكيم من الدكتورة نهاد صليحة، الناقدة المسرحية وأستاذة النقد والدراما، والكاتب محمد أبو العلا السلاموني، والمخرج عصام السيد، حيث فاز بالجائزة الأولى محمد عبد القادر عن نص {ضربة فيلم}، وقيمتها ستة آلاف جنيه، بينما فاز بالجائزة الثانية مناصفة كل من السيد فهيم عن نص {المزار} وعيد عبد الحليم، عن نص {الجرافة} وقيمتها أربعة آلاف جنيه، وفاز بالجائزة الثالثة محسن الميرغني، عن نص {رحلة أنس ونوارة في مملكة الأنوار} وقيمتها ثلاثة آلاف جنيه.