صورة لها تاريخ: بيزنطة «القسطنطينية» تحول اسمها إلى إسلامبول بعد الفتح العثماني

نشر في 07-08-2015
آخر تحديث 07-08-2015 | 00:05
الكثير من السيّاح الخليجيين اتجهوا في السنوات الأخيرة إلى تركيا لقضاء إجازاتهم السنوية، فمنهم من أخذ يقضي إجازته في المناطق الجبلية كمدينة بورصة، ومنهم من اختار العاصمة التجارية اسطنبول، ومنهم من اتجه إلى السواحل الجميلة المطلة على البحر الأسود.

وقد قررت هذا العام السفر إلى تركيا للاطلاع على تاريخها وحضارتها مع زوجتي وابنتي، واخترنا أن تكون اسطنبول هي البداية، وهي ثاني أكبر مدينة في العالم.

وقع اختيارنا على منطقة من أقدم مناطق اسطنبول، واسمها باي أوغلو (Beyoglu)، وهي منطقة مرتفعة بعض الشيء وفي قلب الجزء الأوروبي من المدينة، وتطل على مضيق البوسفور الرائع الذي يصل البحر الأسود المذهل بجماله ببحر مرمرة ذي النسيم العليل.

أما اسم باي أوغلو فمعناه "الشريف أو الأمير أوغلو"، وهو أمير ولد في اسطنبول في القرن الخامس عشر، وله تاريخه الذي يحترمه الأتراك، وكان له قصر في هذه المنطقة فنسبت إليه.  

أما اسم اسطنبول فقد تم اعتماده عالمياً في عام 1930، وقبل ذلك كان اسم المدينة إسلامبول، وهو اسم اختاره العثمانيون بعد فتحهم لها في عام 1453م.

وقبل دخول العثمانيين، كانت المدينة تسمى القسطنطينية، وقبلها بيزنطة، وكانت عاصمة للدولة الرومانية، ومن بعدها الدولة البيزنطية ثم الدولة العثمانية.

ولا بد من الإشارة إلى أن الرومان والبيزنطيين كانوا حكام بيزنطة أو القسطنطينية أو اسطنبول منذ ما قبل الميلاد، وكان يحيط بالمدينة سور عظيم يحميها من الأعداء يمتد 22 كيلومترا بني قبل اكثر من 1500 عام وما زالت أجزاء عديدة منه يمكن مشاهدتها قائمة الى اليوم.

هذا شيء بسيط عن تاريخ اسطنبول القديم، ولنتحدث الآن عن الفريج الذي سكنت به، اتجهنا بسيارة أجرة أو تاكسي إلى مقر السكن، وهو عبارة عن عمارة من 4 طوابق يمكن الوصول إليها بصعوبة، نظراً لضيق الشوارع المائلة والمرصوفة بالحجارة، والتي لا تتسع لأكثر من سيارة واحدة.

وعند الوصول استقبلتنا الموظفة الشابة هاجر التي شرحت لنا بعض الأمور المتعلقة بالمبنى الصغير، وأجابت عن بعض أسئلتنا، ثم رافقتنا مع الموظف رضا، وهو شاب سوري من منطقة الحسكة قدم إلى سورية قبل عام تقريباً للعمل، تم تسلم الشقة منهما، وهي شقة صغيرة من غرفة واحدة تتسع لثلاثة أشخاص.

وفي اليوم التالي، بدأت أستكشف منطقتي، فوجدت فيها مسجدين صغيرين قريبين من العمارة التي أسكن بها، والجميل في الأمر ان الأذان يرفع في وقته والمكبرات مفتوحة رغم التصاق المباني ببعضها وضيق الممرات والسكك الحجرية، ويوجد مكان صغير للوضوء خارج المسجدين.

اما داخل المسجد، فإن الإمام يلبس رداء بني اللون مطرزا بلون ذهبي يتميز به عن المصلين ويعتمر عمامة أو جبة، وعند انتهاء الصلاة يقوم الجميع فورا، وقبل التسبيح، لأداء صلاة السنة، ويتبع ذلك الدعاء وأخيراً قراءة الفاتحة بشكل جماعي تبعا للإمام أو المؤذن.

وقد شعرت بشعور جميل عندما شاهدت العديد من الأهالي يرتادون المساجد القريبة من بيوتهم وهم حريصون على السلام على بعضهم البعض وعلى الآخرين. كما شاهدت بعض العجائز تطللن من شبابيك الشقق، وتتحدثن مع بعضهن البعض أو مع المارين من الناس، وتعرفن كل صغيرة وكبيرة تحدث في "فريجهن" الجميل، وتتابعن حركة الناس والعربات التي تمر في الطريق من أمامهم.

وفي الليل تتجمع بعض العوائل في الظلام في بلكوناتهم الصغيرة والتي لا تتعدى مساحتها ثلاثة او أربعة أمتار مربعة، ويتحدثون بهدوء ومن دون إزعاج للآخرين. وعند مرورك في الطريق الضيق الملتوي صعوداً ونزولاً تشاهد المحال الصغيرة القديمة من بقالات ومحال تجارية، كما تشاهد بعض أشجار العنب المثمرة والملتفة حول المباني العتيقة. في المقال المقبل ان شاء الله نكمل حديثنا حول مدينة اسطنبول التاريخية.

back to top