اتفاق "تاريخي" بين ايران والقوى الكبرى
توصلت ايران والقوى الكبرى إلى اتفاق تاريخي حول الملف النووي الإيراني في ختام مفاوضات ماراثونية في فيينا كما أفاد مصدر دبلوماسي الثلاثاء.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "لقد تم التوصل إلى الاتفاق" في ختام 21 شهراً من المفاوضات وجولة نهائية استمرت أكثر من 17 يوماً في فيينا لإغلاق هذا الملف الذي يثير توتراً في العلاقات الدبلوماسية منذ 12 عاماً.ويهدف الاتفاق إلى ضمان عدم استخدام البرنامج النووي الايراني لأغراض عسكرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد هذا البلد.وكتبت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي كاثرين راي على تويتر أنه سيتم عقد مؤتمر صحافي في وقت لاحق.وقالت "الجلسة الختامية بحضور دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) وايران عند الساعة 10,30 (08,30 تغ) في الأمم المتحدة" في فيينا.وقد شهد ليل الأثنين الثلاثاء نشاطاً دبلوماسية مكثفاً في قصر كوبورغ الذي يستضيف المفاوضات منذ 27 يونيو.وشارك وزراء الدول الست في منتصف الليل في اجتماع موسع لجميع الأطراف المفاوضة بعيد محادثات ثنائية جديدة بين الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، المهندسين الرئيسيين للاتفاق المزمع مع ايران.لكن رسمياً لم يتم توقيع الاتفاق بعد.وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست إلى أن المفاوضين سعوا حتى اللحظة الأخيرة لحل "نقاط الخلاف" المتبقية.ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، أكد المفاوضون على أن الاتفاق شبه انتهى لكن "قرارات سياسية" لا تزال ضرورية.وذكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي عاد خصيصاً إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات الأخيرة أن "أي اتفاق لا يمكن أن يكون مثالياً".وإذا تأكد الاتفاق فإنه سيكون جاء بعد طول انتظار لأنه كان مقرراً أساساً في 30 يونيو إلا أن الموعد أرجئ عدة مرات بسبب أهمية المسائل التي تم التفاوض بشأنها. وتفرض الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة منذ نحو عشر سنوات عقوبات على ايران لاجبارها على التفاوض بعد اتهامها بالسعي لانتاج قنبلة نووية تحت ستار برنامجها النووي السلمي.ولم تبدأ المفاوضات فعلياً إلا عام 2013 بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً وهو الذي وعد في برنامجه الانتخابي بالسعي إلى رفع العقوبات عن ايران.وفي أبريل الماضي توصل المفاوضون في لوزان إلى اتفاق اطار حدد المبادىء الأساسية للاتفاق النهائي.ووافقت ايران على الحد من عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم المخصب، الأمر الذي سيجعل من المستحيل عليها صنع قنبلة ذرية.وتحسباً لابرام اتفاق، دعا وزير الداخلية الايراني السلطات المحلية إلى التحضير لاحتفالات في الشارع حيث يأمل السكان في أن يتيح رفع العقوبات الدولية تحسين ظروف حياة الايرانيين.ومحادثات فيينا تشكل إحدى أطول جولات المفاوضات الدولية على المستوى الوزاري في مكان واحد، منذ تلك التي أفضت إلى اتفاقات دايتون (الولايات المتحدة) وانهت في عام 1995 حرب البوسنة.ومددت المفاوضات مراراً بسبب خلافات تركزت خصوصاً على المدة للتوصل إلى اتفاق، وعلى وتيرة رفع العقوبات والدخول إلى المواقع العسكرية الايرانية.كما تعثرت أيضاً على خلفية رفع القيود عن البرنامج البالستي الايراني وتجارة الأسلحة، كما تطالب ايران مدعومة بروسيا.ويعتبر الغربيون أن هذا الطلب دقيق بسبب ضلوع ايران في العديد من النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية والعراق.ولا تنظر العديد من دول الشرق الأوسط بارتياح إلى هذا الاتفاق بين ايران والقوى الكبرى لأنها تعتبر أنه سيطلق يدها في المنطقة بعد أن تكون تحررت من العقوبات.والأمر سيان بالنسبة لإسرائيل التي يعارض رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو بشدة هذا الاتفاق الموعود، وفي هذا الاطار اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الأثنين مجدداً أن هذا الاتفاق سيكون "سيئاً" وقد يطلق "سباق تسلح نووياً" في المنطقة.كما أن عدداً كبيراً من أعضاء الكونغرس الأميركي يعارضون الاتفاق ما سيجعل موافقة السلطة التشريعية الأميركية عليه عملية صعبة.