يوم الأحد الماضي الموافق 2/ 8/ 2015 صادفت ذكرى الاحتلال العراقي الغاشم لدولتنا الحبيبة الكويت، ففي مثل هذا اليوم من فجر يوم الخميس الأسود 2/ 8/ 1990 احتُلت دولة الكويت وضُمت إلى الجمهورية العراقية وأطلق عليها المحافظة التاسعة عشرة!

Ad

دام الاحتلال سبعة أشهر مرت علينا كأنها سبع سنين عجاف، وبعدها تحررت الكويت بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود أغلب دول العالم الخليجية والعربية الشقيقة والأجنبية الصديقة التي وقفت مع المظلوم ضد الظالم، وسخرت جيوشها وكل إمكاناتها لنصرتنا، وبالفعل تم ذلك وتحررت دولة الكويت، وعادت إلى أهلها من براثن العدوان العراقي الغاشم.

تحضرني قصة حدثت أثناء الغزو العراقي سمعتها من فضيلة الشيخ أحمد الدبوس:

أرادت عائلة كويتية الخروج من الكويت أثناء الغزو، وقبل وصولها إلى الحدود الكويتية السعودية كانت هناك سيطرة نقطة تفتيش من الجنود العراقيين، فسأل الجندي العراقي الشاب الكويتي قائد السيارة: وين رايحين؟

الشاب: رايحين إلى المملكة العربية السعودية.

الجندي: اسلك هذا الطريق أقرب وأفضل لكم!

شكر الشاب الجندي على نصيحته وأكمل سيره في الطريق الذي أشار إليه الجندي العراقي.

وأثناء سيرهم قالت الأم لابنها: أرجوك يا بني ارجع إلى الجندي لكي نقدم له الطعام والشراب، يمكن يكون جوعان وعطشان، فرفض الشاب العودة، ولكن مع إلحاح أمه وإصرارها وافق على مضض.

الجندي لماذا رجعتم؟

الشاب: رجعنا لكي نقدم لك الطعام والشراب.

الجندي: أكيد يوجد فيه سمّ! لازم تأكل وتشرب أنت بالأول، فأكل الشاب وشرب الماء ولم يصب بأي أذى، وبعد ذلك أخذ الجندي منهم الطعام والشراب وشكرهم، ثم قال لهم: لا تذهبوا في الطريق الأول الذي وصفته لكم لأنه مزروع بالألغام والمتفجرات، عليكم بأخذ الطريق الآخر فهو آمن لكم.

وهكذا نجت العائلة من موت محقق بفضل رب العالمين، ثم بفعل الخير الذي صنعته مع الجندي، وصدق رسولنا الكريم عندما قال في الحديث الشريف: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".

آخر المقال:

سؤال يطرح نفسه: ما العبرة التي استفدناها من الغزو بعد مرور ربع قرن؟

الإجابة أتركها لكل كويتي مخلص غيور على بلده... وبرأيي الشخصي أقول: إننا "لا طبنا ولا غدا الشر"، لم نستفد من الغزو ولم نتعلم من دروسه الكثيرة، والشواهد حولنا واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فلا حاجة لذكرها.