«مكتب الشهيد» يبدأ إجراءات اعتماد ضحايا مسجد «الصادق»
فاطمة الأمير لـ الجريدة•: حريصون على تكريم الشهداء
أعلن مكتب الشهيد بدء إجراءاته الأولية لاعتماد ضحايا مسجد الصادق ضمن قائمة شهداء الكويت، كاشفاً عن جملة من التدابير لإتمام تلك الإجراءات مع ذوي الشهداء.
أكدت مديرة مكتب الشهيد فاطمة الأمير حرص المكتب على مباشرة الإجراءات المتعلقة بتكريم أسر شهداء التفجير الإرهابي لمسجد الإمام الصادق، بناء على توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد باعتبار ضحايا الحادث الإرهابي شهداء.وقالت فاطمة الأمير، في تصريح لـ«الجريدة» أمس، إن مكتب الشهيد الذي يتبع الديوان الأميري، «تبلغ رسميا بتلك التوجيهات السامية من وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر الصباح، باعتباره رئيس مجلس الأمناء، وعليه نحن نعتبر أنفسنا جنودا لهذا الوطن، ولدى صدور التوجيهات السامية يجب علينا العمل بها، خصوصا أن ذلك سيخدم شريحة ذوي الشهداء وتكريمهم». وأوضحت أن الشهادة «تكريم من رب العالمين لعباده الصالحين، فكيف لا نكرم نحن هذه التضحيات؟»، مضيفة: «للأمانة أقول لا توجد مؤسسة في العالم كله تقدم للشهداء الرعاية والاهتمام كما في الكويت، فمنذ 25 عاما ومكتب الشهيد يرعى أسر الشهداء، وتحت إشراف مجلس الوزراء وديوان سمو أمير البلاد».وتابعت: «لا ننسى أننا نحظى بقيادة هي قمة الإنسانية، وسمو الأمير قائد مسيرتنا قائد العمل الإنساني، وقد رأينا ما يميز حكام وشعب هذا البلد خلال السنوات الماضية من تلاحم وترابط يجمع بين القائد وشعبه».وعن كيفية متابعة مكتب الشهيد ذوي الشهداء، أفادت بأن المكتب حريص بالفعل على المتابعة الدورية لهؤلاء، من خلال متخصصين اجتماعيين ونفسيين كويتيين، وهذا شرط أساسي لأن المكتب يراعي العادات والتقاليد في هذا الجانب.وبينت فاطمة الأمير ان المكتب يراقب أداء هؤلاء المتخصصين، إلى جانب الرعاية الصحية لكبار السن من ذوي الشهداء، والرعاية والمتابعة التربوية للأبناء، من خلال التواصل معهم باستمرار.وأكدت «اننا نحرص على أن نكون معهم في أغلب المناسبات، ونجدد هذه الأنشطة بما يواكب أعمار ذوي الشهداء»، لافتة إلى انه «منذ سنوات كان أغلب من يرعاهم المكتب من الأطفال من أبناء شهداء الغزو العراقي، والآن كبروا وأصبحنا نحتفل بالأحفاد».وعن دور المكتب تجاه شهداء مسجد الإمام الصادق، لاسيما أن بينهم أجانب، ذكرت ان «المكتب ملتزم بتوجيهات وتوصيات مجلس الوزراء سواء كان الشهيد كويتيا أو غير كويتي»، مشيرة إلى أن المكتب قدم عبر سنوات ماضية الرعاية لأكثر من 14 جنسية من الشهداء، حيث تجمع المخصصات التي يقرها مجلس الأمناء للشهيد وتعطى لذويه. يذكر أن مكتب الشهيد تأسس عام 1991، تلبية لرغبة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في تخليد شهداء الكويت، وتكريم ذويهم، والمحافظة على القيمة العظيمة للشهادة، وتقديرا للعمل البطولي للشهداء.وعبر السنوات رعى المكتب العديد من ذوي شهداء الكويت والأجانب الذين نالوا الشهادة على هذه الأرض، وقبل أيام التحقت كوكبة من شهداء مسجد الإمام الصادق بقافلة شهداء الكويت، وصدر قرار من مجلس الوزراء باعتبارهم من شهداء الكويت.مؤتمر صحافيوأكدت في مؤتمر صحافي إنجاز الإجراءات الأولية لاعتبار ضحايا مسجد الصادق شهداء تحت بند «الكوارث الطبيعية والحوادث الاستثنائية العامة» وفقا للمرسوم الصادر من قبل مجلس الوزراء بتوجيهات سامية في هذا الشأن. وأشارت الأمير خلال المؤتمر الصحافي، الذي أقامه المكتب للإعلان عن تصنيف ضحايا حادث مسجد الامام الصادق بحضور عدد من مسؤولي الدولة، إلى أن الخدمات التي ستقدم لذوي شهداء «الصادق» تشمل الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية.وبينت أن المكتب يكفل ثلاث حالات من الشهداء حسب المرسوم الوزاري ٣٢٥/٢٠١١ الذي حددهم بأنهم «شهداء العمليات الحربية، وشهداء الواجب، وشهداء الكوارث الطبيعية»، لافتة الى ان هناك فرقا في المكتب ستتواصل مع أسر شهداء «الصادق» لمتابعة الاجراءات، وتقديم تصورات كبرى للأهالي من أجل التواصل مع المكتب. ودعت ذوي شهداء «الصادق» الى التقدم للمكتب بالأوراق الرسمية شاملة «شهادة الوفاة، وحصر وراثة، والقسام الشرعي، وشهادة نهاية الخدمة من العمل، والبطاقة المدنية، وشهادة الجنسية، وعقد الزواج/ الطلاق، وصورة شخصية للشهيد»، وإن كان الشهيد غير كويتي تشمل أوراقه المقدمة للمكتب «البطاقة المدنية، وجواز السفر، وصورة شخصية، وأي إثبات يستدل عليه».وفي سؤال عن حالات الشهداء العزاب والإجراءات المتبعة بشأنهم، قالت الأمير إن الخدمات تقدم للأب والام إذا كانوا على قيد الحياة، أما اذا كان الشهيد متزوجا فتقدم الرعاية للأب والأم والزوجة والابناء «غير المتزوجين، وغير الموظفين».دعم نفسي وتربويوأفادت بأن «مكتب الشهيد يقوم بدعم أسر الشهداء غير الكويتيين دعما اجتماعيا ونفسيا وتربويا، مؤكدة انها حالات استثنائية تحتاج منا التركيز من جوانب تخفيف المعاناة والصدمة، لاسيما انه يتم التنسيق مع جهات حكومية مثل وزارة التربية، والانماء الاجتماعي، وغيرها من المراكز النفسية، في هذا الشأن.وأكدت أن المكتب يعقد جلسات تشاورية مع وزارة التربية من خلال طرح الافكار وإيضاح دور الشهيد في المناهج المدرسية، خاصة ان فترة العدوان الغاشم اثرت على المجتمع الكويتي ومازالت الى الوقت الحالي، اضافة للشهداء الذين سيتم تضمينهم في ما بعد، مشيدة بدور الوزارة وعطاءاتها طوال السنوات السابقة حتى الآن.وأشارت إلى ان مكتب الشهيد يقدم الرعاية لـ ١٤ جنسية من أسر الشهداء، موضحة انه ملتزم بتوصيات مجلس الوزراء اذا كان الشهيد كويتيا أو غير كويتي، كاشفة عن وجود تنسيق مع وزارة الاعلام من خلال معرض «إكسبو» الذي سيقام في تاريخ سبتمبر المقبل، لتخصيص يوم فيه لشهداء الكويت.التواصل مع الأهالي للبدء بالإجراءاتذكر مدير إدارة الرعاية، حسن عبدالله، انه «بعد صدور قرار مجلس الوزراء باعتبار ضحايا حادث تفجير مسجد الامام الصادق شهداء، تم التواصل مع اهالي ومعارف الشهداء وقدمنا واجب العزاء»، مضيفا ان جواد بو خمسين كان حلقة الوصل بين أسر الشهداء والديوان الاميري.وبين ان هناك مجموعة من الخدمات التي ستقدم لأسر الضحايا، منها الرعاية الاجتماعية التي هي عبارة عن زيارات ميدانية للأسر، إضافة الى الرعاية الصحية والتربوية بالنسبة للأبناء، إلى جانب الرعاية الاسكانية والمالية.وأوضح ان الادارة تعتمد في هذه العملية على مجموعة من الباحثين والباحثات المتخصصين في مجال العلوم الاجتماعية والنفسية.من ناحيته، قال مدير إدارة التخليد، احمد العوضي، أن هناك مشاريع كثيرة وأنشطة متعددة ستبرز الإدارة من خلالها صور وتضحيات هؤلاء الشهداء، مبينا ان من بين هذه المبادرات والأنشطة إطلاق اسم الشهداء على بعض الشوارع والمناطق والحدائق، مضيفا ان من مهام الادارة توثيق حيثيات الشهداء من خلال الاصدارات التي وصلت حتى الان إلى الإصدار السادس.