تتجدد كل عام، أزمة الأقباط في مصر، مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد، 7 يناير، بحسب التقويم الشرقي، لمصادفتها بدء موسم امتحانات نصف العام الدراسي، حيث يطالب الأقباط باحترام أعيادهم وطقوسهم الدينية، لكي لا يؤدي الطالب القبطي الامتحان ليلة الاحتفال بعيد الميلاد.

Ad

المفكر القبطي، كمال زاخر طالب بأن يكون المسؤول عن وضع جداول الامتحانات في وزارة التربية والتعليم لديه حس وطني واتساع للأفق وقبول للآخر، مشيراً إلى أن تعديل جداول الامتحانات لا يعتبر كسراً للقاعدة وأضاف زاخر: "لا يعقل أن تجرى الامتحانات ليلة أعياد الميلاد، فكيف يتسنى للأطفال والشباب الاحتفال بالعيد؟ وتحول الأمر إلى عادة مثيرة للانتباه، وزارة التعليم يجب أن تنتبه إلى أن هناك حالة من الاحتقان بين أولياء الأمور والطلاب، لا نتمنى أن تتطور إلى أمر غير محمود".

رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل اتهم الدولة بتهميش الأقباط المتعمد وعدم وضعهم في الحسبان عند وضع جداول امتحانات نصف العام، مما قد يؤثر على نفسية الأطفال والشباب في المراحل التعليمية المختلفة.

جبرائيل أضاف: "ما يحدث خلال عقود من التجاهل لأعياد الميلاد يعني اعترافا صريحا بفتوى السلفيين بتحريم تهنئة الأقباط في أعيادهم حيث إن جداول الامتحانات تعتبر تعمدا صارخا لحرمان الأقباط من ممارسة طقوسهم الدينية، وما يؤكد هذا التعمد هو اختيار يوم 19 يناير وهو يوم عيد الغطاس لامتحانات بعض الكليات في محافظات مثل الإسكندرية والمنيا وبني سويف، على الرغم من أن هذا اليوم إجازة رسمية للأقباط".

وفي وقت ترفض الكنيسة الأرثوذكسية، بقيادة بابا الأقباط تواضروس الثاني، التدخل في الشؤون السياسية، طالبت جبهة "أقباط لدعم مصر" على لسان مؤسسها نادر شكري، بالنظر إلى أعياد الأقباط قبيل تحديد مواعيد الامتحانات الدراسية، في المدارس والجامعات، لافتة إلى حالة إحباط في الأوساط القبطية، بسبب توافق الامتحانات مع الأعياد.

في حين اتهم مؤسس ائتلاف "أقباط مصر"، فادي يوسف، بعض أجهزة الدولة بعدم احترام قدسية أعياد الأقباط، والعمل على تعطيل ممارسة ملايين الأقباط لطقوسهم الدينية، وأضاف قائلاً: "قبل سنوات توافق شهر يناير مع عيد الفطر للمسلمين، ساعتها منحت وزارة التربية والتعليم الجميع إجازة لمدة ثلاثة أيام"، مطالباً بأن تكون المعاملة بالمثل.