خارج السرب: نظرية «مو من مواخيذنا» النسبية
للتاريخ: قبل اكتشاف أينشتاين النظرية النِّسبية، سبقه العربان وقبل قرون باكتشاف نظرية مشابهة نوعاً ما تدعى "النظرية النَّسبية"، أو ما يعرف شعبياً "بنظرية الأنساب"، وإن كانت نظرية أينشتاين أدخلت مفهوماً جديداً اسمه "سرعة الضوء"، هذا المفهوم الذي جعل قياس المسافة بين الكواكب والمجرات المتباعدة أكثر سهولة ويسراً، فإن نظرية الأنساب اليعربية أدخلت مفهوماً آخر معاكساً تماماً، يسمى "سرعة الظلام"، والتي بدورها جعلت قياس المسافة القريبة بين الإنسان وأخيه الإنسان أمراً مستعسراً وأكثر صعوبة!
وللتاريخ أيضاً: نظرية الأنساب اليعربية لم تلبث طويلاً كحال النظرية "الأينشتاينية" المتربعة حتى اليوم على عرش الفيزياء، فلم يمضِ وقت طويل حتى انهارت، وصار مآلها النعش حينما نقضها قبل أربعة عشر قرناً المعلم الأول، سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، دامغاً باطلها بحقيقة نورانية تؤكد أن كلنا لآدم وآدم من تراب، منذ ذاك الحين تلاشي دخان سرعة الظلام الأعوج وتبدد واقعاً جثة هامدة تحت سنابك خيل "سرعة النور"، ولكن دارت الأيام دورتها، وعجز العربان فجأة، كسلاً كان أو جهلاً، عن دفع فواتير النور السماوي، فتراكمت عليهم ديون الدين الحق وتكومت عليهم فواتير "الهياط" كالجبال، حتى جاء اليوم الموعود حين أعلنوا إفلاسهم في الألفية الثالثة، وشاهدوا بأم أعينهم وكلاء ماركات الظلام وهم يبيعون تراثهم القرآني والإنساني من فوق منابر المزادات العكاظية، وعلى أرصفة شعراء المليون، وفي سكراب خير أمة أخرجت للناس، عاد العربان يقيسون المسافات بين الإنسان والإنسان وفق سرعة الظلام وبأشبار أغصان مشجرات الأنساب، وصارت موانئ بحور أشعارهم مرتعاً لقراصنة المجد الزائف ومقصداً لقطاع طرق الأرحام الإنسانية! تعصبوا لنظريتهم البائسة تعصب "الهوليغنز" في حواري ليفربول وأصبحت معادلات: "مو من مواخيذنا " و"أصلاء" و"بياسر" البالية تنافس في قلوبهم موازين الآيات السماوية: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" و"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ"!وللتاريخ أخيراً، وقبل أن ننسى، إذا كانت نظرية أينشتاين أضافت بعداً رابعاً يسمى الزمن انضم إلى عائلة الأبعاد الثلاثة المعروفة (الطول – العرض – الارتفاع )، فان نظرية العربان أضافت بعداً رابعاً أيضاً كشرط مقدس وضروري لدخول عوائل الـ"يعرب"، بعداً رابعاً لابد منه - من وجهة النظر اليعربية - لإكمال أضلاع النسب الثلاثة الشرعية (الآدمية – الدين – الخلق) هذا البعد الرابع يسمى: "من أنت ولده"!.. ألا بعداً للقوم الظالمين!