ترانيم أعرابي: عندما تتصدر الغربان!
![عبدالرحمن محمد الإبراهيم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1464721320315559800/1464721330000/1280x960.jpg)
غربان "تويتر" ترسل رسائل سوداء قاتمة كلون ريشها، فهي من تصدر الطائفية والكراهية بين الطوائف، وهي أيضا المسؤولة عن توسيع المسافات بين الناس وجعلهم أكثر بعدا عن ذي قبل، وهؤلاء يتميزون بأنهم يستغلون حماقة الجهّال، ويرقصون على جراحات الآخرين، ومن يتابعهم في "تويتر" فقد يكون أحد ثلاثة: إما أنه محب لما يكتبون فيعيد إرسال النعيق الذي يصدره هـذا الغراب أو أنه كاره لصوت الغراب فيرد عليه بصراخ يوازي بالسوء نعيب غرابنا والصنف الأخير هو من فئة المتطفلين الذين ابتلينا بهم في عالمنا اليوم!صنف آخر من غربان "تويتر" المتصدرة هو الغراب الأبيض! شكله جميل وقد يسرّ بعض الناظرين، لكنه صاحب صوت مزعج كصاحبه الأسود تماما متخصص في السخرية من الآخرين، يبث في المجتمع ثقافة الاستهزاء والتقليل من قيمة الآخر، ويقتات على جراح الناس، ولا يكاد يميز بين شيخ جليل أو عالم فاضل أو كبير في السن، هذا الغراب ينتهك الستر ويسخر من الشكل ولا يتوقف عند الحدود العامة التي رسمها له المجتمع، وأتباع هذا الغراب يضحكون على النكات التي يطلقها ما لم يمس رموزهم، فإذا مست خطوطهم الحمراء انقلبوا عليه وشتموه وحاولوا الانتقاص منه. كل هذا لن ينفعهم لأنهم لم يأخذوا بنصيحة عمر بن عبدالعزيز حين قال "إذا رأيتني ضللت الطريق فخذ بمجامع ثيابي ثم هزني هزا عنيفا، وقل يا عمر اتق الله فإنك ستموت"، لأنهم وافقوا على أن يسخر هذا الغراب من الثور الأبيض، ولم يستوعبوا أن الثيران في عين الغراب لون واحد!الصنف الثالث من الغربان التي يتبعها المغردون هو الغراب ذو اللونين الأبيض والأسود، سوء هذا الغراب أنه لا يجيد شيئا، فلا صوته جميل ولا شكله، ويحاول أن يكون كروانا فلا يقدر، ويحاول أخرى أن يكون صقرا فيفشل، لا يمتلك مبدأ ولا يحمل فكرا يميزه، كل شهرته مرتبطة بمصادفة جينية أو بمصادفة علمية! يرفع من قيمته من هو أقل منه حتى يستحوذ الغرور على نفسه فيمشي مشية يتيه فيها، لا أجد وصفا أبلغ من وصف سيد العربية في العصر الحديث وإمام البيان الرافعي حين قال "يكبر بعض الأدباء من صغر المحيطين بهم".شوارد:إن المغرد الذي يتبع الغربان لن ينال سوى شيئين: فساد ذائقته، وتدني فكره، ولذلك كل مغرد يمتلك القدرة على متابعة من يحب وأيقونة عدم المتابعة والمتابعة وضعت من أجل ذلك، ومقولة "تويتر" الشهيرة "الأنفلو لا يفسد للود قضية" هي حقيقة لكن مع الغربان تنقلب إلى "الأنفلو للغراب ضرورة وفضيلة".