بصعوبة وبمستوى باهت لا يرقى إلى الفارق الشاسع بين سمعة وتاريخ الطرفين، فاز منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم على مضيفه لاوس بنتيجة 2 -صفر، في المباراة التي جمعتهما الساعة الثالثة عصر أمس بتوقيت الكويت على الاستاد الوطني بالعاصمة فيينتان، ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة السابعة، من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وكأس آسيا 2019 في الإمارات.

Ad

وبهذه النتيجة واصل المنتخب تربعه على المجموعة برصيد 9 نقاط (قبل لقاء كوريا الجنوبية ولبنان)، في حين تقهقر منتخب لاوس إلى القاع برصيد نقطة واحدة.

إهدار فرص محققة

جاء الشوط الأول من المباراة جيد المستوى فرض خلاله لاعبو منتخبنا الوطني سيطرتهم التامة على مجريات الأمور، وكان في مقدورهم إنهاء هذا الشوط لمصلحتهم بعدد وافر من الأهداف لولا التسرع والرعونة والاستهتار.

اعتمد مدرب المنتخب التونسي نبيل معلول على تشكيل يتكون من سليمان عبدالغفور لحراسة المرمى، وفهد الهاجري وحسين فاضل ومساعد ندا وفهد عوض لخط الدفاع، وصالح الشيخ وعلي مقصيد وسلطان العنزي وفيصل زايد لخط الوسط، وبدر المطوع ويوسف ناصر لخط الهجوم.

ورغم أفضلية الأزرق إلا أن العشوائية سيطرت على أداء الفريق بوضوح، ولم تظهر لمسات الجهاز الفني على اللاعبين، ولم تتضح خطة واضحة المعالم لعب بها الفريق، كما  تفنن اللاعبون في إهدار الفرص السهلة تباعاً.

ولم يحتج الأزرق إلى الكثير من الوقت من أجل تهديد مرمى لاوس، ففي الدقيقة الرابعة أهدر يوسف ناصر أولى الفرص الخطيرة، وبعد ست دقائق مرر بدر المطوع عرضية متقنة حولها فيصل زايد الموجود على بعد خطوات قريبة من المرمى بجوار القائم الأيمن للحارس.

ضغط لاعبو الأزرق بقوة من أجل إحراز هدف التقدم، وكادوا أن يحققوا ما كانوا يصبون إليه في الدقيقة 20، بيد أن عرضية بدر المطوع التي ارتقى لها علي مقصيد برأسه ارتدت من القائم لتذهب إلى يوسف ناصر يحولها برأسه أيضاً فوق العارضة.

ومن انفراد صريح ليوسف ناصر بتمريرة حريرية لبدر المطوع سدد الأول فوق العارضة بغرابة في الدقيقة 24، وجاءت تعليمات معلول من خارج الخطوط للاعب بضرورة إنهاء الهجمات بهدوء.

وعلى عكس خط سير الأحداث انفرد مهاجم لاوس خان بسليمان عبدالغفور في الاختبار الوحيد للخط الدفاع في هذا الشوط، لكنه سدد بغرابة شديدة بعيداً عن المرمى، مهدراً فرصة منتخب بلاده الوحيدة خلال هذا الشوط.

ومع الهجوم المتتالي للأزرق نجح يوسف ناصر في تحويل تمريرة فيصل زايد الطولية داخل الشباك في الدقيقة 30 ليضع الأزرق في المقدمة، ولم تشهد الدقائق المتبقية جديداً لينتهي الشوط بتقدم الأزرق بهدف نظيف.

انخفاض المستوى

وشهد الشوط الثاني انخفاض مستوى المنتخب بشكل ملحوظ سواء فنياً أو بدنياً، من دون تدخل فعال للجهاز الفني سواء في التبديلات أو توجيه اللاعبين، وكاد موقف الفريق يتأزم طوال زمن هذا الشوط، في ظل استمرار النتيجة بالتقدم بالهدف "اليتيم".

البداية جاءت هجومية للاعبي الأزرق فمن تمريرة رائعة من علي مقصيد سدد فيصل زايد في الشباك الخارجية للمرمى، ورد منتخب لاوس بهجمة خطيرة في الدقيقة 55 بانفراد من الناحية اليمني تردد عبدالغفور في الخروج من المرمى، لكنه تدارك الموقف حينما نجح في إبعاد التسديدة بعيداً عن مرماه، وخلال عشر دقائق أجرى نبيل معلول تغييرين بنزول خالد عجب بدلاً عن يوسف ناصر (ق 60)، ثم حمد أمان بدلا عن فيصل زايد (ق 70)، ولم يحالف التوفيق معلول في التغييرين، خصوصاً أنهما لم يضفيا جديداً للفريق على مستوى الخطط، حيث دفع برأس حربة بديلاً لرأس حربة، وبجناح بديلاً لجناح!.

وكان من البديهي أن يستمر الأداء دون تقدم في المستوى، بل ما زاد الطين بلة هي خشية اهتزاز شباك مرمى عبدالغفور في الوقت القاتل، وكان في مقدور مهاجم لاوس "المشاكس" خان أن يفعلها بالفعل حينما احتسب حكم اللقاء التايلندي سيفاكورن بي دوم ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء الأزرق في الدقيقة 78 سددها خان في الحائط البشري.

ومنح سيفاكورن بي دوم جماهير الأزرق وعشاقه فرصة التقاط الأنفاس حين احتسب ركلة جزاء صحيحة في الدقيقة 82 لفهد الهاجري بعد تعرضه للعرقلة من قبل المدافع محسن محمد داخل منطقة الجزاء، انبرى بدر المطوع لركلة الجزاء محرزاً الهدف الثاني للأزرق.

وعقب الهدف، أجرى معلول تغييره الثالث بنزول فيصل العنزي بدلاً عن المطوع وهو تغيير جاء متأخراً للغاية، وبالطبع لم يتمكن العنزي من إضافة جديد للأزرق الذي حسم اللقاء لمصلحته بالفوز بهدفين نظيفين.