عادت التفجيرات الإرهابية الى الساحة اللبنانية، بعدما عاش اللبنانيون أشهرا عدة بعيدا عن هول الانفجارات، ليتضح لهم انهم كانوا على موعد جديد وخطير ومسرحه هذه المرة في الضاحية الجنوبية، وتحديدا بعين السكة في برج البراجنة.

Ad

وقالت مصادر متابعة إنه "ومنذ فترة تدور حرب صامتة بين حزب الله والأجهزة الأمنية من جهة والمجموعات الإرهابية من جهة مقابلة، ولاسيما بعدما تم رصد وتفكيك وتوقيف أشخاص ينتمون الى هذه التنظيمات".

وأضافت أن "التنظيمات الإرهابية رأت فرصة مواتية لتنفيذ ضربتها، بحيث إن الإجراءات الأمنية في الفترة السابقة جنبت لبنان الكثير من الأحداث، واليوم انتظر الإرهابيون ثغرة أو استرخاء أمنيا معينا، واستفادوا منها لتنفيذ ضربتهم التي من دون شك وراءها رسالة مرتبطة بالأحداث في سورية".

وتابعت: "حجم المجزرة وهولها سيكون له تأثيره على مسار الحياة السياسية في قابل الأيام، وقد تجددت الاتصالات من أجل تأمين عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد في جلسات أسبوعية، تيمناً بانعقاد جلسة التشريع النيابية".

ميدانياً، عاين النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان وقوع الانفجارين الانتحاريين في برج البراجنة.

وقال القاضي صقر: "حتى الآن تأكدنا من وجود انتحاريين، ونحقق للتأكد من وجود ثالث"، مشيرا إلى أن "شعبة المعلومات ألقت القبض على شخص في طرابلس، واحتمال كبير أنه على علاقة بانتحاريي البرج"، مؤكدا أن "وعي الأجهزة الأمنية أنقذ الشمال أيضا".

أما القاضي حمود، فأعلن عن نتائج التحقيقات الأولية، حيث لفت إلى أن "التفجير الأول نفذ بواسطة دراجة نارية وكانت زنة العبوة 7 كغ، بينما فجر الإنتحاري الثاني نفسه بحزام ناسف تبلغ زنة المتفجرات فيه 2 كغ".

وتابع: "سنحلل الحزام الناسف الموجود الآن مع غيره، والأدلة الجنائية انتهت من رفع الأدلة".

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع سمير مقبل من موقع التفجيرين، أمس، أن "الجيش اللبناني مجهز ومستنفر في كل المناطق اللبنانية". وقال: "كلنا شعب واحد، ولا فرق بين طائفة وأخرى، والأهم دعم الجيش والقوى الأمنية والتنسيق للدفاع عن اللبنانيين، فلنترحم على شهدائنا، وعلينا أن نتعلم من هذه الكارثة، وليتكاتف الجميع لمصلحة المواطنين".

وكان رئيس الحكومة تمام سلام ترأس اجتماعا أمنيا في السراي، حيث وصف التفجيرين بالجريمة الهمجية.

وقال: "الجريمة الهمجية التي وقعت في برج البراجنة، لم تُدْمِ منطقة بعينها أو طائفة بعينها، وإنما أدمت لبنان من أقصاه الى أقصاه".

وأضاف الرئيس سلام أن "الارهاب لم يتوقف يوماً عن التخطيط لإلحاق الأذية بلبنان وإثارة الفتنة بين اللبنانيين. وإذا كان قد بدا لوهلة أن الموجة الإرهابية قد انحسرت، فإن ذلك قد حصل بفضل وعي ويقظة وجهود الجيش وجميع الأجهزة الأمنية التي أحبطت محاولات عديدة لضرب لبنان بطرق مختلفة وفي مناطق متعددة".

وتابع: "ما جرى يجب أن يكون دافعا الى مزيد من التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ورفع مستوى اليقظة لرد الأذى عن أهلنا في جميع مناطق لبنان وإلى أي طائفة انتموا، والى مزيد من الالتفاف الوطني حول الجيش والقوى الأمنية في مهمتها المقدسة هذه".

ودعا الرئيس سلام الى "البناء على لحظة التضامن الوطني التي تجلت في موجة الاستنكار العارمة التي صدرت عن جميع الأطراف السياسية، من أجل شد اللحمة الداخلية وتعميم أجواء إيجابية في حياتنا الوطنية".

كما أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس، "لوقوع ضحايا بريئين من شهداء وجرحى في الانفجارين اللذين وقعا أمس الأول في منطقة برج البراجنة".

وتقدم من ذوي الشهداء بأحر التعازي سائلا: "الراحة الأبدية لهم، والشفاء العاجل للجرحى، وأن يحفظ لبنان وشعبه من شر الإرهاب".

تسجيل يتوعّد بعملية في حي السلم

انتشر تسجيل صوتي عبر تطبيق "واتس اب" أمس يهدّد بتنفيذ تفجير إرهابي ثانٍ، كالذي حصل في حي عين السكة في برج البراجنة، لكنه يستهدف منطقة حي السلم الشبيهة من حيث الاكتظاظ بـ"سوق البرج" المستهدف.

وأثار التسجيل، الذي أذاعه شخص بلكنة سورية، حالة من الهلع بصفوف المواطنين، بعد أن توعد الشخص المذكور بتنفيذ تفجير في حي السلم، في حين كان يتهكم على "حزب الله" ويكيل الاتهامات إليه.

وجاء في التسجيل: "أنا كنت اشتغل بلبنان، بس ما رح قول وين وبحي السلم بعرفو بيت بيت وحياتك وهلق لعشرة أيام في عملية استشهادية بحي السلم والله بدها تفتتكن". ولم يعرف مصدر التسجيل الذي تم تداوله من دون معرفة ما مدى حقيقته.