لا مؤشّرات  ولا دلائل حسيّة حتى الساعة حول مكان فضل شاكر وعما إذا كان يختبىء في مخيم عين الحلوة أو غادره إلى مكان آخر خشية اعتقاله، بعد توقيف الشيخ أحمد الأسير المناصر له، إلا أن سيناريوهات ظهرت إلى العلن تفاوتت بين قرب تسليم فضل شكر نفسه وأنه في مأزق أكبر يصعب الخروج منه.

Ad

عاد اسم فضل شاكر إلى التداول بعد إلقاء القبض على أحمد الأسير، وسرت إشاعات عدّة منها أنّ فضل يحاول الهرب بدوره خوفاً من أن يتمّ التخلص منه بعد القبض على الأسير.

وقد ذكر أحد المواقع الإلكترونية وفقا لمصدر فلسطيني موثوق، أن شاكر غاب عن الأنظار في حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة حيث يقيم، واختفى في مكان  مجهول، لكن من المرجح، حسب المصدر نفسه، أنه بحماية بلال بدر في جامع الصفصاف وعناصر جند الشام، مؤكداً أن «شاكر بات يتحسب لعملية أمنية لاعتقاله داخل المخيم وتسليمه للدولة اللبنانية، ولذلك اتخذ تدابير امنية مشددة حول مكان إقامته».

معلومات أخرى كشف عنها  مصدر أمني لبناني لإحدى الوكالات تفيد بأن شاكر كان ينوي تسليم نفسه للأجهزة الأمنية اللبنانية قبل أشهر ضمن صفقة كانت تتولاها شخصية لبنانية خليجية مقابل إعطائه أحكاما قضائية مخففة، لكن الصفقة فشلت نتيجة اعتراض أهالي شهداء الجيش في عبرا.

حقائق وإشاعات

سيناريو آخر ذكره أحد المواقع الإلكترونية مشيراً إلى أن شاكر، وخلال الفترة السابقة، أي بعد ظهوره الأوّل على شاشة LBCI في مارس، تجاوب مع إعطاء كلّ المعلومات المتعلّقة بقضاياه عبر المحامية مي الخنسا، التي تسلمت الملف وآمنت بموقف فضل شاكر في هذه القضية، وأن العمل جارٍ على إنهاء تسويات بالجملة، في قضايا كثيرة رفعت فيها دعاوى قضائية ضدّه. ولم يبقَ عالقاً غير قليل منها وأنّ القبض على الشيخ أحمد الأسير سيسّهل الإحاطة بوضعية فضل شاكر وموقفه خلال معركة عبرا، وسيكشف حقيقة دوره المعنوي وغير التنظيمي، من خلال التحقيق مع الأسير ومناصريه.

في حديث صحافيّ لها أكدت المحاميّة مي الخنسا صحّة ما تداولته وسائل الإعلام اللبنانيّة عن اقتراب موعد تسليم فضل شاكر نفسه للأجهزة الأمنيّة.

 وعن تأخّره في هذه الخطوة، بعدما ظهر عبر وسائل الإعلام قبل أشهر، مؤكّداً براءته ممّا نسب إليه من تهم في المشاركة في أحداث {عبرا} صيف ـ2013، قالت الخنسا: {المحاكمات الشعبيّة التي حصلت يومها، عرقلت تسليم فضل نفسه}.

 اضافت: {بعد القبض على الشيخ أحمد الأسير يوم السبت الماضي، أصبحت الأمور أكثر وضوحاً بالنسبة إلى قضيّة فضل، خصوصاً أنّ حقائق ستتكشّف للرأي العام}.

حول حقيقة ما يشاع من أنّ فضل قضى اليوم الأخير مع الأسير قبل اعتقاله في مخيم عين الحلوة، قالت: {سمعنا الكثير من الشائعات التي تمّ تداولها في الساعات الأخيرة، فضل لم يلتق بالأسير ولم يجتمع به، وعلاقتهما انتهت منذ فترة طويلة كما سبق وأعلن في مقابلته التلفزيونيّة الأخيرة».

مأزق فضل شاكر

انتمى فضل شاكر إلى التنظيم الذي أنشأه الشيخ أحمد الأسير عام 2011، وأعلن اعتزاله الفن، وانضم إلى المدافعين عن الثورة السورية بوجه نظام بشار الأسد، إلا أن المأزق الذي وضع نفسه فيه وجعله مرفوضاً من الناس تجلّى في ظهوره في فيديو، يعلن فيه أنه وجماعته قتلوا ما أسماه «فطيستين»، الأمر الذي فسّره كثيرون أنه يقصد بهما عنصرين من الجيش اللبناني.

صبيحة معركة عبرا، توارى فضل عن الأنظار، وما إن انتهت المعركة التي خاضها الأسير ضد الجيش اللبناني وراح ضحيتها شهداء ووقع جرحى، حتى كان فضل والأسير قد غادرا مكان إقامتهما في مسجد بلال بن رباح وتوجّها إلى مكان سرّي، اتّضح لاحقاً أنه مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، الذي يحظّر على الأجهزة الأمنية اللبنانية الدخول إليه.

وبقي فضل غائبا عن الانظار إلى أن ظهر في مقابلة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال في  مارس من دون لحيته، وأعلن رغبته بالعودة إلى حياته الطبيعية من دون أن ينفي إمكانية عودته إلى الغناء تاركاً الأمر للظروف، ليقول إنه لم يقاتل ضد الجيش اللبناني في تلك المواجهات، ولم يشارك في أي من العمليات القتالية التي نفذتها جماعة الشيخ أحمد الأسير في لبنان، وكان يرفضها بشدة ودخل بسببها في خلافات شخصية مع الأسير، «وهذه الخلافات معلومة لدى الجهات الأمنية التي كنت متعاوناً معها قبل أحداث عبرا»، مضيفاً أنه «يرفض الدم والقتل» وأن اتجاهه إلى الجماعات الإسلامية جاء في البداية لخدمة الدين بصوته ولم يهدف إلى الانخراط في عمليات إرهابية ضد أحد.