أُسدل الستار على محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والمتمردين في سويسرا، أمس، دون تحقيق أي اختراق ملموس بشأن الأوضاع الإنسانية أو إنهاء الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر، في حين واصلت القوات الموالية للشرعية تقدمها ميدانياً، وأصبحت على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة صنعاء.

Ad

اختتمت مباحثات السلام اليمنية التي انطلقت الثلاثاء الماضي برعاية الأمم المتحدة في سويسرا، أمس، بنتائج متواضعة وفشلت في تمديد وقف إطلاق النار الهش، لكنها أبقت على خيوط التواصل بين الأطراف المتحاربة.

ولم تتمكن المحادثات، التي شارك بها وفد عن حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ووفد عن الميليشيات الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي الذي يزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح من إحداث اختراق أو انفراجة حقيقية بشأن الأوضاع الإنسانية للمدنيين.

وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مؤتمر عقده بالعاصمة السويسرية برن، عن التوصل إلى اتفاق بإنشاء لجنة لـ«التهدئة» وأخرى لـ«الشؤون الإنسانية ونقل المساعدات» وعقد جولة جديدة من المباحثات مطلع العام المقبل، في ختام المفاوضات التي انطلقت تزامناً مع وقف لإطلاق النار انهار السبت الماضي، وسط معارك عنيفة أسفرت عن سقوط 68 قتيلاً في شمال غرب اليمن.

ولضمان استمرار التواصل بينهما، سيتم تمثيل مختلف الأطراف التي شاركت في مباحثات سويسرا، للعمل مع فريق المبعوث الدولي على تهيئة جولة مقبلة في 14 يناير 2016.

وقال ولد الشيخ، إن وقف إطلاق النار الذي بدأ بالتزامن مع انطلاق المباحثات لم يُحترم، داعياً إلى تمديده. واعتبر أنه لا وجود لمفاوضات جدية من دون وقف حقيقي للقتال.

وانتهى اليوم الخامس من المباحثات، أمس الأول، في «بيين» شمال غرب سويسرا دون تقدم يذكر في نقاط التفاوض الأساسية التي تهدف إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216.

كواليس المفاوضات

وبينما استبعدت مصادر دبلوماسية غربية صفة «الفشل» عن مباحثات سويسرا، لأن الجانبين «تحدثا وجهاً لوجه» خلافاً للجولة السابقة، اعتبر مصدر من وفد الحوثيين أن «المفاوضات فشلت في الجوهر، لكن ليس في الشكل» مضيفاً أن الهدنة الإنسانية «ولدت ميتة».

من جانب آخر، قال مفاوض من وفد الحكومة في تصريح لقناة «العربية» إن جلسة، أمس الأول، كانت «صاخبة» عندما قدم وفد الحكومة تقريراً مفصلاً عن الدمار الهائل الذي أصاب اليمن، وعن تدهور الأوضاع الإنسانية في أنحاء البلاد، خصوصاً في مدينة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات المتمردة.

وواصل المصدر كشفه لمجريات الجلسة، مضيفاً أن «التأثر بدا واضحاً في عيون بعض الخبراء الدوليين مما دفع عضوين من وفد الحوثي ـ صالح، هما أبوبكر القربي ومهدي المشاط، إلى التدخل والتعقيب بأن الأمر عادي بعد أربعة أشهر من الحصار».

وتابع المصدر: «توجه وزير الخارجية عبدالملك المخلافي بالكلام إليهما قائلا الله المستعان يا قربي. ولاحقاً اختفى القربي من الجلسة، وبقي يشارك فيها عن جانب المتمردين الزوكا، وياسر العواضي، ومحمد عبدالسلام والمشاط الذي عقب قائلاً أما تعز نتمنى نبيدها».

تغيرات ميدانية

في غضون ذلك، واصلت القوات الحكومية تقدمها ميدانياً على عدة جبهات وحققت تقدماً جديداً في ريف صنعاء وفرضت حصاراً على قاعدة عسكرية للميليشيات، وأصبحت على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وتصاعدت حدة المعارك، أمس، بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين في عدد من المحافظات بينها تعز والجوف وصنعاء ومأرب.

وقتل 68 مقاتلاً في محيط مدينة حرض قرب الحدود اليمنية مع السعودية.

وأفادت مصادر عسكرية بأن 28 جندياً قتلوا في المعارك إضافة إلى 40 مقاتلاً من المتمردين.

وعزز الموالون للحكومة مكاسبهم في الجوف، بعد السيطرة على كبرى مدنها حزم الجمعة، بالسيطرة على مديريتي الغيلة والمتون إثر معارك عنيفة مع المتمردين.

وقال الزعيم القبلي في «المقاومة الشعبية» أمين العكيمي، إن المديريتين سقطتا في يد القوات الموالية بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأضاف العكيمي أن القوات الحكومية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى الحزم وتتجه حالياً إلى الغرب، باتجاه معاقل المتمردين في محافظتي عمران وصعدة، الواقعتين شمال العاصمة تماماً.

فشل حوثي

في المقابل، قتل ثلاثة أشخاص، سعودي وعاملان هنديان، بسقوط مقذوف عسكري للميليشيات الحوثية على مدينة نجران جنوب السعودية، في ما فشلت الميليشيات في إطلاق صاروخين، طراز «توشكا»، من قاعدة عسكرية في صنعاء.

وأفادت مصادر عسكرية بأن الصاروخين البالستيين انفجرا في الجو بعد محاولة فاشلة لإطلاقهما من جبل نقم.

ولاحقاً، شنّت طائرات التحالف العربي غارات على معسكر الحرس الجمهوري الموالي لصالح بجبل نقم.

تمسك بالهدنة

في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم التحالف، الذي تقوده السعودية، العميد ركن أحمد العسيري، أن قوات التحالف ملتزمة بالهدنة التي بدأت بالتزامن مع مباحثات سويسرا وتنتهي بعد غد، رغم اختراقات الميليشيات المتمردة.