ارتفاع حصيلة تحطم الطائرة العسكرية في اندونيسيا إلى 142 قتيلاً
ارتفعت حصيلة تحطم طائرة لسلاح الجو الاندونيسي الثلاثاء في منطقة مأهولة في مدينة ميدان بجزيرة سومطرة، إلى 142 قتيلاً الأربعاء، فيما استمرت عمليات البحث عن ضحايا آخرين بين الأنقاض.
وكانت طائرة هيركوليس سي-130 المصنوعة منذ 51 عاماً، أقلعت وعلى متنها 122 شخصاً من قاعدة عسكرية في ميدان وتحطمت بعد فترة وجيزة في منطقة سكنية حديثة البناء في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.وارتفعت الحصيلة إلى 142 قتيلاً، كما قالت شرطة ميدان، ثالث مدينة في اندونيسيا، شمال جزيرة سومطرة.وقد تحطمت الطائرة بالكامل تقريباً بعد اصطدامها بفندق ونادٍ للتدليك، وجناحاها هما الجزآن الوحيدان اللذان ما زال ممكنا التعرف اليهما بين الأنقاض، ومعظم ركاب الطائرة هم أفراد عائلات عسكريين ونساء.ولم يعرف حتى الآن عدد الأشخاص الذين قضوا على الأرض في الحادث، وما زالت جثث الضحايا تصل إلى مشرحة مستشفى ميدان حيث تتواصل عمليات تحديد هويات الضحايا.ويقوم عناصر انقاذ ورجال شرطة وجنود بازالة الركام في مكان تحطم الطائرة، وسط الأنقاض وكتل الاسمنت، وتحول جزء من بناية من ثلاثة طوابق إلى أنقاض متفحمة.وتحدث شخص شهد الكارثة، لوكالة فرانس برس الأربعاء، عن مشاهد مرعبة عندما اصطدمت طائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض ببناية عند الظهر، وقال أن "ألسنة اللهب فاقت ارتفاع بناية من أربعة طوابق".وقال تومباك نايباهو الذي يعمل في مرأب لتصليح الإطارات ويبلغ السابعة والعشرين من عمره، أن "الجميع كان يصرخ ومرعوباً"، موضحاً أن مئات الأشخاص كانوا في تلك المنطقة لدى وقوع الحادث. وأضاف "ظننت أن ما يحصل هجوم ارهابي أو شيء من هذا القبيل، رأيت رجلاً كانت ثيابه تحترق يركض بين الأنقاض، كان وجهه مغطى بالدم والغبار والرماد"، وقال "شعرت بخوف لم أشعر به من قبل، ظننت اني سأموت".وتكشف هذه الكارثة مرة جديدة عن تخلف اندونيسيا على صعيد السلامة الجوية، وهذا سادس حادث دموي تتعرض له طائرة عسكرية في العقد الأخير.وأمر الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو غداة الحادث باجراء إعادة نظر شاملة في التجهيزات العسكرية القديمة في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.وقال الرئيس الملقب جوكووي "كلفت وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة اجراء إعادة تنظيم عميقة لإدارة التجهيزات العسكرية".ولم تعرف حتى الآن أسباب الحادث، لكن قائد الجيش قال الثلاثاء أن الطيار طلب العودة إلى القاعدة بعد اقلاعه، بسبب مشكلة في المحرك بالتأكيد.وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها ميدان لكارثة مماثلة، ففي 2005، تحطمت طائرة لشركة مندالا ارلاينز المحلية بعيد اقلاعها في منطقة مكتظة بالسكان، وأسفر تحطمها عن 150 قتيلاً على الأقل.وقد حصل ذاك الحادث في الشارع نفسه الذي وقع فيه حادث يوم الثلاثاء، وهو جالان جيمان جينتينغ.وفي أبريل، اندلعت النار في مقاتلة اف-16 لدى اقلاعها من قاعدة عسكرية في جاكرتا، فاضطر الطيار إلى القفز بالمظلة من الطائرة المحترقة، وقد أصيب بجروح طفيفة.وفي ديسمبر 2014، هوت طائرة لشركة ار آجيا في البحر بعد نصف ساعة من اقلاعها من مدينة سورابايا متوجهة إلى سنغافورة، فلقي 162 شخصاً كانوا فيها مصرعهم ومعظمهم من الاندونيسيين.