أما آن الأوان للبناء والتعمير بدل الحروب والتدمير، وتجنب القفز للخارج الذي تمارسه بعض دول المنطقة، حوار يمكن أن يضم العديد من الفعاليات العربية والإيرانية التي لا شك أنك تشعر بالألم لما وصل إليه عالمنا الإسلامي من تفتت؟

Ad

عادت بي الذاكرة إلى الفترة من 2007 إلى 2010 عندما كنت أعيش في مملكة هولندا الصديقة في مدينة لاهاي، وبالتحديد في ضاحية "فسنار" التي تعتبر من أرقى وأجمل الضواحي في أوروبا، في وسط الضاحية حيث يوجد المركز الذي يضم عدداً من المقاهي والمطاعم، وبعض المحلات، وساحة صغيرة لألعاب الأطفال، ويتفرع من المركز بعض "السكيك" في حالة تجوالك فيها تشعر برائحة خشب الصنوبر الذي يشتعل في المواقد، فيمتزج مع نسيمات الصباح الباردة، فيشعرك بسعادة تملأ وجدانك، عندما تنظر إلى رواد المقاهي والمطاعم ترى الابتسامة تعلو الوجوه، وترى الأطفال يمرحون جذلا وفرحة بنعمة الحياة هبة الله لخلقه.

 عدت من تلك الذكريات الجميلة إلى واقعنا العربي المؤلم، قتل وتدمير وتفجير وسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة، وبراميل متفجرة، وكل ما يخطر على البال حتى الوصول إلى السكاكين والخناجر، ثم ترى المشردين واللاجئين وكل معالم البؤس، دمشق قلب العروبة النابض غدت تئن من كثر الألم، واليمن السعيد وقد تخلى عن لقبه وغدت أسمال البؤس تلفه، وغاب يمن سيف بن ذي يزن وعرش بلقيس وجبروت الملكة أروى.

 ثم أي أمل هذا الذي يمكن إعادته بالغارات الجوية والصواريخ، ليبيا العظمى وقد تمزقت إلى دويلات، والعراق بلاد الرافدين وقد فاضت أنهاره بدموع الأطفال والأرامل والثكالى، ثم... ماذا؟ وماذا؟ في ظل هذه الأوضاع التي تجاوزت المآسي والكوارث، فلم نعد نسمع إلا أصوات الانفجارات، وغابت أو غيبت أصوات الشعوب، واختفى أي تحرك لإخراج المنطقة من دوامة العنف والقتال.

 وهنا نعود إلى عنوان هذا المقال "فكرة برسم مجلس العلاقات العربية والدولية" هذا المجلس الذي يضم نخبة من رجالات عالمنا العربي بخبرات متميزة ارتبطوا مع بعضهم بعلاقات معرفة وصداقة من أمثال الدكتور إياد علاوي ودولة الرئيس طاهر المصري، والأخ العزيز محمد جاسم الصقر.

 في بداية إنشاء هذا المجلس سمعت من الأخ "بو عبدالله" أن هناك فكرة لإقامة حوار "عربي- إيراني" يشمل العديد من الفعاليات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، فما أحوجنا لإقامة هذا الحوار الآن في محاولة لترميم جسور الصداقة والتعاون، فصناعة الأصدقاء أصعب بكثير من صناعة الأعداء، حوار نتمنى أن يتمكن من إضاءة بعض معالم طريق شاق وطويل نحو سلام واستقرار لهذه المنطقة التي عانت الكثير من الحروب.

 أما آن الأوان للبناء والتعمير بدل الحروب والتدمير، وتجنب القفز للخارج الذي تمارسه بعض دول المنطقة، حوار يمكن أن يضم العديد من الفعاليات العربية والإيرانية التي لا شك أنك تشعر بالألم لما وصل إليه عالمنا الإسلامي من تفتت؟ إنها فكرة برسم "مجلس العلاقات العربية والدولية".

دعاؤنا للمولى القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.