ارتكبت الميليشيات الحوثية مجزرة جديدة بحق المدنيين سقط فيها 21 منهم في عدن أمس، في وقت المنافسة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و«القاعدة» في ظل الفوضى التي تضرب اليمن.

Ad

في ظل وضع إنساني يوصف بـ«الكارثي»، تسبب قصف عشوائي بالأسلحة الثقيلة من قبل الميليشيات الحوثية لأحد أحياء مدينة عدن في وقوع مجزرة قتل فيها 31 شخصا، فضلا عن إصابة 103 بجروح.

وأطلق الحوثيون 15 صاروخ كاتيوشا فجر أمس على حي المنصورة السكني. وسقطت الصواريخ على دفعات، وجاءت أول دفعة على شارع مزدحم قبيل الإمساك، ثم بعد ذلك قامت الميليشيات بقصف الحي نفسه بشكل متقطع، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص.

وقال مصادر طبي إن «العديد من الجرحى بحال الخطر، وبعضهم بترت أطرافهم».

من جهة ثانية، وبموازاة المعارك الدائرة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تمكن مئات السجناء وبينهم محكومون بالإعدام، من الفرار من السجن المركزي في تعز بجنوب غرب اليمن.

وتزامنت المجزرة الحوثية مع احتدام المعارك بين المقاومة الشعبية والميليشيات المتمردة المدعومة بقوات الرئيس السابق علي صالح في المدينة المنكوبة التي تعاني نقصا حادا في المواد التموينية والمستلزمات الطبية.

في موازاة ذلك، استهدف طيران التحالف الذي تقوده السعودية مواقع الميليشيات المتمردة في حيي دار سعد وخور مكسر في عدن ليل الثلاثاء ـ الأربعاء.

«داعش» و«القاعدة»

إلى ذلك، ووسط فوضى الحرب الأهلية باليمن، تواجه قيادة «القاعدة» تحديا يمكن أن يشكل تهديدا أكبر مما تشكله الطائرات الأميركية بلا طيار التي تقتل كوادره من آن لآخر، تحديا يلوح من تنظيم «الدولة الإسلامية ـ داعش».

وعلى الرغم من أن «القاعدة» لايزال أكبر شبكة متشددة في اليمن، ولاتزال واشنطن ترى خطرا كبيرا في الآلاف من مقاتليه وصناع متفجراته الذين يحاولون باستمرار إسقاط الطائرات الغربية، يسعى أنصار «داعش» لسحب البساط من «القاعدة» من خلال شن سلسلة هجمات على جماعة الحوثيين الشيعية الزيدية.

واعتبر أيمن دين المقاتل السابق بـ»القاعدة»، والذي يدير الآن مركزا للاستشارات الأمنية بالخليج أن الإنفاق السخي من خزائن «الدولة الإسلامية» وعجز «القاعدة» عن شن هجمات كبرى بصورة منتظمة على الحوثيين، وفقد كوادر بـ»القاعدة» في هجمات بطائرات بلا طيار كانت كلها عوامل في إثناء البعض عن مواصلة التأييد لـ»القاعدة» والإعراض عنه لمصلحة «داعش».

ورأى دين أن قرار «القاعدة» إدماج بعض مقاتليه في وحدات قبلية سنية تقاتل الحوثيين أتاح للمخابرات السعودية معرفة أماكن قيادييها، مما أدى إلى قيام الطائرات الأميركية بلا طيار بتوجيه ضربات ناجعة خلال الأشهر القليلة الماضية قتل في إحداها ناصر الوحيشي الرجل الثاني في التنظيم العالمي.

وتوقع دين أن الفئتين ستدخلان في صراع مسلح بينهما في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.

ولد الشيخ وهادي

سياسياً، طالب موفد الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مجددا، بهدنة إنسانية، وذلك خلال محادثات أجراها أمس الأول في الرياض مع الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.

وذكر مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية بعد لقاء هادي وولد الشيخ أن «الحكومة تتعرض لضغوط من الأمم المتحدة من أجل هدنة».

وأضاف «لكن الحكومة تريد وقفا لإطلاق النار وانسحاب ميليشيا الحوثيين من المناطق والمدن» التي احتلوها مع حلفائهم العسكريين الذين ظلوا موالين للرئيس السابق.

ومن المنتظر أن يغادر ولد الشيخ الرياض متوجها إلى صنعاء لبحث مبادرته الجديدة التي تتضمن 7 نقاط، بعد فشل محادثات السلام التي جرت بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في جنيف خلال يونيو الماضي.

تحرير سجناء

على صعيد آخر، قام المتمردون الحوثيون بتحرير نحو 1200 معتقل، بينهم محكومون بالإعدام، مساء أمس الأول من سجن يسيطرون عليه في تعز.

وقال مسؤول في المقاومة التي تقاتل الحوثيين إن المتمردين فتحوا أبواب السجن خلال انسحابهم، مضيفا أن «مقاتلينا سارعوا بعدها إلى ملاحقة السجناء الفارين وبينهم مجرمون ومحكومون بالإعدام»، بينما ذكر مصدر عسكري أن «ما بين خمسة وثمانية عناصر من تنظيم القاعدة هم بين السجناء» الفارين.

وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هاجم مطلع أبريل الماضي السجن المركزي في المكلا في جنوب شرق اليمن، وأطلق سراح اكثر من 300 سجين بينهم أحد قادته، مستفيدا من الفوضى في البلاد.

وأسفرت المواجهات بين المقاومة من جانب والمليشيات المتمردة عن مقتل 21 متمردا وتسعة مقاتلين من الموالين للحكومة خلال 24 ساعة في تعز.

وفي محافظة لحج المجاورة قتل 13 شخصا من المتمردين في غارة لقوات التحالف أصابت بناء كان يتمركز فيه الحوثيون مع حلفائهم.

(الرياض، عدن ـ أ ف ب،

د ب أ، رويترز)