صور عدد يوليو من «الهلال» المصرية
المسار الديمقراطي وطقوس الاحتفال بالموت
ثورات الربيع العربي والانتقادات التي واجهتها وطاولت ما سبقها من ثورات، خصوصاً ثورة 23 يوليو 1952، واتهامها بأنها أجهضت المسار الديمقراطي في مصر، شكلت محور ملف خاص تناولته مجلة «الهلال» المصرية، في عدد يوليو، المتزامن مع احتفالات المصريين بالذكرى 64 للثورة التي أطاحت بحكم الحقبة الملكية في مصر، وطي صفحة آخر أبناء محمد علي- مؤسس مصر الحديثة- ملك مصر الأسبق فاروق بتنازله عن العرش لأبنه الأمير أحمد فؤاد.
أشارت مقدمة العدد إلى أن أحد أسباب حيوية «الهلال» وانتظام صدورها منذ 124 عاماً من عمرها المديد، أنها تنظر إلى المستقبل، وتراهن عليه، ولا تتورط بالنظر إلى الوراء، فتغرق في معارك الماضي المفضية إلى التعثر، وإن كانت تعيد النظر في قضايا قديمة متجددة باعتبارها تاريخاً لا مجرد ماضٍ، ولا تكرر لغواً مجانياً يثار في ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، عن دور الانقلابات العسكرية وثورات الاستقلال في منتصف الخمسينيات، في قطع الطريق على مسارات ليبرالية وديموقراطية ناشئة، تستعرض بعض ملامحها في مراحلها السابقة، وهل كانت مؤهلة للنمو في ظل استعمار مزدوج؟ لكي نطوي تلك الصفحة وننتبه إلى المستقبل.
ديمقراطية مغدورة
في مقالة بعنوان «قريباً من ديمقراطية قضى عليها الضباط الأحرار» تناول الكاتب سعد القرش، ما وصفه بالديمقراطية المغدورة في حقبة الليبرالية بين أعوام 1923 - 1952 والدساتير بمصر خلال الحقبة الملكية التي رسخت لمبدأ الطبقية وكيف كان الإقطاعيون أهل حظوة، وكيف كان للترقي في الجيش بُعد طبقي، ومعاهدة 1936 التي سمحت لأبناء الطبقة الدنيا وصغار الموظفين بالالتحاق بالكلية الحربية، وقادت الدفعة الأولى حركة التغيير عام 1952. وكيف أسفر العصر «الليبرالي- الملكي» حصاداً غير ديموقراطي، حيث يسجل سلامة موسى في «كتاب الثورات» أن مصر حكمت حكماً نيابياً 4260 يوماً من 8695 يوماً، أي أنها حكمت أكثر من 12 عاماً منذ إنشاء النظام البرلماني بلا برلمان.بدوره تناول عبد العزيز جمال الدين «الحياة الديمقراطية في مصر قبل يوليو 52» في خضم ثورة 1919 ودور «الأقباط المصريون» في الحركة الوطنية، أبرزهم أعضاء حزب «الوفد» المصري في التفاوض مع الإنكليز، وقتها، واصف بطرس غالي بك، سينوت حنا بك، ويصا واصف بك، وكيف دفع الأقباط بمشاركتهم في الثورة إلى آفاق جديدة تدل على الذكاء والابتكار في مواجهة الاحتلال الإنكليزي، مروراً بالدساتير ومعارك الأحزاب المصرية، أشهرها «الوفد» مع الحكومات المتعاقبة خلال الحقبة الملكية.اما الدكتور مصطفى نور الدين فعالج في مقاله «مصر من الثورة إلى البوتقة»، لماذا عجزت ثورة يوليو عن إدارة السياسة بالحوار واختارت الإقصاء في مواجهة التيارات السياسية، برضا شعبي، بعد تجريدها من كل أسلحة المقاومة الشعبية والقانونية، كيف تعاملت ثورة يوليو مع التعددية الحزبية والنيابية، عبر دراسة ممارسات الأحزاب قبل سقوط الملكية وتناقضاتها ورؤاها السياسية في قضية الجلاء والمجتمع وعلاقتها بالقصر والاستعمار.
مقارنة تاريخية
تحت عنوان «أوجه التشابه بين الحالة الصليبية والحالة الصهيونية» أجرى الدكتور عبد الخالق جبة مقارنة تاريخية بين ظروف الحالتين، فعندما دخل «الصليبيون» فلسطين وكان أهلها من المسيحيين الشرقيين، نظر إليهم الغزاة الصليبيون، وكانوا «كاثوليك»، باحتقار وتمييز، باعتبارهم عرباً، وهو ما يشعر به اليهودي من أصل عربي داخل إسرائيل- عددهم نحو 20% من مواطني إسرائيل- مقارنة بغالبية مواطنيها من أصول أوروبية.بدوره عالج الأكاديمي المغربي، الدكتور محمد الخطابي، الطقوس الغرائبية في احتفالات المكسيكيين بيوم الموت، التي تتشابه مع قدامى المصريين «الفراعنة» في الأول من نوفمبر من كل عام، وتعرف في المكسيك بـ{يوم الموت»، إذ يعتقد المكسيكيون أن موتاهم في هذا اليوم، يعودون إلى ديارهم، فيعد لهم ذووهم أطيب المأكولات وأشهى الأطعمة، ويقضون الليل بأكمله معهم في المقابر يسهرون حتى الصباح، وتغدو هذه الطقوس عندهم بمثابة احتفالات بالحياة مع أحبائهم.