نعمة ونقمة
الفوائد المعرفية لوسائل التواصل الاجتماعي كثيرة
ولا تحصى، وفي مقدمتها سهولة الحصول على المعلومة وسرعتها، إلا أن الانحراف في استخدامها قد أضر بالمجتمعات العربية بشكل كبير، خاصة بين أوساط الشباب، حيث أظهرت الدراسات أن معدل استخدامهم لها هو أكثر من ثماني ساعات يومياً، وهو متوسط يصل إلى حد الإدمان.
ولا تحصى، وفي مقدمتها سهولة الحصول على المعلومة وسرعتها، إلا أن الانحراف في استخدامها قد أضر بالمجتمعات العربية بشكل كبير، خاصة بين أوساط الشباب، حيث أظهرت الدراسات أن معدل استخدامهم لها هو أكثر من ثماني ساعات يومياً، وهو متوسط يصل إلى حد الإدمان.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
الخطورة التي أتحدث عنها لهذين البرنامجين بالذات تكمن في كيفية صياغة الخبر ورد الفعل، فكم من شاب راح ضحية صورة مفبركة أو تغريدة لا تتعدى الـ140 حرفاً مبتورة لأشخاص يتبعون أجندات خاصة، أو من حساب وهمي لشخص فارغ يسقط في أول اختبار ثقافي أو معرفي. اليوم لم يعد المثقف العربي يرغب في الكتابة أو الظهور الإعلامي بعد أن صارت كل معتقداته الفكرية تحت الرصد المبتور، وبعد أن اندثرت ثقافة النقد البناء وقبول الرأي والرأي الآخر، والشواهد على ذلك كثيرة، بل إن هناك لقاءات تلفزيونية أدت سلفاً إلى النيل من الضيف لتصغيره أمام متابعيه. سبق أن كتبت عن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في انتشار الكثير من الظواهر الدخيلة والشاذة، منها على سبيل المثال عبدة الشيطان الذين انتشروا بين المجتمعات المحافظة، فلا غرابة أن هناك من يتبنى فكر الجماعات الإسلامية المتطرفة كمسلك لسد الفراغ، وحالة اليأس التي يعيشها الشباب من جراء الإهمال، ناهيك عمن ينكر وجود الله، والعياذ بالله، بين أوساط الشباب العرب، والأعداد كبيرة جداً والخافي أعظم.من المؤلم أن يكون متابعو حسابات من امتهنوا النفس الطائفي كقضية لهم بمئات الآلاف، ومنهم مأجورون يكتبون لمن يدفع أكثر دون وازع أخلاقي أو اكتراث لتبعات ما يكتبون وضررها على المجتمع.فعلاً إن كان هناك تحرك مجتمعي نحو توجيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيجب أن يبدأ بشكل سريع، فمن غير المعقول الاكتفاء بالمتابعة والمراقبة، فقد ضاع شبابنا وأصبحوا عرضة للمساءلة القانونية وصيدا للجماعات المنحرفة بكل أشكالها.ودمتم سالمين.