على الرغم من تأخرها في دخول هذا العالم، استطاعت «مايكروسوفت» في وقت قصير أن تصبح جزءاً أساسياً ومنافساً قوياً في هذا الميدان، وتلقى إقبالاً واسعاً من الشركات الكبرى والأفراد، لما تقدمه من خدمات مهمة ومميزة.

وقال جيمس فيليبس نائب رئيس شركة مايكروسوفت والمدير العام لتطبيقات الأعمال لـ «الجريدة» على هامش ورشة الشركة العالمية لعام 2016 في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا التي استضافتها دبي أخيراً، رداً على سؤال عن محاولة الشركات الحفاظ على بياناتها ومعلوماتها آمنة «بالنظر إلى الاستثمارات التي قمنا بها حول تشفير البيانات بجميع أنواعها، وإذا نظرتم إلى شهادات الامتثال التنظيمية التي بحوزة مايكروسوفت، فهذا بكل وضوح يعني بأن سرية البيانات وخصوصيتها هي من أولوياتنا.

Ad

وأضاف فيليبس أنه «من اللافت للنظر، أن معظم، بل جميع الخروقات التي حصلت، هي بسبب شركات تحاول تشغيل قاعدات بياناتها الخاصة وهذا سبب آخر يجب أن يحفز الناس على الثقة في شركات الحوسبة السحابية مثل مايكروسوفت».

وأوضح أن حماية البيانات «غاية في الأهمية بالنسبة لنا، ونحن نعمل دائماً على التطوير، ودائماً على توظيف أفضل خبراء الخصوصية والأمن في العالم».

وحول التكلفة، وماذا يميز مايكروسوفت بالمقارنة مع المنافسين الآخرين غوغل و أمازون ذكر فيليبس أنه «إذا نظرتم إلى التطور الهائل بهيكلة أسعارنا، ستجد أن من الواضح تماماً أننا نرفض أن نكون في المركز الثاني في السعر، وأعتقد من وجهة نظري الخاصة، أن الشيء الأهم من ذلك هو أن نفكر ما هي القيمة الإضافية التي يأخذها المستخدم».

وبين أن التكلفة «هي عنصر من عناصر كثيرة تميزنا عن غيرنا، فمعظم الشركات ممكن أن تأمن لك خدمة تخزين البيانات أو خدمات كثيرة أخرى، لكن ما لا تجده بأي مكان هو السهولة والمرونة بمنتجاتنا وإمكانيتنا بالقيام بأشياء خاصة لزبائننا عوضاً عن خدماتنا للعملاء على مدار الساعة، هذا هو فعلاً ما يميز مايكروسوفت عن الآخرين».

وبشأن منظوره الشخصي، وعن الخطوة الجديدة للحوسبة السحابية، في عصر إنترنت الأشياء IoT والسيارات بدون سائق، ما هي حصة مايكروسوفت والرؤية في هذه المفاهيم الناشئة لفت إلى بعض أنواع ال IoT إنترنت الأشياء، «إذ إننا في عالم حيث البرامج موجودة بكل شيء، كل جهاز مهما كان: سيارة، باب الكراج، براد، فرشاة الأسنان الخاصة بك كل شيء، كل هذا سيوفر لنا فرصة لحياة أسهل وسيجعل أعمالنا ومصالحنا أكثر كفاءة، وتأتي إلى جانب إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية حيث تتيح الفرصة لتطوير التطبيقات بكفاءة أكثر».

وتابع فيليبس أن المستقبل فعلا «هو البرمجيات في كل شيء وكل مكان ويستحيل هذا الشيء من دون أن تكون الحوسبة السحابية الى جانبه وهنا تبدأ السحابة بتغيير العالم الذي نعيش في وتغيير حياة الناس الذين يعيشون في هذا العالم.

خدمات مايكروسوفت

من أهم الخدمات التي تقدمها مايكروسوفت العالمية خدمة «مايكروسوفت Azure»، وهي منصة سحابية تمكّن المطورين من برمجة التطبيقات نفسها التي تعمل على نظم تشغيل Windows أو Linux أو VMware أو Open Stack، لتصبح تعمل على السحاب.

وتقدم منصة Azure خدمات الوسائط المتعددة وبث الفيديو وبأسعار منافسة، وتردد أخيراً أن Azure ستدعم نظام Red Hat أيضاً، وهذا إن صح فسيشعل المنافسة بشكل أقوى مع «أمازون» وباقي الشركات المنافسة.

وتملك مايكروسوفت تطبيقاتها الخاصة بالسحاب مثلOffice 365 ،Sky Drive للتخزين السحابي، Microsoft Dynamics لإدارة المحتوى الخاص بالأعمال، Share Point وPower BI.

ورشة ما يكروسوفت

واستضافت دبي ورشة مايكروسوفت للحوسبة السحابية لعام 2016، وأظهرت هذه الفعالية التي تعد بمنزلة دورة تدريبية مجانية مدى أهمية تقنية الحوسبة السحابية في عالمنا اليوم، وكيفية الاستفادة من خدماتها وحلولها، سواء على مستوى الأفراد أو على صعيد المنظمات والشركات.

وأشرف على الدورة التي شاركت فيها «الجريدة» وامتدت يومي 22 و 23 فبراير المنصرم متخصصون في مجال الحوسبة السحابية، التي بدورها قدمت فرصة فريدة من نوعها لقادة تكنولوجيا المعلومات والمهنيين للإلتقاء والتعاون ضمن منصة جذابة.

ووفقاً لشركة IDC للأبحاث، من المتوقع أن يصل حجم استثمار دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى 8 مليارات دولار لعام 2016، كما تتوقع ذات الشركة أن يصل حجم الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأسط وإفريقيا إلى 270 مليار دولار.

كما يتوقع أن يصل حجم الاستثمار في تكنولوجيا الحوسبة السحابية لعام 2016 إلى حوالي 530 مليون دولار، مما يعكس دور الحوسبة السحابية وأهميتها في تحريك ودعم الاقتصاد في مختلف المجالات، علماً أن مؤشر نمو تكنولوجيا الحوسبة السحابية آخذ في الارتفاع سنوياً، حيث يتوقع أن يصل معدل النمو في اعتماد الحوسبة السحابية إلى نسبة 56 في المئة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للعام الحالي.

تكنولوجيا المعلومات

وتحدث في اليوم الأول جيمس فيليبس نائب رئيس الشركة والمدير العام لتطبيقات الأعمال لدى مايكروسوفت عن أفضل النصائح الأساسية حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى كيفية تمكين متخصصي تكنولوجيا المعلومات والمطورين من اكتساب رؤى عملية مباشرة فيما يتعلق بالحوسبة السحابية، عن طريق الخبراء الذين يتولون بناء ونشر وتشغيل الخدمات السحابية عبر Office 365 ومايكروسوفت Azure فضلاً عن نظام التشغيل ويندوز 10.

وتضمن اليوم الثاني عروضاً عن الحلول السحابية، التي يمكن أن تنتج مساحات عمل أكثر تعاونية ، كما تطرق المتحدثون الرسميون في الحدث إلى أهمية دور حلول مايكروسوفت مثلOffice 365، SharePoint ،Azure وإنترنت الأشياء IoT في خلق ميزة تنافسية أكثر للشركات، وأفضل السبل للاستفادة من هذه الحلول لإدارة العمليات في مكان العمل.

وشهدت تدريبات الحوسبة السحابية عام 2016 من مايكروسوفت بعض الأسماء البارزة، ممن شاركوا وساهموا في تحقيق نجاح هذا الحدث، من خلال تقديم ورش عمل للحضور تستعرض بشكل شامل أبرز حلول الحوسبة السحابية، التي ساعدتهم على اكتساب رؤى قوية حول كيفية عمل التكنولوجيا السحابية عبر Office 365، ومايكروسوفت Azure وويندوز 10.

منصة كبيرة

من جانبه، قال سامر أبولطيف المدير العام الإقليمي لدى مايكروسوفت الخليج: إن ورشة مايكروسوفت للحوسبة السحابية 2016 Cloud Roadshow تعد منصة كبيرة تجمع أفكار الأفراد وتحفزهم على تبادل الخبرات التكنولوجية للتعلم من بعضنا البعض.

وأضاف أبولطيف، أن نوعية هذه الأحداث تساعد ليس فقط متخصصي تكنولوجيا المعلومات، بل تعمل أيضاً على مساعدة العملاء والشركاء في الاستفادة من فوائد الحوسبة السحابية، وتهدف مايكروسوفت إلى اتخاذ نهج جريء يستهدف العملاء من خلال توفير خيارات سحابية ذات انتشار وذكاء أكثر، فضلاً عن وصول سريع وسهل، وتكمن استراتيجيتنا في تبادل أفضل الممارسات التي تمكن من عمل سحابة حوسبية أكثر ذكاء، وفي مساعدة عملائنا في عملية التحويل الرقمي لأعمالهم بغض النظر عن مكان وجودهم في خلال تجربتهم السحابية».

تكنولوجيا المعلومات تتحول إلى خدمات

تعد الحوسبة السحابية تحولاً مهماً في عالم التكنولوجيا، حيث تسمح للأفراد والشركات بالوصول إلى العديد من البرامج والخدمات في أقصر وقت وبأقل تكلفة، فعند استخدامها بالشكل الصحيح، فإنها تساعد الشركات على القيام بالمزيد من الخدمات بشكل أسرع، من خلال السماح لها بالاستفادة من قوة الإمكانيات الموجودة في مراكز بيانات وخدمات تكنولوجيا المعلومات بدون الحاجة إلى إنشائها أو إدارتها أو المحافظة عليها.

والحوسبة السحابية تعني تقديم مصادر وتطبيقات تقنية المعلومات عبر الإنترنت والدفع حسب الاستخدام. في الماضي كان مستخدمو الحواسيب يقومون بتحميل البرامج والتطبيقات على أجهزتهم حتى يتمكنوا من استخدامها، بينما تسمح لهم الحوسبة السحابية بالحصول عليها في حال توفر الإنترنت على أجهزتهم.

وتتميز تلك الخدمة بأنها تكنولوجيا متطورة تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى Cloud الذي هو جهاز خادم يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت، وهكذا تتحول برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات، لتُمكن المستخدم من الدخول إلى ملفاته وتطبيقاته دون الحاجة إلى توفر التطبيق في جهاز المستخدم، ولذا فإنها توفر الكثير من المال اللازم لشراء البرمجيات التي يحتاجها المستخدم، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى التطبيقات المتاحة من خلال تلك التقنية، وتقليص عدد العاملين في صيانة النظام والبرمجيات بالمنشآت.

فوائد الحوسبة السحابية

• خفض التكاليف: تعد الأمور المالية أحد أكثر الاهتمامات التي تسعى الشركات الكبرى إلى تداركها، كما هو الحال للشركات الصغرى، تقنية «الحوسبة السحابية» يمكن أن تخفض التكاليف من خلال طرق عدة؛ فعلى سبيل المثال فإن استخدام «الحوسبة السحابية» يلغي الحاجة للاحتفاظ بالسجلات الورقية المختلفة، الأمر الذي يمكن تلك الشركات من استغلال هذا الوفر المادي لإنفاقه في تحديث قاعدة البيانات الإلكترونية.

من جهة أخرى، استخدام «الحوسبة السحابية» يلغي الحاجة لشراء برمجيات جديدة؛ حيث إنها تحتوي على العديد من البرمجيات والتي تقوم بتحديثها آلياً ويكون على صاحب الخدمة أن يدفع مبلغاً معيناً شهرياً، ما يعني أن الدفع في كثير من الأحيان يكون حسب الاستخدام.

• صديقة للبيئة: مجالات الأعمال المعتمدة على الخدمة السحابية تستخدم المساحة التي تحتاجها فقط مما يقلل من بصمتها الكربونية. استخدام الخدمات السحابية يوفر 31 في المئة من الطاقة وانبعاثات الكربون التي تستخدمها الخوادم التقليدية، مجدداً الشركات الصغيرة و المتوسطة هي الرابح الأكبر: حيث أن التوفير في الطاقة و الانبعاثات الكربونية يصل إلى 90 في المئة.

• المرونة في العمل: يمكننا أن نعرف «الحوسبة السحابية» بأنها ثورة أسهمت بتحرير الموظفين من الجلوس خلف مكاتبهم، لأن البيانات غالباً تكون عبر الإنترنت، مما يجعل البيانات متاحة للموظف في أي وقت وأي مكان، مما يتيح للموظفين العمل من منازلهم إن استدعت الضرورة لذلك.

• سهولة تنظيم البيانات: الحلول السحابية مكنت المستخدم أن ينظم البيانات بشكل ميسر مما يوفر أيضا الجهد والمال. هذه السهولة فتحت المجال لاستحداث وظيفة جديدة، يمكن من خلالها للموظف أن يعمل كمنظم للبيانات من منزله بدون الحاجة أن يكون في مقر الشركة.

• زيادة في السرعة: باستخدام الحوسبة السحابية، فإن التطورات في مجال تقنية المعلومات ما هي إلا على بعد ضغطة، هذا يعني إمكانية تقليل الوقت اللازم للحصول على أحدث التقنيات إلى مجرد دقائق.

تساعد هذه النقطة كذلك على تسريع المهام التي تتطلبها المؤسسات التي تعتمد بشكل كبير على توافر الإنترنت، حيث أن الوقت الازم لاختبار و تطوير المهام أقل من أي طريقة أخرى متاحة.

• التعافي من الأزمات: عندما تبدأ إحدى الشركات في الاستعانة بخدمات الحوسبة السحابية، فإنها لا تعود في حاجة إلى خطط معقدة لتدارك أي أخطاء أو أزمات قد تضر بمجالات أعمالها، إذ إن الحوسبة السحابية تهتم بأغلب المشكلات وتقوم بحلها أسرع من الوقت الذي سيتطلبه صاحب العمل للاهتمام بذلك.