وسط آمال في تطبيق خريطة طريق وضعتها المجموعة الدولية لدعم سورية، التي تتألف من 17 دولة وثلاث منظمات دولية برئاسة روسيا والولايات المتحدة ودعمتها الأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لردم الهوة الكبيرة بين بلديهما حول كيفية الخروج من الحرب في سورية.

وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أمس أن كيري عرض على بوتين التعاون عسكرياً لمكافحة "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" ونقلت عن مقاطع، قالت إنها لمسودة اتفاق، أن الاقتراح ينص على إقامة قيادة أميركية وروسية مشتركة في الأردن ومركز مراقبة لتوجيه غارات جوية مكثفة ضد التنظيمين.

Ad

ولم ينف كيري، الذي أجرى محادثات مع بوتين قبل أن يتلقي نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس، الاتفاق، إلا أنه امتنع عن التباحث في تفاصيله قبل وصوله إلى الكرملين.

عمليات متكاملة

ووفق الصحيفة، فإن المركز الرئيسي لهذه المجموعة يضم أفراداً في المخابرات المركزية من البلدين، ومتخصصين في تخطيط الحرب، والتسليح، والتشغيل وغيرها من المهام العسكرية والخدمات اللوجستية، كما ينص الاتفاق على ضرورة التنسيق في العمليات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية خلال خمسة أيام وصولاً لإجراء عمليات عسكرية متكاملة مشتركة.

وفي مقابل مساعدة الولايات المتحدة ضد "النصرة"، سيكون على الجانب الروسي الحد من الضربات الجوية على أهداف يتفق الجانبان عليها، وضمان أن سلاح الجو السوري لا يستهدفها وتتضمن مواقع محددة لقوات المعارضة المعتدلة مع ضرورة الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار.

الانتقال السياسي

وبعد انتقاد لافروف الحاد له واتهامه بـ"التخلي عن مسؤولياته"، رأى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد موقفي واشنطن وموسكو، وستساعد في توضيح العملية السياسية والإنسانية، مطالباً بالوضوح بشأن كيفية وقف القصف العشوائي وبعض الأفكار عن الانتقال السياسي لتحديد موعد جولة لمحادثات السلام المتوقفة.

ودافعت واشنطن عن ديميستورا، معتبرة أنه من الصعب توقع مشاركة المعارضة المعتدلة في المحادثات من دون توقف القصف اليومي لمواقعها من جانب القوات السورية والروسية.

تفاهم وحسم

وفي مقابلة مع محطة "إن بي سي نيوز"، أكد الرئيس بشار الأسد أن بوتين لم يتحدث معه "أبداً" عن عملية الانتقال السياسي، مجدداً أن الشعب السوري هو الذي يحدد من يكون الرئيس ومتى يرحل.

وقال الأسد، في المقابلة التي نشرت نصها الكامل وكالة الأنباء الرسمية "سانا" قبل ساعات من زيارة كيري للكرملين، إنه "ليس قلقاً" من احتمال توصل موسكو وواشنطن إلى "تفاهم" يغادر بموجبه السلطة، مبيناً أن "السياسة الروسية لا تستند للصفقات بل إلى القيم"، بينما الأميركية "تقوم على عقد الصفقات بصرف النظر عن القيم".

وإذ أمل الأسد أن يشهد التاريخ أنه حمى البلاد من الإرهاب والتدخل الخارجي وحافظ على سيادتها، اعتبر أن حسم الحرب لمصلحته "لن يستغرق أكثر من بضعة أشهر"، إذا توقف "داعمو الإرهابيين، خصوصاً تركيا وقطر والسعودية بمصادقة من بعض الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "الدعم الروسي كان العامل الحاسم في ترجيح كفة الحرب ضد الإرهابيين".

أنقرة وطهران

في المقابل، أوضح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم موقفه الملتبس من التطبيع مع الأسد، مشدداً على أنه لن يكون هناك حل ولن يزول خطر المنظمات الجهادية ما دام الأسد في السلطة، مبيناً أنه إن لم يتغير فلن يتغير شيء في تركيا تجاه سورية ولن تتم المصالحة معه.

وبعد تكراره خلال الأيام الماضية سعي حكومته لإقامة علاقات مع سورية بعد انهاء القطيعة مع إسرائيل وروسيا، قال يلدريم، في مقابلة مساء أمس الأول مع "بي بي سي": "لا يمكننا الاختيار بين الأسد وداعش. يجب أن يرحل كلاهما"، متهماً النظام بأنه كان وراء قيام التنظيم الإرهابي من خلال قتل مواطنيه.

وفي طهران، أكد مساعد وزير الخارجية الايراني السابق حسين أمير عبداللهيان أمس استمرار دعم إيران المطلق للأسد، معتبراً أن "الارهابيين أدوات تستخدمها المخابرات الدولية والاسرائيلية في سورية والعراق والمنطقة"، واصفاً "السلوك الاميركي بأنه مخرب ويتدخل في شؤونها الداخلية".

داريا تستغيث

وعلى الأرض، قتل 12 مدنياً على الأقل أمس في غارات شنتها طائرات لم يتضح إذا كانت سورية أم روسية على حيي طريق الباب والصالحين شرق حلب.

وفي دمشق، جددت قوات النظام صباح أمس حملتها العسكرية على مدينة داريا، في محاولة جديدة لاقتحامها من الجبهة الجنوبية الغربية والسيطرة على المزيد من الأراضي والمناطق السكنية. وطالب ناشطون جميع الفصائل بالتحرك وفتح الجبهات لتشتيت النظام، كما طالب عدة علماء ودعاة فصائل درعا والجبهة الجنوبية بالتحرك وكسر الحصار.

وفي دير الزور، أعلنت وكالة "أعماق" إسقاط "داعش" لمقاتلة من نوع "ميغ" ومقتل طيارها. واعترفت صفحات موالية للنظام بمقتل الطيار العقيد محمود جبر من بلدة مصياف بعد إسقاط طائرته قرب جبل ثردة بسبب "عطل فني".

وفي حمص، وجّه الطيران الروسي منذ الثلاثاء أكثر من خمسين ضربة جوية على مواقع "داعش" في منطقة تدمر، بحسب وزارة الدفاع، التي أوضحت أنه تم تدمير أهداف حية وتجهيزات للتنظيم في المحافظة نفسها.