بدأت رئيسة الحكومة البريطانية المكلفة تريزا ماي أمس تعيين فريق حكومي جديد لإدارة البلاد وقيادة عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأثار تعيين قائد حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي عمدة لندن الشعبوي السابق بوريس جونسون وزيرا للخارجية ردود أفعال رافضة داخل بريطانيا وخارجها، خصوصا على الصعيد الأوروبي، بعد أن ظن كثيرون أنه تم تحييده بعد عزوفه عن الترشح لمنصب رئيس الوزراء لمصلحة حليفه السابق مايكل غوف.

Ad

وكانت ماي (59 عاما) عينت أيضا فيليب هاموند وزير الخارجية السابق، المؤيد للخروج، وزيرا للمالية، بدلا من جورج اوزبورن الحليف الوفي لديفيد كاميرون.

واستحدثت وزارة دولة لشؤون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وسلمتها الى ديفيد ديفيس سكرتير الدولة السابق للشؤون الأوروبية.

وأطاحت رئيسة الحكومة الجديدة، التي يطلق عليها البعض لقب «المرأة الحديدية 2» تيمنا بمارغريت تاتشر، بالقيادي في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي مايكل غوف من منصبه كوزير للعدل، كما تحدث اثنان من أبرز مؤيديه عن استبعادهما من تشكيلة الحكومة الجديدة.

ماي في أول يوم

ودخلت ماي أمس في أول يوم لها في المنصب، بعد تكليفها مساء أمس الأول، في صلب موضوع خروج بلادها من الاتحاد الاوروبي، تحت ضغوط العديد من المسؤولين الأوروبيين الذين يتعجلونها للبدء في عملية الخروج.

وقالت ماي، في أول تصريحات لها، إنها ستعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وان تتولى بلادها دورا جديدا جريئا وايجابيا خارج الاتحاد الاوروبي.

صحف بريطانيا

ولقي انضمام جونسون إلى الحكومة أصداء مختلفة في الصحف البريطانية، فكتبت «ديلي ميل»: «بوريس يعود»، وكتبت «ديلي ميرور» تحت صورة شهيرة لرئيس بلدية لندن السابق، وقد حشر نفسه في سيارة صغيرة: «أنا آسف».

رفض أوروبي

وقابلت الصحف الألمانية بسخرية تعيين جونسون، وكتبت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ»، التي تمثل اليسار الوسط على موقعها: «جونسون وزيرا للخارجية؟ إنها السخرية البريطانية».

وفي ألمانيا، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «الخضر» في البرلمان الألماني أنتون هوفرايتر إن اختيار جونسون لحقيبة الخارجية «إشارة سيئة لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد، من شأنها أيضا أن تشكك في قدرات رئيسة الوزراء الجديدة».

في السياق نفسه، قالت رئيسة حزب «الخضر» زيمونه بيتر إن جونسون «سيعيث فسادا في أوروبا وخارجها، وأن وجوده كوزير خارجية ليس رسالة جيدة لتعاون الأوروبيين مع بريطانيا».

تعليق فرنسي

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان تعيين جونسون وزيرا للخارجية في بريطانيا لا يثير قلقه، مشددا على أنه بحاجة إلى «شريك يتمتع بمصداقية ويمكن الوثوق به»، واصفا جونسون بـ»الكاذب»، ومعتبرا ان تعيينه دليل على الأزمة السياسية التي تمر بها بريطانيا بعد الاستفتاء.

تركيا

من جانبه، قال مسؤول كبير أمس إن تركيا لن تتخذ إجراء فيما يتصل بتصريحات مسيئة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان ولأنقرة أدلى بها جونسون.

وكان جونسون فاز في مسابقة شعرية نظمتها مجلة «سبكتيتور» البريطانية في وقت سابق من العام الجاري، بقصيدة هجا فيها إردوغان.