انتقادات لباروسو لعمله في «غولدمان ساكس» مستشاراً للملف
تعرض الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، لانتقادات لاذعة، لقبوله العمل في منصب مستشار لبنك غولدمان ساكس الأميركي حول قضايا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.ووصف وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية هارلم ديزير، الخطوة بالفضيحة، التي من شأنها أن تطرح أسئلة كثيرة حول تضارب المصالح في مهام المسؤولين بالاتحاد الأوروبي.ويسمح القانون للموظفين الأوروبيين السابقين بقبول تولي مناصب جديدة، لكن بعد مرور 18 شهرا على استقالتهم من وظائفهم بالاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أن باروسو قبل بالوظيفة الجديدة بعد مرور عشرين شهرا، فإنه وقع تحت طائلة الانتقادات الشديدة، بسبب تجاهله روح المهمة المنوطة به، بالنظر للدور الذي اضطلع به داخل الاتحاد الأوروبي.
وقد نبه المسؤول الفرنسي إلى الوقت غير الملائم الذي جاء فيه الإعلان على الوظيفة الجديدة لباروسو في "غولدمان ساكس".وقال ديزير أمام النواب في البرلمان: "إنه خطأ من جانب باروسو، وضرر بالغ يلحقه المفوض السابق بالمشروع الأوروبي في لحظة تاريخية تتطلب أن يظهر فيها دعمه للمشروع، وأن يعمل على تقويته"، في إشارة إلى الصدمة التي ألحقتها بريطانيا بالمشروع الأوروبي، بعد قرار الخروج منه خلال استفتاء 23 يونيو الماضي.وعرض البنك على باروسو وظيفة مستشار ورئيس غير تنفيذي للأعمال التجارية الدولية لديه، إذ يقوم بموجبها باروسو بتقديم الاستشارة للبنك، في كل ما يتعلق بقضايا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانعكاساته الاقتصادية. وقال باروسو في تصريحاته إنه يأمل أن يستخدم تجربته في المؤسسة الأوروبية في مساعدة البنك على مستوى عملياته في بريطانيا، في الوقت الذي تخوض لندن مفاوضاتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
قرار باروسو ليس مفاجئاً
وبحكم الوظيفة الجديدة لباروسو، سوف يتمكن من الاستفادة من علاقاته بالمسؤولين الأوروبيين والسياسيين الذين عمل معهم في المفوضية الأوروبية.ويأتي موقف المسؤول الفرنسي أمام البرلمان، كآخر موجة انتقاد تطول تعيين باروسو، حيث وصف مسؤولون آخرون هذه الخطوة بالمخزية.من جهته، قال وزير المالية الفرنسي ميشيل سابان في تصريحات صحافية: "إذا أحب المرء أوروبا، فإنه لا يمكن أن يقدم على فعل كهذا، على الأقل ألا يكون ذلك في اللحظة الراهنة، لكن ما أقدم عليه باروسو ليس مفاجئا بالنسبة لي".