بعد مباحثات ليلية مطولة استمرت أكثر من 3 ساعات، كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الاميركي جون كيري لم يبحثا فكرة التعاون العسكري المباشر في محاربة الإرهاب بسورية خلال لقائهما مساء أمس الأول، موضحاً أن الجانبين لم يتوصلا، مع الأسف، إلى توافق حول عمل مشترك يزيد من فاعلية جهود مكافحة الإرهاب.

وبينما أكد أن المباحثات كانت «صريحة وبناءة وتفصيلية» وتناولت تبادل المعلومات العسكرية، شدد بيسكوف على أن موقف روسيا حيال مصير الرئيس بشار الأسد لم يطرأ عليه أي تغير، مجدداً دعوتها إلى استئناف المفاوضات بصفتها «الطريق الوحيد» لإنجاز التسوية السياسية.

Ad

وفي بداية المحادثات، التي حضرها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتناولت «ضرورة زيادة الضغط على المجموعات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة»، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، أمل كيري إحراز «تقدم حقيقي وملموس»، في حين أكد بوتين أن روسيا والولايات المتحدة «تتطلعان فعلاً وبصدق ليس فقط إلى التعاون، إنما أيضاً إلى تحقيق نتائج».

إحياء السلام

وبعد تصريحات الكرملين، شدد وزير الخارجية الأميركي أمس على ضرورة تعزيز التعاون مع روسيا في سورية لدحر المجموعات الجهادية وإعادة إحياء عملية السلام المتعثرة.

وقال كيري، قبيل محادثات مع نظيره الروسي: «ليس هناك بؤرة أو حاضنة للإرهابيين أفضل مما يحصل في سورية»، مضيفاً: «أعتقد أن الناس في جميع انحاء العالم يتطلعون إلينا من أجل إيجاد وسائل سريعة وملموسة» لمحاربة الإرهاب. وقال متوجها إلى لافروف «انت وانا وفريقك في موقع افضل لاننا نستطيع فعلاً القيام بشيء حيال الأمر».

تنحية الأسد

ومن مقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث التقى الأمين العام بان كي مون، اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأول، أن أي تعاون عسكري بين واشنطن وموسكو في سورية أمر مطلوب ويجب أن يقود إلى تشجيع عملية انتقال سياسي يستثنى منها الأسد.

رؤية «الهيئة»

وفي الرياض، عقدت الهيئة العليا للمفاوضات أمس اجتماعاً لتقديم الرؤية العامة للفترة الانتقالية وتقييم الوضع العام وما آلت إليه عملية الحل السياسي.

ووفق المتحدث باسم الهيئة العليا رياض نعسان، فإن لجنة قدمت رؤية عن الفترة الانتقالية للمؤتمر العام تمهيداً لتقديمها للدول الداعمة ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، بالإضافة إلى أمور أخرى طرحت في الاجتماع تشمل تقييم الوضع والتطورات الإقليمية والدولية.

وفي وقت سابق، أعلن ديميستورا أمس الأول أنه يسعى لاستئناف مفاوضات جنيف بحثاً عن تسوية للنزاع، موضحاً أنه يتعين توفر «ما يكفي من الدعم لمنح فرصة كافية لبداية ناجعة للجولة الثالثة من المفاوضات بين أطراف النزاع والتاريخ المستهدف هو أغسطس».

العودة للجامعة

من جهة أخرى، أكد مصدر رسمي بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين السورية أمس أن بلاده «ليست حتى بوارد التفكير بالعودة إلى الجامعة العربية، طالما بقيت رهينة لهيمنة دول معروفة بتآمرها على سورية وتتحمل المسؤولية عن حالة التشرذم والضعف والانقسام في الصف العربي، الامر الذي يجعلها أبعد ما تكون بل، وعلى تناقض تام، مع مقاصد أهداف ميثاقها».

وقال المصدر، لوكالة الانباء الرسمية «سانا»، إن سورية «لم تتقدم بأي طلب لاسترداد مقعدها بالجامعة»، التي أعلن أمينها العام أحمد أبوالغيط أنه لا يمكن لسورية استعادة عضويتها والمشاركة في قمة نواكشوط في 25 و26 الشهر الجاري، إلا «بتوافق بين الحكومة والمعارضة».

مثلث الموت

وعلى الأرض، بدأ 11 فصيلاً عسكرياً تابعة للجيش الحر بدرعا معركة جديدة أمس في منطقة مثلث الموت، أطلقوا عليها اسم (هي لله) تحضيراً لبدء عمل عسكري منظم في الريف الجنوبي.

وتحدث الناشط أبومحمد الحوراني عن قيام الجيش الحر بتنفيذ هجوم على حاجز برد الواقع بالقرب من بصرى شام- السويداء، وكتيبة جدية بالريف الشرقي في منطقة الفصل بين السويداء ودرعا، وقتل 8 أشخاص عند محيط الحاجز جراء استهدافهم بغارة جوية من الطيران الحربي، كما دارت اشتباكات على جبهة حي المنشية بدرعا البلد إثر محاولات تسلل لقوات النظام في أحد قطاعات الحي، كما استهدف الثوار مطار الثعلة العسكري براجمات الصواريخ محققين إصابات مباشرة.