عبَّر رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في مصر، السفير محمد محموديان، عن رغبة بلاده في الانفتاح على مصر، من دون اللجوء إلى التصعيد ضدها، بعد ساعات من استدعاء الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال المصري في طهران، الخميس الماضي، لإبلاغه احتجاج الخارجية الإيرانية، على ما زعمت أنه مشاركة مصرية في مؤتمر "المعارضة الإيرانية"، الذي أقيم في فرنسا، الأسبوع الماضي، والذي اعتبرته طهران، تدخلاً في الشأن الإيراني، ودعماً لمنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة للنظام.

كانت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية الرسمية، قالت إن الخارجية الإيرانية استدعت، مساء امس الأول، القائم بالأعمال المصري في طهران، للإعلان عن رفض بلاده التدخل في الشأن الداخلي الإيراني، وهو ما ردت عليه الخارجية المصرية، على لسان المتحدث باسمها، المستشار أحمد أبوزيد، قائلاً إن المشاركة المصرية في مؤتمر المعارضة الإيرانية، لم تكن حكومية أو رسمية، مضيفاً أن القائم بالأعمال المصري أوضح لمسؤولي طهران، أن مشاركة البرلمانيين المصريين في مثل تلك الفعاليات لا تعتبر تمثيلاً للحكومة، حيث يتمتع مجلس النواب بالاستقلالية التامة، باعتباره يمثل السلطة التشريعية المستقلة عن السلطة التنفيذية.

Ad

وأوضح السفير محموديان، موقف بلاده لـ"الجريدة"، لافتاً إلى أن طهران لا ترغب في تصعيد سياسي أو دبلوماسي ضد القاهرة، بل على العكس، تريد توسيع وتطوير علاقاتها معها، بما يخدم أمن منطقة الشرق الأوسط، والأمن في منطقة الخليج الفارسي، مشدداً على وجود توافق "مصري - إيراني" بشأن سورية والعراق.

وأضاف محموديان "نتعامل مع مصر كدولة مهمة في المنطقة ولها دور فاعل في السياسة الدولية، والمؤكد أن مصر ستغضب كثيراً لو شارك إيرانيون في مؤتمر يدعم المعارضة المصرية في الخارج، وإنما بلادنا تحترم خيارات الشعب المصري وترغب في تعاون شامل معها، بما يخدم مصالح البلدين والأمن الإقليمي".

قمة رواندا

في الأثناء، صحَّت توقعات "الجريدة"، التي نشرت الأسبوع الماضي، بشأن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، في القمة الإفريقية العادية السابعة والعشرين، التي ستمتد فعالياتها إلى غد، في العاصمة الرواندية كيغالي.

وأكد المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، أن مشاركة الرئيس بالقمة الإفريقية في رواندا تأتي في إطار الأولوية التي توليها مصر لتعزيز مشاركتها في العمل الإفريقي المشترك وتطوير علاقاتها بمختلف الدول الإفريقية، إيماناً منها بوحدة المصير وضرورة العمل على تضافر جهود دول القارة من أجل دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يلبي طموحات الشعوب الإفريقية.

وقال المتحدث الرسمي إن الرئيس سيبدأ برنامجه بالمشاركة اليوم في جلسة المباحثات غير الرسمية للقادة، والتي ستُعقد قبل انطلاق أعمال القمة غداً، لمناقشة موضوع تمويل أنشطة الاتحاد، وذكر يوسف أن أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الإفريقية المقبلة تتمثل في مناقشة خطط التكامل والاندماج الإفريقي والعمل على الانتهاء من المفاوضات الخاصة باتفاقية إنشاء "منطقة التجارة الحرة الإفريقية"، فضلاً عن موضوعي إصلاح مجلس الأمن وانتخابات مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وفي حين توقع المتحدث الرسمي أن تشهد القمة الإفريقية مشاركة عدد كبير من الزعماء الأفارقة، لافتاَ إلى أن برنامج الرئيس يشمل عدداً من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الدول الإفريقية، قال مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، إن الرئيس سيعقد لقاء مشتركاً على هامش القمة مع الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا، هايلي مريم ديسالين، للتشاور بشأن عدد من البنود المعلقة في أزمة سد النهضة، في الوقت الذي سيقوم الرئيس عمر البشير بزيارة مصر خلال الأسابيع المقبلة، للاتفاق على عدد من المشروعات المائية بين البلدين.

من جانبه، رجح خبير العلاقات الدولية سعيد اللاوندي، أن تكون عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي على رأس المناقشات بين الزعماء الأفارقة، وأضاف: "هناك مشاورات بين دول إفريقيا بشأن الموافقة على دخول إسرائيل كعضو غير دائم أو مراقب في الاتحاد الإفريقي، علما بأن إثيوبيا هي الدولة الوحيدة التي وافقت على هذا القرار".

ضرب نائبة

دخلت وزارة الداخلية المصرية في صدام جديد مع البرلمان، إثر الكشف عن اعتداء ضابط في قسم شرطة مدينة نصر بالقاهرة، على النائبة البرلمانية عن محافظة الشرقية زينب سالم، أمس، أثناء وجودها بالقسم للمطالبة بالإفراج عن نجل شقيقتها، ما أسفر عن إصابة النائبة، التي طلبت تحرير محضر رسمي متضمناً تقريراً طبياً بالإصابات.

ومن جهته، أوضح النائب عن دائرة مدينة نصر حمدي بخيت لـ"الجريدة" أنه تواصل مع مدير أمن القاهرة، الذي أكد له أنه سيتم التحقيق في الواقعة ومحاسبة كل من يثبت إدانته. وأضاف بخيت غاضباً: "الاعتداء على نائبة برلمانية يؤكد وجود خلل كبير في منظومة وزارة الداخلية".

في السياق، قالت عضوة مجلس النواب منى جاب الله، إنها الواقعة الأولى في تاريخ البرلمان المصري، التي يتم فيها الاعتداء على برلماني من قبل الشرطة، مؤكدة أن أعضاء المجلس في طريقهم للنائب العام من أجل تصعيد الموقف، والمطالبة بمثول وزير الداخلية أمام البرلمان للتحقيق في تلك الواقعة المهينة.