من أصعب الأمور على النفس أن يعيش الإنسان في وطنه الذي ولد وترعرع فيه حتى كبر وصار شاباً يافعاً بلا هوية ولا إثبات!

نواف من مواليد دولة الكويت سنة 1979م، درس جميع المراحل الدراسية في مدارسها بدءاً من رياض الأطفال وانتهاء بجامعة الكويت.

Ad

"نواف" والدته كويتية وكل أفراد عائلته من أمه كذلك، قدره أن أمه تزوجت من "بدون" يعمل عسكرياً في الجيش الكويتي، وبعد عدة سنوات طُلقت منه، وكان نواف آنذاك صغيراً، فتربى في كنف والدته حتى تخرجه في جامعة الكويت، وبعد عدة سنوات توفيت والدته، ثم والده، وأصبح وحيداً بلا أم ولا أب!

نواف يحمل جواز سفر مادة 17 وللأسف سحب منه مؤخراً هو وغيره من "البدون"، وعندما سأل نواف جهة الاختصاص عن سبب سحب جواز سفره، قالوا له: إن والدك عليه قيد أمني! رغم أن والده توفي منذ 10 سنوات تقريبا. والسؤال لمن يهمه الأمر في "الداخلية":

نواف من مواليد الكويت وأمه كويتية مادة أولى، وأهل أمه جميعهم "جناسيهم" كويتية، فلماذا يحرم نواف من حق المواطنة والانتماء، بسبب قيد أمني على والده المتوفى؟

يقول المولى، عز وجل، في كتابه الكريم في سورة الإسراء: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها، فكل إنسان مسؤول عن عمله ولا يعقل أن يحاسب الإنسان عن ذنب لم يرتكبه هو كما يقول أيضا جل وعلا: "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ".

وفي القانون لا توجد مادة تجيز معاقبة الابن بجريرة الأب، ومنا إلى اللواء مازن الجراح للنظر في موضوع "نواف" ولكم جزيل الشكر والامتنان.

* آخر المقال:

مقولة خاطئة: "الخير يخص والشر يعمّ".