أصدرت "الخارجية" الأميركية تقريرها السنوي الذي يلقي الضوء على الإرهاب في العالم والدول التي ترعاه، لتتصدر إيران قائمة الدول الأكثر رعاية للإرهاب، حيث تقدم أنواعاً مختلفة من الدعم المالي والتدريب والتجهيز لجماعات إرهابية مختلفة حول العالم، ولفت التقرير أيضاً إلى قلق بالغ من نشاطات إيرانية عديدة تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة!والمتابع للشأن الإقليمي يرى مصداقية هذا التقرير من خلال تدخل إيران ودعمها لمنظمات مصنفة دولياً على أنها إرهابية في العديد من دول المنطقة، كما أنها تدعم بشكل أو بآخر بعض الشخصيات الطائفية في دول الخليج وتدربهم على زعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول، كما أنها موجودة عسكرياً وسياسياً ومادياً وبشكل مباشر في العراق وسورية ولبنان، وتشجع على الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ليتقاتلوا باسم الطائفية.
الغريب أن كل ذلك الفعل ليس سراً، بل حتى المسؤولون الإيرانيون يقرون به ويؤكدونه عبر وسائل الإعلام في كل مناسبة، ثم يأتي بعض أبناء الخليج ليزمجر غاضباً من وجود الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، ويعتبره تدخلاً في شؤون إيران الداخلية، ومبرراً لها لتتدخل في شؤوننا الداخلية، وكأنها لم تفعل ذلك ولم تقر به وتعترف بذلك أمام الملأ، وعبر أدواتها في المنطقة وقياداتها، وأذكّر هؤلاء بخلية التجسس في الكويت، ومثلها في السعودية، وخلية العبدلي، ودعم النمر في السعودية ودفاعها عنه وكأنه مواطن إيراني لا سعودي، ودعمها وتأييدها للمعارضة في البحرين، بل تحريضها على العنف والتفجير، بخلاف ما تقوم به في العراق وسورية ولبنان واليمن من تدخل علني وواضح لأدواتها في تلك الدول ودعمها بالمال والسلاح والتدريب، الأمر الذي يجعلنا نستغرب تصريحات بعض مواطني دول الخليج حول وجود تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية، وغضبهم من وجوده معها، رغم أن الأمير تركي لا يتقلد أي منصب في الشقيقة السعودية.يعني بالعربي المشرمح:بَعضُنَا يرى وجود تركي الفيصل، وهو بلا منصب في بلده، تدخلاً في شؤون إيران، ويغض الطرف عن تدخلات إيران المعلنة والمؤكدة في معظم الدول التي ذكرناها، وهو أمر يؤكد للمتابع أنه لا يمكن لشخصيات سياسية خليجية أن تصرح بتصريح كهذا لولا صلتها بالنظام الإيراني وتعاطفها معه، وكنت أتمنى لو أن تلك الشخصيات تتعاطف مع الشعب الإيراني لا نظامه، أو حتى الشعوب المظلومة والمضطهدة بسبب تدخلات هذا النظام في شؤونها لنبرر لهم تصريحاته، أما أن يجعلوا من وجود تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية تدخلا، ولا يعتبروا كل ما يفعله النظام الإيراني من تدخل سافر في شؤون دول المنطقة مساعدة ونصرة للمظلومين، فهذه ازدواجية في المعايير وانفصام في الشخصية وعدم مصداقية لقائليها، وكأنّ لسان حالهم يقول: "يحق لإيران ما لا يحق لغيرها".
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: يحق لإيران ما لا يحق لغيرها!
16-07-2016