أنظر إلى حاضر أمتي الآن فأتساءل: إلى أين الطريق؟ وأي رياح عاتية قدمت إلينا؟ إنها الرياح الخبيثة التي ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، ماذا حدث لمن هم في عمر الزهور؟ ماذا دهاهم؟ إذ تجد الواحد منهم يلتحف حزاما من المتفجرات ليقتل به نفسه، ويحصد بذلك أرواح أبرياء ما كان لهم في الأمر من ناقة ولا جمل، إلى هذا الحد عميت الأبصار؟ ماذا حدث بحق الله؟

بعض الناس يعزو هذا إلى فشل في التعامل مع الواقع والمتغيرات، إنهم أضعف من أن يتعاملوا مع كتاب الواقع، فهرعوا من فورهم إلى كتاب التاريخ يخرجون لنا أسوأ ما فيه، بل يخرجون لنا أسوأ ما فهموا فيه، فيقتلوننا ويفجروننا، ويساعدهم في ذلك أحط البشر من اللئام الذين يتربصون دائما بتلك الأمة، ويريدون لها الموت، لكن الأمة قائمة مادام فيها المستنيرون والمثقفون، هؤلاء الذين يحملون لنا مشاعل النور.

Ad

وإني لأغرق في التفاؤل حينما أعلم أن معظم شبابنا هم من الشباب الواعدين الناجحين الرافضين للقتل والخراب والتدمير، أولئك الشباب المؤمنون بأن الإسلام دين سمح لا دين عنف وتشدد وإرهاب، فهل جُن جنون من يريد أن يلحق الضرر بأشرف بقاع على أرض الله في المدينة، ثم في القطيف؟ وما الذي أوصل هؤلاء ليفكروا مجرد التفكير أن يفعلوا ذلك؟ هل هناك نص يأمرك أن تفجر نفسك؟

إذاً نحن هنا أمام خطر من نوع جديد، خطر يهدد مقدساتنا، التي لا أخاف عليها لأنني دائما أحمل في قلبي، قبل عقلي، قول أبي طالب عم الرسول، صلى الله عليه وسلم، "أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه"، فلأمتنا رب سيحميها من أخطار هؤلاء، ولمقدساتنا رب مطلع على ما نحن فيه من البلاء والمكر.

اللهم احفظ شباب أمتنا وبلدنا من كل شر. ظنكم لكم وحسن نيتي لي، ورب البيت كريم.