مشاكل مشروع جامعة الشدادية لا تنتهي، ونحن هنا لن نتحدث عن تأخير إنجازه بعدما تجاوز العمل به 10 سنوات دون أن يرى النور، ولن نتحدث عن الحرائق التي تحدث بين الحين والآخر في مواقعه، وتظل مجهولة الأسباب، ولا يحاسب أحد عليها، وكذلك لن نتحدث عن الصراع الدائر الآن حول قانون فصل "الشدادية" عن جامعة الكويت، والذي أشعل نار الفتنة بين الأكاديميين، لكنني سأتحدث عن مشكلة قديمة جديدة تتعلق بهذا المشروع، وهي التلوث الذي يعانيه سكان المناطق المجاورة للمشروع، خصوصاً ضاحيتي عبدالله المبارك وصباح الناصر المكتظتين بالسكان، حيث اشتكى عدد كبير منهم تعرضهم للأمراض بسبب التلوث.

التلوث المنتشر بسبب هذا المشروع يتنوع بين الغبار الناتج عن أعمال الحفر والإنشاء ومصنع الخرسانة المقام داخله، حيث يتم فيه خلط أطنان من الرمال والأسمنت يومياً لتغطي سماء المناطق المجاورة سحابة من الغبار الضار الذي يتسبب بأمراض خطيرة، إضافة إلى الازدحام المروري وتكدس الشاحنات والخلاطات الأسمنتية دون التزام بمعايير الصحة والسلامة والبيئة، ودون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكناً وخصوصاً الهيئة العامة للبيئة والبلدية. هذا التلوث يشكل خطراً يهدد حياة الناس عبر انتشار الميكروبات والفيروسات والفطريات، كما تؤدي أدخنة المصنع والعوادم الأخرى إلى تلوث الهواء بالمواد الكيميائية والغازات التي لها نشاط إشعاعي، وهذا يصيب بالأمراض القاتلة التي ليس لها علاج، ويسيء إلى سمعة الكويت في مجال حماية البيئة، لذا على الحكومة الالتفات إلى هذه المخاطر، خصوصاً أن تلوث الهواء يتسبب في موت نحو 50 ألف شخص سنوياً حول العالم، فالتنمية التي ننشدها يجب ألا تكون على حساب صحة الناس.

Ad

وفي الختام أود التأكيد على أن التقاعس عن مواجهة خطر التلوث في الشدادية يمثل نقطة سوداء في هذا المشروع الكبير الذي ينتظره الكثيرون، لذا يجب أن تكون هناك إجراءات حاسمة ضد كل من تسول لهم أنفسهم الإضرار بالأبرياء، كما أنه يجب عند إقامة مصنع أو مدينة أو مشروع مراعاة الجانب البيئي وإنشاء نقاط رصد ومراجعة لقياس جودة الهواء، مع مراعاة أنماط العمل والنمو في هذه المدن، وكمية المواد الملوثة والاهتمام بزراعة الأشجار وزيادة المسطحات والأحزمة الخضراء، وعلى وسائل الإعلام أن تبذل جهوداً أكبر في سبيل التوعية لنعيش في بيئة خالية من المخاطر والأمراض وبعيدة عن كل مظاهر الخوف والقلق.