الكويت تهنئ إردوغان... والمجتمع الدولي يساند «الشرعية»

الرياض ترحب بعودة الأمور إلى نصابها وموسكو مستعدة للتعاون مع أنقرة... وطهران «قلقة»

نشر في 17-07-2016
آخر تحديث 17-07-2016 | 00:03
بعد تمكن الأتراك من وأد محاولة الانقلاب العسكري على الرئيس رجب طيب إردوغان، توالت ردود فعل المجتمع الدولي وفي مقدمتها الكويت المنددة بالخروج على القانون، وبانتهاك الشرعية الدستورية، ومرحبة بعودة الأمور إلى نصابها، مطالبة بضبط النفس وتجنب العنف ووقف سفك الدماء.
بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس، برقية إلى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب إردوغان هنأ فيها بنجاح الشرعية والانتصار للديمقراطية وإرادة الشعب الصديق بالمحافظة على مكتساباته الدستورية، وتمكنه من تجنب معاناة ومآس كثيرة وحقن دماء الأبرياء.

وأكد سموه وقوف العديد من دول العالم إلى جانب الشرعية واحترامهم لإرادة الشعب التركي الصديق تعبيراً وتضامناً مع هذه الإرادة، سائلاً سموه المولى تعالى أن يتغمد الأبرياء بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ لتركيا الصديقة أمنها واستقرارها وازدهارها.

كما بعث سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد برقية إلى الرئيس إردوغان، هنأه فيها بنجاح الشرعية والانتصار للديمقراطية وإرادة الشعب التركي الصديق، متمنياً للجمهورية التركية وشعبها الصديق داوم الأمن والاستقرار.

موقف قطر

وفي حين بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ببرقية مماثلة، أدانت قطر أمس، محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وأجرى أميرها اتصالاً هاتفياً بالرئيس إردوغان للتعبير عن دعمه للإجراءات، التي تتخذها الحكومة للحفاظ على استقرار البلاد ولتهنئته "على التفاف الشعب حول قيادته".

ووفق وزارة الخارجية، فإن "قطر أعربت عن استنكارها وإدانتها الشديدين لمحاولة الانقلاب العسكري والخروج على القانون وانتهاك الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا".

عودة الأمور

وفي السعودية، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن المملكة تابعت بقلقٍ بالغٍ تطورات الأوضاع في جمهورية تركيا الشقيقة، والتي من شأنها زعزعة أمنها واستقرارها والمساس برخاء شعبها الشقيق، معبراً عن ترحيبها بـ"عودة الأمور إلى نصابها بقيادة الرئيس إردوغان، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي".

واختتم المصدر في تصريح بثته وكالة "واس" الرسمية بالتعبير عن حرص السعودية على أمن واستقرار وازدهار جمهورية تركيا الشقيقة.

دعم أميركي

وفي وقت سابق، تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفياً مع وزير خارجيته جون كيري وقدما الدعم لإردوغان، الذي يحكم تركيا منذ 2003، وبدا أنه استعاد السلطة بعد فشل الانقلاب الخامس في تاريخ الجمهوري.

وقال البيت الأبيض، في بيان، "اتفق الرئيس ووزير الخارجية على ضرورة أن تقدم جميع الأطراف الدعم للحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا، وأن تتحلى بضبط النفس وتتجنب العنف وسفك الدماء".

ولاحقاً، أعلنت المرشحة المفترضة للرئاسة هيلاري كلينتون دعمها للحكومة المدنية التركية، مشيرة إلى أنها تتابع الأحداث في تركيا "بقلق بالغ".

عودة النظام

بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه تابع مجريات الأمور في تركيا عن كثب، مطالباً كافة الأطراف إلى التخلي عن العنف.

وفي بروكسل، دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى عودة سريعة للنظام الدستوري، مشدداً على أن تركيا شريك مهم والاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل الحكومة المنتخبة ديمقراطياً ومؤسسات البلاد وحكم القانون.

وعبر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ عن مشاعر مماثلة، واصفاً تركيا بأنها "حليف ذو قيمة لحلف شمال الأطلسي".

انفجار داخلي

وفي موسكو، التي نجح إردوغان في إصلاح العلاقات معها قبل أيام، أكدت وزارة الخارجية "استعدادها للعمل بصورة بناءة مع القيادة المنتخبة في تركيا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية"، محذرة من أن محاولة الانقلاب وانفجار الوضع السياسي الداخلي تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي والإقليمي.

وفي طهران، التي لطالما اعتبرت خصماً لتركيا، اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، عبر "تويتر"، أن استقرار الشعب التركي وديمقراطيته وسلامته شيء مهم، مؤكداً أنه لا غنى عن الوحدة والتعقل.

احترام الديمقراطية

وفي برلين، التي توترت علاقتها بأنقرة بسبب موقفها من مذبحة الأرمن عام 1915، طالبت المستشارة آنجيلا ميركل بضرورة احترام النظام الديمقراطي في تركيا.

وندد وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير بمحاولة "تغيير النظام الديمقراطي في تركيا بالقوة" وحث كل الأطراف المعنية على احترام النظام، فيما أعرب زعيم حزب "الخضر" جيم أوزديمير عن تأييده لتغيير "نظام إردوغان المستبد لكن بدون عنف وباستخدام صناديق الانتخاب".

دفاع عن المؤسسات

وفي باريس، عبر وزير الخارجية جان مارك إيرو عن فرنسا في أن تصمد الديمقراطية في تركيا أمام هذا الاختبار، منوهاً بأن "الشعب التركي، أظهر نضجاً وشجاعة كبيرين بدفاعه عن مؤسساته".

وإذ أدانت باكستان محاولة تقويض الديمقراطية وحكم القانون، تحدث وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو لتأكيد دعم بلاده للحكومة المنتخبة ديمقراطياً.

إسرائيل وفلسطين

وبينما هنأ وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي نظيره التركي "بانتصار الديمقراطية وهزيمة الانقلابيين"، أصدرت وزارة الخارجية الاسرائيلية أمس، بياناً أكدت فيه أن إسرائيل تحترم المسيرة الديمقراطية في تركيا وتتطلع إلى استمرار عملية المصالحة بين البلدين.

وفي حين أغلقت بلغاريا المعابر الحدودية الثلاثة مع بلغاريا، حذرت المكسيك وكوريا الجنوبية واليابان والهند مواطنيهم من السفر لتركيا، بينما حثت دول مثل ماليزيا وأستراليا ونيوزلندا رعاياها على توخي الحذر والبقاء في الداخل ومتابعة وسائل الإعلام المحلية.

احتفالات «مبكرة» في دمشق

بعد إذاعة الانقلابيين في تركيا ليل الجمعة ـ السبت بياناً قالوا فيه إن الجيش التركي أمسك السلطة في البلاد، وأطاح بالرئيس رجب طيب إردوغان، حتى سمع إطلاق النار في الهواء احتفالاً في دمشق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، الذي يعتبر إردوغان العدو الرئيسي له في المنطقة. ونزل بعض الموالين للنظام الى الشارع للاحتفال في العاصمة السورية وفي الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من مدينة حلب شمال سورية.

... وتباين في صفوف «المعارضة»

منذ بدء توارد الاخبار عن حصول انقلاب عسكري في تركيا ضد حكم الرئيس رجب طيب إردوغان، انقسم معارضو النظام السوري على وسائل التواصل الاجتماعي الى قسمين كبيرين، الأول مناهض للانقلاب ويدعو الى الوقوف مع إردوغان من منطلق الوفاء له لدعمه المعارضة السورية واستقباله آلاف اللاجئين، وبعض هؤلاء شارك في التظاهرات الداعمة لـ«الشرعية» التي اقيمت في تركيا حيث يسكن عدد كبير من اللاجئين، والقسم الثاني، ينتقد إردوغان ويعتبره غير ديمقراطي، وهو القسم المعادي للتيار الإسلامي في المعارضة السورية، ويتهم إردوغان بدعم «جبهة النصرة» و«داعش».

إسرائيل تؤكد احترام المسيرة الديمقراطية في تركيا والدوحة تشيد بالالتفاف الشعبي
back to top