من وحي الحكايات المصرية أردت أن أشارككم في هذا الموضوع الذي يسلط الضوء على تنبؤات قارئة الكف لملكة مصر.وحينما كانت ذات يوم تتناول العشاء مع زوجها محمد في مطعم على شاطئ النيل في الجيزة، اشتُهر باسم "كازينو الحمام"، وبينما هما جالسان جاءت قارئة الكف، وهي امرأة عجوز، وعرضت أن تقرأ كف كل منهما، لتستقرئ الحاضر والمستقبل، واستقرأت أولاً كف السيدة جيهان... فقالت لها: "إنك ستكونين ملكة مصر"، فأغرقا في الضحك هي وأنور، وأخذت القارئة أجرها قرشين وشكرتهما... وإنما أرادا التسلية، والقارئة ذهبت بهما بعيداً، هكذا يحلق المنجمون حسب الفراسة... ولم تُعر جيهان أي اهتمام بالأمر غير التمتع مع أنور السادات بهذه الطرفة المحلّقة في الخيال.
مصر ذات السلالات الملكية المتوارثة وكانت مملكة عزيزة، في حال غنى وثراء، والملك يكاد يُعبد لأن أسلافه منذ العهود الفرعونية كانوا يُعبدون ويأمرون الناس بالطاعة والخضوع في كل الأحوال.مصر في ذلك الوقت ملكية، وأسرة محمد علي على عرش مصر، والملك فاروق بن فؤاد هو الملك، فكان له التقدير والاحترام عند كل الملوك والأمراء العرب، وعلاقته مع دول الشرق والغرب وثيقة متينة.* * *كان أنور السادات تائهاً في مجال البحث عن رزقه، لم يعد إلى القوات المسلحة ولم يقترن بعد "بحركة الضباط الأحرار"، وجيهان لم تصدق قارئة الكف، لكنها سبحت في حلم جميل جاء في مذكرات أنور السادات:(البحث عن الذات – قصة حياتي):تخرجت في الكلية الحربية فبراير 1938...منذ أول شبابي رسخ في ذهني "موال زهراني"، وكان يراودني في يقظتي ونومي، كان يجاهر بعدائه للإنجليز بموّاله، المطالب بالحرية ومحاربة الإنجليز.حكم عليه الإنجليز بالإعدام، فصعد زهراني منصة المشنقة غير آبه... قال السادات إن (مواله أول درس لي في الوطنية، وازداد فيَّ الوعي الوطني عندما عرفت مصطفى كامل ومن قبله عرابي... كما عرفت عزيز باشا المصري أحد الرموز الوطنية الذي تمنيت رؤيته، حتى زارنا بصفته المفتش العام للجيش المصري وأخذنا إلى (الدير المحرق) وجدنا فيه قسيساً شاباً في صومعته... عزير المصري رمز وطني شارك في ثورة تحرير تركيا مع أتاتورك، وأحد مؤسسي جمعية الاتحاد والترقّي وجمعية تحرير الأمة العربية.كان ضمن جنودي بعض الأفراد من الإخوان المسلمين... طُرق الباب في وحدتنا في يوم مولد النبي عليه السلام، وقال لي أحدهم إن الطارق رجل يفقه بالدين يريد أن يُلقي كلمة في الجنود، إنه حسن البنا، المرشد العام للإخوان، فرحبت به... وصار من ثقافتي الوطنية... وتوثقت علاقتي به، فطلبت منه أن يجمعني بعزيز باشا المصري فحقق أُمنيتي...يقول أنور السادات كان همنا أن نحرر الوطن من هيمنة الإنجليز، وكان الجيش المصري يشترك مع القوات البريطانية ضد المحور رغم أن مصر لم تكن طرفاً في النزاع العالمي... كان الشعور العام في مصر معادياً للإنجليز، حتى الملك فاروق كان وطنياً يكره الإنجليز ولكنه يهدد ويؤمر بالطاعة.
توابل - ثقافات
تنبؤات قارئة الكف لملكة مصر (1-2)
17-07-2016