انقسم اللبنانيون، أمس، تجاه الأحداث التي شهدتها تركيا كل بحسب انتمائه السياسي. فوجوه الممانعة (المحسوبة على 8 آذار) تفننوا بسخريتهم وبتأكيدهم الانقلاب، أما القوى المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد (14 آذار)، وخاصة رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، فوقفت إلى جانب الرئيس التركي إردوغان، مباركا "انتصار المسار الديمقراطي على الحركة الانقلابية العسكرية، ونجاح الرئيس في قيادة تركيا الى شاطئ الأمان".

وغرد الوزير السابق وئام وهاب على حسابه في "تويتر" قائلا: "كل المعلومات تقول نجح الانقلاب، والأهم إعدام رأس الأفعى وقطع رأسها".

Ad

أما الإعلامي سالم زهران (مقرب من "حزب الله") فقال: في ساعات معدودة ظهر قردوغان كفأر يستنجد خلاصه من المصيدة التي فتحت ولن تغلق"، مضيفا: "سورية 5 سنوات من القتال والدعم للمسلحين والأسد في عرينه يتمدد".

ولم يغب الصحافي غسان جواد (مقرب من "حزب الله") عن الأجواء، فغرد: "في هذه اللحظات التاريخية تحية للرئيس البطل بشار حافظ الأسد #تنسيقية_اسطنبول_الحرة".

إلا أن اللافت في هذه المواقف الشامتة والمهللة للانقلاب، ليس خط الممانعة وإنما وجوه من "14 آذار" ومن تيار "المستقبل"، صدمت المتابعين بتعليقاتها، ومن هؤلاء منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، الذي غرد قائلا: "مع اقتلاع إردوغان تنتهي مرحلة الإخوان المسلمين في المنطقة بعد اقتلاعهم من مصر". وعلى خطى سعيد فاجأ الإعلامي نديم قطيش (محسوب على تيار "المستقبل") متابعيه بتغريدة صادمة على موقع "تويتر" مؤيدا لهذا الانقلاب، مما شكل حالة صدمة لمتتبعيه الذين فوجئوا بالأسلوب الذي استخدمه ليعود ويوضح بعد ظهر أمس قائلا: "الانقلاب العسكري أو استمرار إردوغان كأن شيئاً لم يكن وجهان لأزمة عميقة في تركيا. تحية للمعارضة التركية التي لا أتفق معها سياسياً بمثل ما تتفق مصالحي مع إردوغان، لاسيما في الموضوع السوري. تحية لها لأنها رفضت الانقلاب رغم تنكيل إردوغان بها، ورغم تحول الدولة الأردوغانية الى دولة يعلو فيها منسوب الطغيان على أي شيء آخر. قلت وأعيد، إردوغان اليوم شخصية غير قادرة على قيادة المجتمع التركي. آن الأوان للانتقال السلمي السياسي عبر استفتاء وحكومة وحدة وطنية لتجنيب تركيا خراب العناد. المصلحة السياسية مع إردوغان لا تجعلني أعمى عن الانحدار الشمولي الذي تتخذه التجربة الإردوغانية مطيحة بعقدين من الإنجازات الجبارة".

ورد منسق الإعلام في تيار "المستقبل" عبدالسلام موسى على سعيد وقطيش قائلا: "ما يؤسف له في لحظات الانقلاب الأولى أن فارس سعيد ونديم قطيش كانا مع عشاق جزمة العسكر.. وئام وهاب وسالم زهران.. في نفس الخندق!".