التزمت القاهرة الحياد على المستوى الرسمي، تجاه محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، التي فشلت في الإطاحة بالرئيس رجب طيب إردوغان، حيث قال المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد لـ"الجريدة": "لا علاقة لمصر بالشؤون الداخلية للدول"، مؤكدا أن "مصر تقف على مسافة واحدة من كل الدول، وتتمنى استقرارها دون التدخل في إرادة الشعوب".

في حين تباينت ردود فعل الشارع المصري، بالتزامن مع الأنباء الأولية عن الانقلاب، ما بين أغلبية مؤيدة وأخرى غاضبة، بينما دانت المحاولة الفاشلة جماعة الإخوان المدرجة إرهابية في مصر.

Ad

وخرجت الصحف الصادرة في القاهرة، أمس، بعناوين واحدة تقريبا، تسير في اتجاه نجاح الانقلاب، حيث قالت "الأهرام"، وهي الصحيفة شبه الرسمية في البلاد، في عنوانها الرئيسي "الجيش التركي يطيح بإردوغان"، بينما قالت "أخبار اليوم" القومية: "انقلاب في تركيا"، قبل أن تنتهي في طبعة رابعة إلى عنوان أكثر توازنا "محاولة انقلاب في تركيا"، بينما سارت الصحف المستقلة في الاتجاه ذاته، فقالت "المصري اليوم": "الجيش يطيح بإردوغان"، وقالت "الوطن": "الجيش يحكم تركيا ويطيح بإردوغان".

وعمت أجواء فرحة برامج "التوك شو"، أبرزها للإعلامي أحمد موسى قال فيها: "ما حدث ليس انقلابا، وإنما ثورة داخل الجيش لتصحيح الوضع في تركيا، بعدما أصبح القضاء مسيسا، وتحولت الدولة العلمانية إلى دولة إخوانية".

وعبر فضائية "النهار" قال الإعلامي عادل حمودة إن ما يحدث في تركيا كان متوقعا، لأن حزب اردوغان أراد أن يقوم بشيء موازٍ للقوات المسلحة كعادة التنظيمات الإسلامية عندما تصل إلى الحكم، فيما ذهب إعلاميون إلى أن ما حدث كان سيناريو من اردوغان لتصفية عناصر معينة داخل الجيش والشرطة وتعيين موالين له".

في العالم الافتراضي، ضجت مواقع التواصل بالسخرية من أحداث الانقلاب التركي، في ساعاته الأولى، حيث ربط نشطاء بين أحداث 30 يونيو 2013 في مصر، والحدث التركي، وكتب أحدهم ساخرا أن الشعب التركي في انتظار النسخة التركية من أغنية "تسلم الأيادي" بعنوان "تشكرات أيادي"، فيما سخر آخرون من سرعة انتهاء الانقلاب، مشيرين إلى أن أحداث مسلسل "حريم السلطان" استغرق عرضه سنوات، بينما انقضى الانقلاب التركي خلال ساعات.

وسادت شوارع العاصمة فرحة عبر عنها مواطنون بإطلاق "أبواق السيارات"، فيما عمت حالة حزن بين أنصار النظام التركي من جماعة الإخوان، التي اعتبرت المحاولة سيرا ضد إرادة الشعب، مؤكدة في بيان على موقعها الرسمي أن "نزول الشعب بأعداد غفيرة استجابة لطلب الرئيس التركي هو ما أحبط المحاولة الانقلابية".

وأكد البيان أن الشعوب ستظل بوعيها هي الضامن الوحيد لكل الهجمات ضد الديمقراطية، وحائط السد المنيع ضد كل محاولات اختطاف الأوطان، مشددا على أن ما حدث في تركيا، من نجاح اقتصادي غير مسبوق، وما شهدته البلاد من حريات وديمقراطية، يشهد لها العالم، لن تضيع أمام محاولات انقلابية تستهدف الاستيلاء على تلك المكتسبات.

ولفتت الجماعة إلى أنها تتضامن مع الشعب التركي، وحقه في التمسك بديمقراطيته، والالتفاف حول حكومته المنتخبة، وتدعو كل أحرار العالم، شعوبا، ومنظمات مجتمع مدني، وحكومات منتخبة، إلى مساندة الديمقراطية، في كل الأوطان سواء بسواء، ونبذ الأفكار الانقلابية المختلفة.

من جهة أخرى، قالت القنصلية العامة لجمهورية تركيا في مدينة الإسكندرية، في بيان، أمس، إن ما جرى في تركيا "ليس سوى محاولة انقلابية على حكومة منتخبة، وقد واجه شعبنا بوحدته وتضامنه هذه المحاولة"، مضيفة: "رئيس الجمهورية والحكومة مستمرون في عملهم وهم على رأس مهامهم".