المؤتمر الجمهوري ينطلق اليوم في كليفلاند: أربعة أيام لتثبيت ترشيح ترامب
ينعقد بغياب الرؤساء والمرشحين الرئاسيين السابقين وحضور باهت
يتطلع رجل الأعمال المثير للجدل دونالد ترامب إلى تثبيت تسميته كممرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية في المؤتمر العام للحزب الجمهوري، الذي سينطلق اليوم في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، في وقت تتراجع فيه شعبية منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.ويتوقع أن يكون المؤتمر شائكا ومخالفا للتقاليد المتبعة حتى الآن، وسيستمر على مدى أربعة أيام يغياب أي من الرؤساء السابقين، وحضور عدد قليل من شخصيات الحزب والمسؤولين المنتخبين.ولن يحضر المرشحون الجمهوريون الثلاثة السابقون جورج دبليو بوش، وجون ماكين، وميت رومني.
ولذلك سيعتمد ترامب على شريكه الانتخابي مايك بنس حاكم انديانا الذي أعلنه كنائب له، إضافة إلى زوجته ميلانيا وابنتيه ايفانكا وتيفاني وابنه دونالد ترامب جونيور، لتثبيت موقعه. ويبدو أن هذا الديمقراطي السابق والجديد على عالم السياسة سيحصل رسمياً على تسميته مرشحا للبيت الأبيض عن الحزب الجمهوري بعد فوز كاسح في الانتخابات التمهيدية.والغرض من المؤتمر الذي ينعقد مرة كل أربع سنوات، جمع الجمهوريين ليختاروا رسمياً مرشحهم الرئاسي واطلاق الحزب لانتخابات نوفمبر.غير أن ترامب يواجه مهمة شاقة في إقناع منتقديه داخل الحزب. فتصريحاته اللاذعة ورسالته الشعبوية أثارت غضب المحافظين وأطلقت معركة لاستعادة روح الحزب الجمهوري. وقال منافسه السابق الجمهوري جيب بوش «أرفض دونالد ترامب زعيما لحزبنا»، فيما بدأ المندوبون يتوجهون إلى كليفلاند.وهدأ بعض المشككين عقب اختيار بنس، المحافظ الأصيل من ولاية فاز فيها الديمقراطيون في 2008. وقالت مورين بلام، احدى مندوبات المؤتمر من واشنطن ومن مؤيدي ماركو روبيو المنافس السابق لترامب لوكالة «الحاكم بنس يعزز الثنائي، بمرتكز ثابت ومحافظ لا يرقى إليه الشك». لكن مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر يجد ترامب نفسه وسط أمواج متلاطمة.
تردد واضح
فتردده الواضح قبل قراره النهائي، النهائي حول اختيار بنس، قد ينتقص من صورته كزعيم حازم. فبعد أن أعلن أنه سيكشف عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس أمس الأول ألغى ذلك بذريعة اعتداء نيس، ليعود ويمضي بإعلانه.كما أثار إعلان اسم المحافظ بنس تساؤلات خطيرة بشأن كفاءة إدارة حملته. وبنس غير المعروف بدرجة كبيرة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، لم تبذل حملة ترامب على ما يبدو جهداً في تعريف الناخبين به. بل ان حملة هيلاري كلينتون هي التي قامت بهذا الدور. ففي غضون دقائق أرسلت وابلا من الرسائل الإلكترونية والنصوص والفيديوهات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تصف بنس بأنه معاد للنساء وللمثليين. وقال جون بوديستا من حملة كلينتون «إن بنس هو الخيار الأكثر تطرفا خلال جيل».وتلقى ترامب بعض الأخبار الطيبة عند الإعلان أن مساعي خصومه لتغيير قواعد تسمية الحزب للاطاحة بترشيحه قد فشلت. وكتب ترامب على تويتر «هزموا الليلة الماضية في كليفلاند أمام لجنة القواعد بـ87 صوتا مقابل 12. لنعد لأميركا عظمتها». ومن غير المرجح لتلك النبرة المتصلبة وعدم التسامح أن تكسبه أصدقاء.وقالت لورا كورنر المندوبة للمرة الأولى من تكساس «أريد أن أصوت لمرشح جمهوري، بالتأكيد».وتابعت «لكن أريد أن أشعر بالثقة في أنني أصوت لشخص يمثل القيم التي أؤمن بها».وأضافت «لا اعتقد أنه المرشح الأفضل للحزب الجمهوري».وحتى مندوبون مثل كورنر مستعدون لإعطاء ترامب فرصة، يرغبون في رؤية تغيير جذري في اللهجة خلال المؤتمر.وقال واين بينا، المندوب من نبراسكا والذي يتفخر ببقائه محايدا «أريد لهذا الحوار السياسي أن يتقدم لا أن يتراجع».وأضاف «أريد رؤية رسالة إيجابية، أريد أن أتكلم بإيجابية عن بلادنا وعن الحملة، لا أن أدمر الشخص الآخر».ومن المواضيع التي ستناقش في المؤتمر الأمن القومي والهجرة والتجارة والوظائف، بحسب جيف لارسون، الرئيس التنفيذي للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري 2016.تراجع شعبية كلينتون
من جهة أخرى، وبعد أشهر من الصعوبات، يبدو أن ترامب سيشارك في المؤتمر في ظروف مواتية.وتظهر استطلاعات الرأي الوطنية تقارب شعبيته مع هيلاري كلينتون التي واجهت فضيحة تتعلق باستخدام بريدها الالكتروني، كلفتها انتقادات من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.آي) الذي وصفها بأنها شديدة الإهمال. وأظهر مؤخرا استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وقناة سي بي اس نيوز بعد نشر تحقيق (اف.بي.آي)، الذي ذكر فيه ان استخدام كلينتون لخادم بريدها الإلكتروني كان غير حكيم، لكنه قانوني أن نسبة 67 في المئة من المستطلعة آراؤهم قالت إن كلينتون غير صادقة وليست جديرة بالثقة.ويشير الاستطلاع إلى أن كلا المرشحين يحظى بتأييد نسبة 40 في المئة من الناخبين في الولايات المتحدة، بعد أن تفوقت كلينتون بنسبة 6 في المئة على ترامب في الاستطلاع الذي اجرته قناة سي بي اس نيوز الشهر الماضي. وذكر الاستطلاع أن ترامب لم ينل ثقة نسبة 62 في المئة من المستطلعة آراؤهم، رغم زيادة التدقيق في سجل أعماله والدراسات التي تبين أن أكثر من نصف تصريحاته العلنية ورسائل «تويتر» ليست صحيحة.